القادة نيوز

الكفالة النفسية لليتيم أهم من المادية

إذا كان الأطفال هم أحباب الله وقد ورد ذكرهم بالقران الكريم مرتين أما الايتام فقد ورد ذكرهم 23 مره لما لهم من منزله كبيره عند الله عز وجل حيث ان بكاء اليتيم يهتز له عرش الرحمن -قال رسول الله عليه الصلاة والسلام:” ان اليتيم إذا بكي اهتز لبكائه عرش الرحمن فيقول الله تعالي لملائكته: أيا ملائكتي من ذا الذي ابكي هذا اليتيم الذي غيبت اباه في التراب فتقول الملائكة: ربنا انت اعلم فيقول الله تعالي: لملائكته يا ملائكتي اشهدوا ان من اسكته وارضاه انا ارضيه يوم القيامة” ان المعني الاصطلاحي لكلمه اليتيم هو الطفل الصغير الذي فقد اباه ولم يصل الي سن البلوغ وعند بلوغه لا يصير يتيما عملا بقول رسول الله عليه الصلاة والسلام:” لا يتم بعد احتلام “
-اما الصغير الذي توفت امه فيطلق عليه(اللطيم) -ولو بحثنا في القاموس عن المعني اللغوي لليتيم لوجدنا معناه (مفرد لا نظير له) اما اليتيمة (دره ثمينة لا نظير لها) والدرة تعني الجوهرة. ان تكرار ذكر كلمه يتيم ومشتقاتها بهذا العدد من المرات في القران الكريم لمن الحكمة الإلهية حيث ان الله عز وجل اراد ان يؤكد ان الطفل اليتيم بعد ان فقد اباه الذي كان يعوله ويسانده ويحميه ويشد من ازره ويقف بجانبه أصبح في حاجه ملحه الي من يكفله من الناحية النفسية اولا ولاسيما ان علماء النفس قد أكدوا ان اليتم له اثار سلبية تنعكس علي نفسيه اليتيم لذا فهو في احتياج شديد لمن يحنو عليه ويجفف دموع احزانه ويعوضه عن عطف الأبوة الذي قد حرم منه ويضمد جراحه ويزيل مراره اليتم التي ذاقها ويهون عليه الم الفراق كما انه في حاجه أيضا لمن يكفله اجتماعيا بالاهتمام بتربيته والعناية به ويوجهه ويتولى رعايته ويحافظ على أمواله التي قد يرثها عن ابيه سوآءا كان من يكفله امه او أحد من الاوصياء او الاقرباء او أجنبي عنه حتى يشتد عوده ويواصل مسيرته في الحياة ويصير عضوا نافعا في المجتمع ولما كانت مهمه كافل اليتيم مهمه انسانيه ساميه يتخللها نوع من المشاركة الوجدانية لليتيم فضلا عن توليه كفالته النفسية والاجتماعية والمادية فان كافل اليتيم له شان كبير وأجر عظيم عند الله عز وجل قال تعالي:” وآت تقوموا لليتامى بالقسط وما تفعلوا من خير فان الله به عليم ” كما ان لكافل اليتيم منزله كبيره عند رسوله (صلي الله عليه وسلم) حينما جعله رفيقا له في الجنة قال:” انا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة ” واشار بأصبعيه السبابة والوسطي وقال رسول الله (صلي الله عليه وسلم):” انا أول من يفتح باب الجنة فأري امرأة تسابقني تريد ان تدخل معي الباب فأقول لها من انت؟ فتقول: انا امراه قعدت على ايتام لي” وهذه المرأة هي التي مات زوجها وهي في ريعان شبابها وابت ان تتزوج وفضلت ان تتفرغ لتربي وتكفل اطفالها الايتام تلك المرأة ستكون أيضا رفيقه رسول الله (عليه الصلاة والسلام) عند دخول الجنة هذا ما اكده د. سيد حسن السيد الخبير الدولي للإتيكيت وآداب السلوك بوسائل الاعلام والمحاضر بالمراكز التدريبية المتخصصة.
