القادة نيوز

حركة “عوتصما يهوديت” ودورها في توسيع الاستيطان في فلسطين

نشرت بوابة الأزهر الإلكترونية تقريراً هاماً لوحدة الرصد باللغة العبرية،حول حركة “عوتصما يهوديت” ودورها في توسيع الاستيطان في فلسطين، جاء فيه:

انضم الحاخام الصهيوني المتطرف “دوف ليئور”، الحاخام السابق لمستوطنة كريات أربع في جنوب الضفة الغربية، إلى المؤيدين لبرنامج حشد الإسرائيليين لدعم كتلة “عوتصما يهوديت” الصهيونية المتطرفة ماديًّا، من أجل التحضير لانتخابات الكنيست القادمة، زاعمًا أن الإسرائيليين يحتاجون إلى حركة دينية صهيونية مثل  “عوتصما يهوديت” من أجل تعزيز الإيمان بأرض إسرائيل التوراتية الكاملة، معتبرًا ذلك فريضة دينية كبرى، ينبغي أن يدعمها كل إسرائيلي بما يستطيع. وقبل الحديث عن هذه الكتلة الصهيونية الدينية المعاصرة، نشير إلى هوية الحاخام الصهيوني “دوف ليئور” الذي يدعو إلى دعم هذه الكتلة خلال انتخابات الكنيست القادمة، حتى نستطيع أن نقف على الأيديولوجية الدينية التي تقوم عليها هذه الكتلة. الحاخام “دوف ليئور” هو حاخام صهيوني كبير، بل ومن أبرز فقهاء اليهود المعاصرين بين الجمهور الإسرائيلي الديني القومي، ومن قادة التيار المعروف بـ “الحريدي القومي”. يَعدّه الكثير أحد أكبر دارسي الصهيونية الدينية، والتلميذ الرئيس للحاخام الراحل “تسفي يهودا كوك” ابن الحاخام “أبراهام إسحاق هكوهين كوك”، الداعي الرئيس إلى الاستيطان في أرض فلسطين، والمؤسس لمدرسة “مركاز هراف”، التي تعدُّ منبعًا للتشدد والعنف التعصب الديني، والتي تلقى “دوف” تعليمه الديني بها، وتكونت أيديولوجيته الفكرية المتطرفة بداخلها. من أبرز فتاويه أصدر الحاخام “دوف ليئور” فتاوى دينية عدة تشجع اليهود على اقتحام ساحات المسجد الأقصى، بل ودعا إلى هدمه من أجل إقامة الهيكل المزعوم على أنقاضه. كما يرأس مجموعات من تلاميذه، بين الحين والآخر، يقتحمون ساحات المسجد الأقصى ويؤدون الشعائر التلمودية هناك. وأصدر فتاوى دينية تبيح البناء الاستيطاني في يوم السبت وهو اليوم المحرّم على اليهود القيام بأي أعمال فيه. كما لا يكف عن إصدار الفتاوى الدينية التي تبيح قتل المدنيين الفلسطينيين من نساء وأطفال وشيوخ خلال العمليات العسكرية في غزة، مؤكدًا أن قتل الأبرياء من الفلسطينيين مباحٌ  لحماية الجنود الإسرائيليين، ومنع تعرضهم لخطر الموت، فيقول: “لا ينبغي تعريض جنودنا للخطر، بل يجب العمل على اتخاذ إجراءات عقابية لإبادة العدو “. ومن هنا يتولد التساؤل: ما هي حركة “عوتصما يهوديت” التي يؤيدها الحاخام “ليئور دوف”، وما هي أبرز معتقداتها؟ “عوتصما يهوديت” كتلة صهيونية دينية متطرفة نشأت في 13 نوفمبر 2012م، تحت مسمى “عوتصما لإسرائيل”، بزعامة “آريه ألداد” و”ميخائيل بن آري”. حاولت الكتلة المشاركة في انتخابات الكنيست الماضية، لكنها لم توفق في الحصول على مقاعد، لكنها تستعد جيدًا لانتخابات الكنيست القادمة، وتسعى سعيًا حثيثًا للحصول على دعم مادي ومعنوي كبير، من الإسرائيليين عامةً ورجال الديانة اليهودية خاصةً، للتواجد بقوة داخل أروقة الكنيست الإسرائيلي لتحقيق مآربها الصهيونية والاستيطانية في الضفة الغربية والسيطرة على قطاع غزة. وقد أعلن زعماء كتلة “عوتصما يهوديت”، رغبتهم بالترشح للانتخابات القادمة للكنيست الإسرائيلي، اعتقادًا منهم بغياب التمثيل الكافي لليمين داخل الكنيست، بل وبعدم وجود فروق جوهرية بين كتلة “البيت اليهودي” و “الليكود” وبقية الأحزاب الأخرى. كما يعتقدون أن إسرائيل أصبحت مخترقة من الداخل، لأنها تعقد المفاوضات