القادة نيوز

 ⁠⁠⁠الإنـتـاجـيــة والتسـيــب الإداري أسبابها الخفية وعلاجها الفعال

حسان علي الطيار

حينما يعمل الإنسان في وظيفة ويتم إدارته وفق مناهج المدارس الإنسانية والعدل والتحفيز وتوفير البيئة المشجعة فلابد وأن يؤدي ذلك إلى نشوء علاقة حب وترابط بين الموظف والوظيفة، متى ما وصل إليها الموظف فلن يكون العمل بحاجة إلى بطاقات دوام أو رقابة على الحضور لكون الموظف سوف يحضر قبل الوقت ويخرج بعد الوقت ويكمل ما تبقى من العمل في منزله بكل تفانٍ وإخلاص وسعادة، فتزداد الإنتاجية وترتفع مستويات الكفاءة.

أنظروا على سبيل المثال لا الحصر إلى ما فعلته (جوجل) في موظفيها، فقد أصبحوا يعملون ضعف أوقات الدوام الرسمي.

وأنظر لما فعلته (دبي) في موظفيها، فقد أصبح حضورهم وانصرافهم من تلقاء أنفسهم دون الحاجة إلى بطاقات دوام ولا إلى رقابة.

وأنظر قبل ذلك كله إلى سيد الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وآله وسلم حينما أوصل صحابته إلى الحد الذي هجروا فيه زوجاتهم في يوم زفافهم تلبية للنداء، ليس نداءً للعمل فحسب، بل نداءً للجهاد والقتال والاستشهاد، فيخرج سيدنا حنظلة بن عامر الأوسي الأنصاري رضي الله عنه ليلة زفافه من جوار عروسه للجهاد، فيقتل في أحد فتغسله الملائكة فيسمى (غسيل الملائكة).

وإلى سيدنا عبدالله بن أنيس الجهني رضي الله عنه الذي يأمره صلى الله عليه وآله وسلم بقتل خالد بن سفيان زعيم هُذيل الذي عرف بـ(رجل بألف رجل) فيقول: صفه لي يا رسول الله، فيصفه له صلى الله عليه وآله وسلم أن الرهبة تصيب قلبه ويقشعر بدنه، فلا يبالي بل يذهب ويقتله ويعود برأسه إلى الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم فيقول له: أفلح الوجه، ويعطيه عصاة ويقول له: (آية بيني وبينك يوم القيامة) ويلقب بـ(الفدائي الداعية).