ولتوضيح الاثار السلبية لليتم التي تنعكس علي نفسيه اليتيم؟ وماهي حقوق اليتيم؟ وما هو البعد المعنوي لكفالة اليتيم؟ وما هو فضل كفاله اليتيم؟ وما هو المنهج الذي يجب اتباعه لمعالجه احوال اليتيم؟ وبمناسبه الاحتفال بيوم اليتيم يحدثنا هذا الاسبوع د. سيد حسن السيد للرد. على هذه التساؤلات مقدما النصائح والارشادات التالية: –
1 -أكد علماء النفس ان لليتم اثار سلبيه تؤثر علي نفسيه الطفل اليتيم منها التعرض للاضطرابات النفسية والسلوكية ومن اعراض ذلك التبلد الانفعالي ونقص التركيز واضطرابات النوم والسلوك العدواني وضعف الثقة بالنفس والشعور بالوحدة والحرمان العاطفي والاجتماعي وحينما يرتفع احساس اليتيم بالضغوط النفسية احيانا يصاب بحاله من الاكتئاب مما يضعف من علاقاته بالأخرين وربما تصل تصرفاته الي حد الجنوح وفقدانه للأمل في الحياة مع نظرة التشاؤم وسرعه انفعاله حيث تنتابه نوبات من الغضب الشديد والعناد والخوف وعدم الاطمئنان والاتكالية على الغير بدرجه كبيره فضلا عن انخفاض مستوي تحصيله الدراسي وشعوره بالنقص. لليتيم حقوق يجب ان تمنح له دون بغي او ظلم أومن أو أذى كما ان جبر خاطر اليتيم له أجر عظيم عند الله قال رسول الله (عليه الصلاة والسلام):” من وضع يده علي رأس يتيم رحمه كتب الله له بكل شعره مرت على يده حسنه” وقال أحد الشعراء: (انظر الي وجه اليتيم ولاتكن…إلا صديقا لليتيم حميما. وامسح بكفك رأسه ستري علي…. كفيك زهرا بالشذا مفعوما) وحينما اتي رجل الي رسول الله (عليه الصلاة والسلام) يشكو من قسوة قلبه فقال له (صلوات الله عليه):” أتحب ان يلين قلبك وتدرك حاجتك؟ أرحم اليتيم وامسح رأسه واطعمه من طعامك يلين قلبك وتدرك حاجتك” وعن حق اليتيم في المحافظة على كرامته وعدم اهانته او ظلمه او ايذاءه سواء بالقول أو الفعل قال تعالي:” فأما اليتيم فلا تقهر “-وقال عز وجل: ” أرايت الذي يكذب بالدين فذلك الذي يدع اليتيم ” وعن المحافظة على مال اليتيم فقد حذر الله عز وجل وتوعد من المتعدي على أمواله قال تعالي:” ان الذين يأكلون اموال اليتامى ظلما انما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا” وعن حق اليتيم في توفير احتياجاته من الطعام والشراب قال رسول الله (من ضم يتيما بين مسلمين في طعامه وشرابه حتى يستغني عنه وجبت له الجنة”
2 -افاد علماء التربية ان أشد انواع اليتم هو اليتم العاطفي والروحي لذلك فان كفاله اليتيم يجب ان يكون لها بعد معنوي يتطلب ضرورة التواصل مع اليتيم وعدم تركه وحيدا لفترات طويله حتى لا يشعر بالعزلة وذلك من خلال الحوار المستمر معه للاطمئنان عليه ومتابعه احواله مع تمييزه بالعناية دون محاوله جرح مشاعره واحاسيسه بعدم تذكيره بانه يتيم مع ضرورة الترفيه عنه باصطحابه للتنزه واندماجه مع الاطفال الاخرين ممن في مرحلته العمرية كما يجب متابعه تحصيله الدراسي وتشجيعه على التفوق ومكافأته على ذلك بشراء بعض الهدايا واللعب المحببة اليه لإسعاده وفي حاله اصابته باي مرض يجب ملازمته مع منحه المزيد من الرعاية حتى يتماثل للشفاء اما عن الجانب الروحاني فيجب حكي القصص الدينية المشوقة له بأسلوب سهل ومبسط حتى يمكن ترسيخ القيم والمبادئ الأخلاقية في نفسه تلك التي تحمل معاني الصبر على المكاره والايمان بقدر الله والتي تبعث فيه الامل والتفاؤل في الحياة قال أحد الشعراء: (حسب اليتيم سعادة ان الذي. بشر الهدي في الناس عاش يتيما ما اليتيم إلا ساحة مفتوحة… منها يجهز للحياة عظيما) ما أجمل ان نتذكر ونذكر الأيتام ان نبينا خاتم المرسلين