القادة نيوز

وزير الأوقاف يكتب: “القوائم السوداء”

نشر وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، مقالاً هاماً على موقعه وصفحته تحت عنوان: “القوائم السوداء”، قال فيه:

لا شك أن ما يقوم به إعلام جماعة الإخوان الإرهابية من خلال العديد من القنوات والمواقع الممولة تمويلاً ضخمًا من الدول والكيانات الراعية للإرهاب يشكل جريمة ضد الإنسانية ، لما تقوم به هذه المواقع وتلك القنوات من تحريض صراح على القتل وسفك الدماء والفساد والإفساد واحتراف الكذب والتشويه ، مع اعتبارهم الكذب وسيلة مشروعة لتحقيق غاياتهم في الهدم والتخريب ، مما يتطلب عدة أمور من أهمها : كشف حقيقة هذه الجماعات العميلة الخائنة ، وعناصرها الضالة التي لا تلوي على خلق ولا دين ولا وطن ولا قيم ولا مبادئ ، ولا سيما تلك العناصر المأجورة التي أعماها وأضلها عن سواء السبيل حرصها على ما تتلقاه من تمويل وما تحصل عليه مقابل خيانتها لدينها ووطنها ، فهم كمن يكذب ويكذب و يكذب حتى يطبع على الكذب ، ويطمس على قلبه ، فيصدق كذبه على نفسه وعلى الناس بل حتى كذبهم على الله ورسوله ، حتى صار الكذب لديه عادة ، وطبيعة ، وسجية لا يستحي منها ، متناسين أو متجاهلين قول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : ” آية المنَافق ثَلاث : إِذَا حدّث كذب ، وإِذا وعد أخلف ، وإِذا اؤتمن خان” (متفق عليه) ، وقوله (صلى الله عليه وسلم) : “أربع من كنّ فيه كان منافقا خالصا ، ومن كانت فيه خصلة منهن كانَت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها ، إذا اؤتُمن خان ، وإذا حدّث كذب ، وإذا عاهد غدر ، وإذا خاصم فجر”(متفق عليه) ، وقوله (صلى الله عليه وسلم) : “وإيّاكم والكذب فإنّ الكذب يهدي إلى الفجور ، وإن الفجور يهدي إِلى النار ، وما يزال الرجل يكذب ويتحرّى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا” (متفق عليه) ، وأن جزاء الكذابين والمنافقين هو الدرك الأسفل من النار ، ولن تجد لهم نصيرًا .

    ومع أن واجبنا العمل الدءوب على كشف طبيعة هؤلاء المنافقين الكذابين الضالين المضلين المفسدين ، وتحذير الناس من أكاذيبهم ومغالطاتهم وأباطيلهم وضلالاتهم بالحجة والبرهان ، حتى لا يخدع بعض الناس بمعسول كلامهم ، حيث يقول الحق سبحانه : “ إِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ إِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ  كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ  يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ  قَاتَلَهُمُ اللَّهُ  أَنَّى يُؤْفَكُونَ” ، ويقول سبحانه : “وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ  وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ” ، فإن هناك أمرًا آخر يمكن أن يسهم في كبح جماح هؤلاء المفسدين والتحذير منهم وكشف حقيقتهم أمام الناس جميعًا ، وهو إعداد قوائم سوداء محليًا وإقليمًا وعالميًا بالقنوات والمواقع والإعلاميين الذين يدعمون الإرهاب والجماعات الإرهابية ، ويتبنون الفكر الإرهابي ، ويحرضون على العنف وسفك الدماء ، وترويع الآمنين ، وتخريب العامر، والإفساد في الأرض ، مع اتخاذ كل مؤسسة ما في وسعها من الإجراءات القانونية والإدارية لمحاسبة هؤلاء المجرمين وكف شرهم عن الدنيا وما فيها ، وبيان أن خطر هؤلاء الإرهابيين لا يمكن أن يقف عند حدود منطقة  بعينها من العالم ، فشر الإرهاب مستطير ، وهو من أسرع الفيروسات انتشارًا في عالم أشبه ما يكون بقرية صغيرة من خلال وسائل التواصل  العصري ، فما يحدث في شرقه تجد صداه في غربه ، وما يحدث في شماله لا يمكن أن يكون جنوبه بمنأى عنه ، كما أن الإرهاب بلا شك لا دين له ولا خلق ولا أمانة ولا وفاء ولا ذمة ولا قيم ولا ضمير ولا إنسانية ، وأنه ينال بلا محالة كل من يدعمه أو يأويه أو يموله .

     وما لم تتضافر الجهود لمواجهة الإرهاب والقضاء عليه وطنيًا وإقليمًّا وعالميًا ، فسيندم جميع المتقاعسين حين لا ينفع الندم ، فنحن في هذا العالم أشبه ما نكون بركّاب السفينة التي لو أصابها الغرق لا ينجو منها أحد ، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : “مثل القائم على حدود اللّه والواقع فيها كمثَل قوم استهموا على سفينة فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها فكان الّذين في أسفلها إِذا استقوا من الماء مرّوا على من فوقهم فقالوا : لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقا ولم نؤذ من فوقنا فإن يتركوهم وما أَرادُوا هلكوا جميعا وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعا ” (رواه البخاري).

   ومن ثمة فإنني أحيي كل جهد وطني شريف على مستوى الأفراد أو المؤسسات يحمل على عاتقه مواجهة عناصر الضلال والشر ، سواء أكانت هذه المواجهة بالفكر ، أم بالقانون ، أم بتقليم أظافر هذه الجماعات ودحرها أمنيًا وعسكريًا ، مع توجيه تحية واجبة لقواتنا المسلحة الباسلة ورجال الشرطة البواسل على ما يقومون به من جهد وتضحيات في سبيل القضاء على فلول هذه الجماعات الضالة المضلة ، والحفاظ على أمن الوطن وسلامته.