نعيش في عصر التطور التكنولوجي والتقني الذي يفرض علينا الكثير من التحديات والتهديدات التي من الواجب علينا كمجتمع بشكل عام التفاعل معها، والاستفادة من امكانياتها ومواطن القوة فيها، وتجنب سلبياتها وعوامل الضعف بها ، وللأسرة الدور المهم والأبرز في التعامل مع أبناء هذا الجيل وقد صنفة المتخصصين بأنهم مواليد بداية التسعينات وحتى الآن، وهو جيل شكل وعيه الفيس بوك والانستجرام وتويتر والهواتف الذكية والأجهزة اللوجية والسوشيال ميديا.
يتحدث لغة التكنولوجيا، ويستخدم مصطلحات غريبة على مسامعنا ويكتب بالفرانكو أربيك تلك اللغة التي ليست بالعربية ولا الإنجليزية ، وأذكر عندما كان أولادي في مرحلة المراهقة تعلمت هذه اللغة لكي أتواصل معهم وأفهم الرسائل والمحادثات التي يتبادلونها مع زملاءهم ، وقد كانت تجربة ممتعة وشاقة في نفس الوقت ولكنها ضرورية تفرضها علي المسؤولية لمتابعتهم والتقرب منهم ،وبناء جسر من المودة والتفاهم، وليس اكثر من التقرب من شخص تحبه أن تتحدث معه بنفس لغته ، افترض أحد العلماء بأن هناك احتمال تغير شكل أدمغة هذا الجيل من الناحية البيولوجية من تكرار استخدام التكنولوجيا ولست هنا بصدد تحديد صدق هذه المعلومة من عدمها، ولكني اقصد بذكرها مدى تأثير التكنولوجيا على هذا الجيل.
وكثير ما نظلم هذا الجيل بإصدار أحكام على تصرفاته بأنها غير مسؤولة وبلا هوية ولا هدف ولكني أرى العكس؛ فلهم رؤية في الحياة وفلسفة مختلفة عن جيلي ولهم قيمهم التي تفرضها طبيعة الحياة التي يعيشونها وهي << حياة التيك واي>> كل شيء سريع، وأريد هنا التحدث عن القيم ومدى ايمان هذا الجيل بها ، وتُعرف القيم اصطلاحاً بأنها مجموعة الصفات الأخلاقية، التي يتميّز فيها البشر، وتقوم الحياة الاجتماعية عليها، ويتمّ التعبير عنها باستخدام الأقوال والأفعال، وتُعرف أيضاً بأنّها مجموعة من الأخلاق الفاضلة التي توجه السلوك البشري للقيام بكل عمل، أو قول يدلّ على الخير.
ومن أعظم القيم الموجودة منذ خلق الله الأرض ومن عليها هي الحب والعطاء ، ومعظم الشرور تحدث نتيجة لغياب القيم كلنا صالحين في نظر أنفسنا ، ولكن المواقف والتصرفات هي خير دليل وشاهد على ترجمة هذه القيم على أرض الواقع”الكثير يتكلم والقليل يفعل”.
اعود لحديثي عن جيل الانترنت هو جيل يسمع ولكنه يفكر وفي أحيان كثيره يبتكر فعندما تقول له ألتزم بتعاليم دينك وفي قولك وتعاملاتك مع الآخرين ينظر اليك كأب وكأم هل تتصرف وتلتزم بهذا أم أن القول غير الفعل ، اجعلو من الحب وسيلة للتواصل والتفاهم مع أبنائكم… لا تجعلوا التكنولوجيا سببا للتنافر والتباعد فهي بطبيعة الحال فرضت فجوة تكنولوجية بين الجيلين نستطيع التغلب عليها بأحتواء أبناءنا …. نصيحتي للآباء والأمهات استمعوا جيداً إلى أبنائكم .