وأشرف الخلق اجمعين رسولنا الكريم سيدنا محمد (عليه الصلاة والسلم) كان يتيما وهو النبي المختار الذي ارسله الله تعالي لنهتدي بهداه ويكون الرحمة المسداة للعالمين -كما يجب ان يعلم اليتيم ان هناك الكثير من العظماء الذين خلد التاريخ ذكراهم وكانوا أيضا ايتام فمنهم الصحابي (الزبير ابن العوام) ومن الائمه والفقهاء امثال (الشافعي-البخاري -احمد بن حنبل -انس بن مالك -ابن الجوزي) ومن الزعماء والقادة (طارق بن زياد – هتلر -غاندي -جوزين استلالين -الملك ادريس السنوسي) ومن كبار الشعراء البارزين (المتنبي -حافظ ابراهيم) ومن كبار الفنانين العظماء المتميزين من زمن الفن الجميل والذين كانوا في طفولتهم ايتام (عبد الحليم حافظ -احمد ذكي -اسماعيل ياسين – امينه رزق-فردوس محمد) إذا كان جميع هؤلاء قد ذاقوا مراره اليتم في طفولتهم فانهم استطاعوا ان يتغلبوا على حاله اليتم بإصرار وعزيمه واراده وان يستكملوا مسيره حياتهم بكل قوه وتفاؤل وطموح ونجاح حتى تحولوا الي اعلام ومشاهير يتحدث عنهم المعجبين بفنهم في جميع انحاء العالم ومازالت اعمالهم مخلده لذكراهم
3 -قال أحد الشعراء: (يا كافل الأيتام كأسك أصبحت … ملأ وصار مزاجها تسنيما) وتسنيم هو نهر في الجنة قال رسول الله (عليه الصلاة والسلام):” الساعي علي الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله” وقال الرسول (صلوات الله عليه): ” اتقوا الله في الضعيفين: المرأة الأرملة والصبي اليتيم” كم من أرامل ربات بيوت ولا يعملن ولديهن أطفال يتامى تعرضن للعوز والاحتياج بعد وفاه ازواجهن ولم يكن لديهن اي مورد رزق من بعدهم للإنفاق على الايتام فاضطررن للزواج مره اخره وأصبح ازواجهن هم الكافلين للأيتام وهناك من الارامل المعيلات رفضن الزواج مره اخري وفضلن تحمل المسئولية ومواجهه الظروف الصعبة بكل جلد وصبر من اجل كفاله اطفالهن الايتام حتى يصلوا لبر الامان وهؤلاء أيضا كفيلات. كما ان هناك العديد من الاقارب والاوصياء للأيتام تولوا كفالتهم كما يوجد أيضا الكثير من الاشخاص اصحاب القلوب الرحيمة ولم يكن بينهم وبين الايتام اي صله رحم لكنهم تولوا او ساهموا في كفالتهم وكل من هؤلاء يطلق عليه كافل لليتيم فضلا عن وجود الكثير من الجمعيات الخيرية التي تقوم برعاية الايتام والتي تعتمد في تمويلها علي مساهمات الافراد الي جانب ما تقدمه الدولة لها من دعم قال تعالي:” لا يستطيعون ضربا في الارض بحسبهم الجاهل اغنياء من التعفف تعرفهم بسيامهم لا يسألون الناس الحافا” كم من أرامل لديهن أطفال أيتام وفي أشد الحاجة للأموال للإنفاق عليهم ولكنهن متعففات ولا يسألن الناس ومثل هؤلاء يجب البحث عنهم والوصول اليهم لمساعدتهم أما عن مقدار الكفالة لليتيم فهي تقدر حسب استطاعة الكفيل المادية والكفالة تشمل حاجات اليتيم الأساسية من مأكل ومشرب وملبس ومسكن وتعليم بحيث يستطيع اليتيم ان يعيش حياة كريمة ولا يشعر بفرق بينه وبين اقرانه ممن ليسوا ايتام وقد تكون كفاله اليتيم أيضا بالإنفاق عليه مع عدم ضمه الي الكافل مثلما يحدث في الجمعيات الخيرية او إذا كان اليتيم يعيش مع امه ما احوج اسر الايتام الغير قادرين للمساعدة في ظل غلاء المعيشة وارتفاع الأسعار لمنع تعرضهم للعوز والاحتياج بصرف معاش التكافل والكرامة الذي تتولي منحه وزاره التضامن الاجتماعي بعد دراسة أحقيه المستحقين من هذه الاسر وفقا للتوجيهات الصادرة في هذا الشان
