القادة نيوز

الطيب: الهجرة النبوية كانت تدبيرًا إلهيا أسهم فى انتشار الإسلام

أحمد الطيب شيخ الأزهر

قال فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، إن الهجرة النبوية الشريفة كانت نقلة إلى مرحلة جديدة أشق وأقسى ، كما أنها كانت نوعا من أنواع التدبير الإلهي العجيب الذي أسهم في انتشار الإسلام بشكل عجيب.

وأضاف فضيلته خلال حلقة خاصة على الفضائية المصرية بمناسبة ذكرى الهجرة النبوية ، أن النبي صلى الله عليه وسلم نزلت عليه الرسالة وهو في سن الأربعين وهو في المجتمع المكي ودعوته في السنوات الثلاث الأولى كانت سرية محصورة في عشيرته الأقربين لإنشاء جماعة مؤمنة تقوم بنشر الدعوة بين الناس بعد ذلك ، مبينا أن هذه السنوات الثلاث تعلمنا كيف نباشر أمورنا الكبرى ، حيث لا بد من تكوين نواة تتمحور إلى أن تصبح قادرة على الانتشار خارج نطاق الأسرة ، وهذا هو السبب في أن هذه السنوات الثلاث كانت سرية إلى حد بعيد.

وأوضح الإمام الأكبر أن عمر الدعوة الجهرية في مكة بلغ عشر سنوات لاقى فيها النبي صلى الله عليه وسلم من المعاناة ، والاضطهاد ، والمقاومة الشديدة ما وصل إلى حد التعذيب ، ثم بعد ذلك وصلت إلى ما يشبه اليأس من أن الإسلام لن يثمر ثمرته المرجوة في المجتمع المكي لافتا إلى أن العداوة التي لاقاها النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه كانت بسبب أن الإسلام, ممثلا في جماعة قليلة العدد واجه العرب كلهم في عقائدهم ، وعاداتهم ، وتقاليدهم ، وأعرافهم ، ومعاملاتهم الاقتصادية ، بما يهدم جاهلية المجتمع المكي.

وأشار فضيلته ، إلى أن الجماعة القليلة التي استجابت لدعوة النبي صلى الله عليه وسلم كانت غالبيتهم من الطبقة غير ذات الشأن في المجتمع المكي ، أما طبقة الأقوياء والأثرياء فقد رأوا في هذه الدعوة نوعا من الفوضى وقلب نظام المجتمع رأسا على عقب لذا لم يكن مستغربا أن يكون موقفهم من النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، غاية في السلبية والعناد والمقاومة.