مع (القتلة) الفلسطينيين، وتطلق سراح سجنائهم، فضلًا عن توقيف الجنود الإسرائيليين أمام المحاكمة، وتجميد البناء الاستيطاني في قطاع الضفة الغربية؛ ومن ثم يرغبون في خوض انتخابات الكنيست القادمة لزعمهم أن الإسرائيليين يحتاجون إلى قوة يهودية كبيرة داخل الكنيست، وبهدف توسيع البناء في المستوطنات الإسرائيلية والسيطرة على قطاع غزة. يؤمن مؤسسو كتلة “عوتصما يهوديت” بأرض إسرائيل التوراتية الكاملة الممتدة من نهر النيل إلى نهر الفرات معتمدين على تفسيرهم الخاطئ والمطلق للفقرة التوراتية التي تقول “لنسلك أُعطي هذه الأرض، من نهر مصر إلى النهر الكبير نهر الفرات”، التي تكسبهم الحق الأبدي في هذه الأرض جيلًا بعد جيل ميراثًا لهم؛ ومن ثم يزعمون بضرورة العمل على استعادة أجزاء أراضيهم بالقوة. ومن الثابت تاريخيًّا، أن الأرض التي امتلكها اليهود بالوعد الإلهي –وفق ما ورد في التوراة- لم تكن يومًا خالية من سكانها الأصليين، برغم الحروب الكثيرة التي تعرضوا لها. إذ لم يهنأ اليهود يومًا في الإقامة فيها على سبيل التفرُّد، فهم “لم يسيطروا إلا على التلال والأراضي الفقيرة الداخلية، وظلت السهول الغنية في أيدي الكنعانيين  الأصليين”. وإن أعظم توسع لهم كان أيام مملكة داود وسليمان عليهما السلام، كما أن الأمر لم يدم لأكثر من قرن من الزمان. أما فيما يتعلق بالوعد الإلهي فلم يكن مطلقًا بل كان مشروطًا بالإيمان والعمل الصالح، ويعلق البروفيسور “وليم بيكر” أستاذ العلوم التوراتية والآثار القديمة بالجامعة العبرية بالقدس في الثمانيات على هذا الوعد قائلًا: “الميثاق المتعلق بالأرض والذي وعد الله به إبراهيم وبالتالي جميع بني إسرائيل مثله كمثل جميع المواثيق التي تنشأ بين فريقين، كان مشروطًا، وبالتالي فإنه يتحقق فقط في حال التزام كلا الطرفين بالشروط المحددة في الميثاق، وقد حافظ الله سبحانه وتعالى بصورةٍ دائمةٍ على ما قطعه من التزامات، غير أن بني إسرائيل كما هو معروف تاريخيًّا أخفقوا في تلبية الشروط التي وضعها الله في الميثاق، وفيما يتعلق بميثاق الأرض: فقد وعد الله بوطن لبني إسرائيل يبقى قائمًا ما بقى بنو إسرائيل يطيعون شريعة موسى، وعلى العكس من ذلك فقد وعد الله أيضًا أنهم سوف يخسرون الميثاق الذي تضمن الوعد بالأرض إذا عصوا الله ولم يلتزموا بشريعته كما نقلها موسى إليهم”. وقد ورد في التوراة الأمر بالمعروف والعمل الصالح، والوعيد الشديد لمن كفر بالله وارتدَّ عن دينه،  حيث ورد في سفر التثنية: ” فإن انصرف قلبك ولم تسمع بل غويت وسجدت لآلهة أخرى وعبدتها، فإني أنبئكم أنكم لا محالة هالكون”. لذا حلّ بهم البلاء والغضب من الله لفسادهم في الأرض، وهم يعرفون ذلك حق المعرفة لكنهم يجتزؤون النصوص التوراتية ويلجئون إلى لي أعناقها لتحقيق أهدافهم الصهيونية الخبيثة القائمة على الحرب والعنف والفكر المتطرف، معتمدين على أبواقهم الإعلامية الصهيونية في تزييف الحقائق التاريخية الثابتة. ويمكرون ويمكر الله وهو خير الماكرين، وصدق الله عزّ وجلّ حينما قال: “وَقَضَيْنَا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا (4) فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ ۚ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولًا (5) ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا (6) إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ ۖ  وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا ۚ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا”. صدق الله العظيم