4 -روي ان السيد عائشة (رضي الله عنها) قالت: ان رسول الله (صلي الله عليه وسلم) رأي يتيما يوم عيد فلاطفه وداعبه وأحسن اليه واصطحبه الي بيته وقال له: “أما ترضي ان اكون لك ابا وتكون عائشة لك اما” اين نحن؟ من تلك المشاعر نحو اليتيم الذي خصه رسولنا الحبيب (صلوات الله عليه) بمزيد من العطف وحسن المعاملة والرحمة -اين اباء وامهات الاطفال ابناء الشوارع الاحياء؟ حينما نجد ان اطفالهم قد ذاقوا مراره اليتم لانهم قد تخلوا عن مسئوليتهم تجاه ابنائهم اما بسبب التفكك الاسري وقسوة قلوبهم او بسبب ضيق الحال وهم مازالوا على قيد الحياة حينما تركوهم يجوبون الشوارع والميادين ويتسولون بحثا عن المأكل والمأوي ويفترشون الارض لينامون ولا يجدون من يكفلهم -. اين اصحاب القلوب الرحيمة الميسورين الحال والقادرين ورجال الاعمال والاثرياء والمسئولين عن رعاية الطفولة من هؤلاء الاطفال اليتامى المحتاجين؟ إذا كانت تعاليم الدين تحض علي كفاله اليتيم وقد وعد رسول الله (عليه الصلاة والسلام) كافل اليتيم بدخول الجنة فان فضائل كفاله اليتيم ومن في حكمهم كثيره ومتعددة حيث تحل البركة علي الكفيل مما يؤدي الي زيادة رزقه كما انها تزكي ماله وتطهره ومن فضل كفاله اليتيم أيضا انها تلين القلوب القاسية وترققها وتنقي النفوس كما ان اكرام اليتيم هو في الواقع اكرام لمن شارك الرسول (عليه الصلاة والسلام) في صفه اليتم ودليل علي محبته ونيل شرف مرافقته في الجنة ومن فضائل كفاله اليتيم أيضا انها تساهم في بناء مجتمع سليم متكافل خالي من الحقد والحسد والضغينة والكراهية وتسوده روح المحبة والمودة ومن اهم الفضائل التي تعود على الأرملة التي كفلت اطفالها الايتام واعالتهم واحسنت تربيتهم وضحت من اجلهم هو فوزها بدخول الجنة ان كل من أكرم واسعد وارضي يتيما رضا ه الله يوم القيامة إذا كان هناك بعض من كبار التجار ممن يقومون بعمليات تجاريه ويحرصون على وضع كافة الضمانات ويعملون العديد من دراسات الجدوى ومع ذلك نجد هم يتكبدون خسائر فادحه في الاموال وقد يتعرضون للإفلاس فان هناك نوع من التجارة لا تخسر على الاطلاق بل تنمو وتزداد وهي التجارة مع الله لانها دائمة تكون رابحه ومنها كفاله اليتيم وتلك التجارة لا تحتاج إلى عمل إعلانات او ايه دعايات ولا يتعرض صاحبها للإفلاس سواء في الدنيا او الأخرة
5 -ان التعبير عن رقه المشاعر الانسانية نحو اليتيم يجب ان يستمر طوال العام فيوم واحد لا يكفي لخلق التكافل الدائم مع اليتيم كما ان الدعوة الي الخير ليست في الاسراف بالمبالغة في عمل إعلانات ذات التكاليف الباهظة التي تحض على مساعده الايتام حيث يمكن انفاق هذه الاموال في تحسين احوالهم وتلبيه احتياجاتهم وتأمين مستقبلهم -ولعل ما يتم عرضه من اعمال درامية بالقنوات التلفزيونية بمناسبه الاحتفال بيوم اليتيم يخلو من المشاهد الحزينة التي تجسد معاني اليتم لمنع تجديد المأسي وفتح الجروح الملتئمة وعلى القائمين على رعاية الايتام بدور الايتام ضرورة مراعاة معامله الايتام كأطفال اسوياء مع عدم تذكيرهم بانهم ايتام حتى يسهل اندماجهم في نسيج المجتمع دون شعورهم باي نقص حقا ان الكفالة النفسية للأيتام دائما تسعدهم وترضيهم وتساعد على تنشئتهم تنشئه سليمه وسوية وما احوج الايتام ابناء الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم فداء للوطن بتكريمهم وتكريم اسرهم ومتابعه احوالهم كنوع من الدعم النفسي لهم طوال العام الي جانب الايادي الانسانية الحانية التي تمتد اليهم دوما وترعاهم من قبل قيادتنا الرشيدة والتي تعتبر مظهرا من مظاهر الكفالة النفسية لهؤلاء الايتام حتى يزداد انتمائهم وولائهم لهذا الوطن الحبيب