القادة نيوز

دكتورة مايسة العشماوي تكتب … عن (الأم وعيدها )

دكتوره مايسة عشماوى

قال أمير الشعراء أحمد شوقي في قصيدة “ولد الهدي ” في البيت 28 من القصيدة واصفا رحمة الرسول وإذا رحمت فأنت أم أو أب…. هذان في الدنيا هما الرحماء.
لم يمنح أي نظام عالمي للام حقها ويعلي قدرها ويرفع شانها مثلما ما فعل دين محمد صلي الله علية وسلم هكذا قال فلاسفة الغرب أعداء الإسلام .
فالأم في الإسلام لها مكانة خاصة فبرها أصل الفضائل والقران الكريم جعل الإحسان إليها في مرتبة عالية بعد الإيمان بالله والرسول أمر بصحبتها في مواضع ثلاث والأب في موضع واحد في حديث من أحق الناس بحسن الصحبة، عندما جاء رجل إلى الرسول صلي الله وقال يا رسول الله، من أحق بحسن الصحبة؟، قال: أمك، ثم أمك، ثم أمك، ثم أباك، ثم أدناك أدناك .
فإلام تحملت من مشاق الحمل والولادة والإرضاع والتربية، وهذا ما يُقرره القرآن ويُكرره في أكثر من سورةٍ ليثبِّته في أذهان الأبناء ونفوسهم.
وهناك قصة مشهورة لـ” البزار” أن رجلًا كان بالطواف حاملًا أمه يطوف بها، فسأل النبي “صلى الله عليه وآله وسلم” هل أديت حقها؟ قال: «لا، ولا بزفرة واحدة» أي زفرة من زفرات الطلق والوضع ونحوها،فبر الأم يعني إحسان عشرتها، وتوقيرها، وخفض الجناح لها، وطاعتها في غير المعصية، وإلتماس رضاها في كل أمر، حتى الجهاد، إذا كان فرض كفاية لا يجوز إلا بإذنها، فإن برها ضرب من الجهاد.
بالإضافة إلى أحاديث تدعوا لبر الأم منها قصة الرجل الذي جاء إلى النبي “صلى الله عليه وسلم” فقال: يا رسول الله أردت أن أغزو، وقد جئت أستشيرك، فقال: «هل لك من أم» قال: نعم، قال: فالزمها فإن الجنة عند رجليها.
ومع ذلك نشاهد قصص وروايات عن عقوق الوالدين وما أكثراها في أيامنا هذه حتى أن البعض لا يتذكر أمه إلا في يوم عيد الأم وهي فكرة أطلقها الكاتب الصحفي الراحل مصطفي أمين ليعم الاحتفال بهذا اليوم كل الوطن العربي عندما طرحها في مقاله الشهيرة بإخبار اليوم ‘فكرة’ طرح الاحتفال بعيد الأم قائلا: “لماذا لا نتفق على يوم من أيام السنة نطلق عليه “يوم الأم” ونجعله عيداً قومياً في بلادنا وبلاد الشرق.
ثم حدث أن قامت إحدى الأمهات بزيارة للراحل مصطفى أمين في مكتبه بالأخبار وقصت عليه قصتها وكيف أنها ترمَّلت وأولادها صغار، ولم تتزوج، وكرست حياتها من اجل أولادها، وظلت ترعاهم حتى تخرجوا في الجامعة، وتزوجوا، واستقلوا بحياتهم، وانصرفوا عنها تماماً، فكتب مصطفى أمين وعلي أمين في عمودهما الشهير “فكرة” يقترحان تخصيص يوم للأم يكون بمثابة يوم لرد الجميل وتذكير بفضلها، وكان أن انهالت الخطابات عليهما تشجع الفكرة، واقترح البعض أن يخصص أسبوع للأم وليس مجرد يوم واحد، ورفض آخرون الفكرة بحجة أن كل أيام السنة للأم وليس يومًا واحدًا فقط، لكن أغلبية القراء وافقوا على فكرة تخصيص يوم واحد، وكان يوم 21 مارس ليكون عيداً للأم، مع بداية فصل الربيع .
رحم الله صاحب الفكرة الرائع مصطفي أمين وكل عام وأمهات مصر والوطن العربي والعالم بخير .