القادة نيوز

اسلام صقر تكتب …سأكون يوماً رغم الظلام (٢)

 

بعد أن شكر عم سيد الحكيمه وتوجه للمنزل ليطعم صغيرته التي لم ترحمها أمها
وقام بالإعتناء بصغيرته طوال الليل توجه في الصباح ليخرج لها شهادة ميلاد
وأسمى إبنته وجه القمر وأصبح الجميع يندهون لها بقمر
قمر كانت طفله شديدة الذكاء لماحه تلفت الأنظار بذكائها وجمالها
وعندما وصلت قمر لسن التعليم كباقي الأطفال أراد عم سيد أن يقدم لإبنته لتتعلم ولكن زوجته أقسمت إن حدث ذلك ستنفصل منه على الفور….وقالت ما تذكره قمر حرفيا ألا يكفيك أنك لم تتركها جائعه يوم ولادتها لتتركها تموت ونستريح!!!!!!
أم قمر كانت إمرأة شديده الجمال ولكن بلا قلب قلبها كان كالحجر على قمر أو أشد قسوة
ولكنها كانت تعشق نور وحياة إخوة قمر الذين يصغرونها بأعوام
كان إذا إقترب نور ليلاعب أخته يجد قلما قاسيا على وجهه من والدته وكذلك حياة
كانت قمر تتسائل ماذا أخطأت وماذنبها لتعاملها والدتها بهذه القسوة
وذات يوم توجهت الأسرة لزيارة الجده الطيبه في القريه وأخذ كالعاده جميع الأطفال يمرحون و قمر تجلس على كرسي متحرك وحيده تنظر إليهم والدموع على وجهها تنهمر

إلى أن لاحظت ذلك فتاة جميلة مشاكسه تدعى فاتن تركت فاتن اللعب وتوجهت لقمر لتسألها لماذا البكاء وإذ بوالدة قمر تنهرها وتقول لها إبتعدي يافاتن عنها حتى لا تصابي بقدم معاقة مثلها
نظرت فاتن بقسوة إلى السيده وقالت لها هل أنت انها ام زوجه ابيها؟!!انا أريد أن أكون مثلها فقد اكون جميله مثل وجه القمر ؟؟؟وخاطبت فاتن الجده الطيبه هل لي ياجدتي أن ألعب معها ام انا ضيفه ثقيله؟؟؟

جلست فاتن لتلعب مع قمر وسألتها لماذا البكاء لا شئ يستحق دموعك التي كالؤلؤ إن ظللتي حزينه سأرحل
فإبتسمت قمر وكانت اول مره تبتسم في حياتها

تحدثت الفتاتين وتسامرا طوال اليوم وقصت قمر لفاتن انها تحلم بالطيران وان تصبح طبيبه جراحة يوما ما وأنها منعت من التعلم وأنها تتمنى أن تذهب للمدرسه

كانت قمر تبكي كل صباح لوالدها ابي أريد أن أتعلم مثل إخوتي وأقراني ولكن والدها المغلوب على أمره كان يجيب أنني أخشى عليكي فمن سيذهب بك لدوره المياه مثلا وأنا رجل فقير لا استطيع إحضار ممرضه لك

قمر ذكيه كانت تستمع لإخوتها أثناء إستذكارهم دروسهم وتحفظ شفهيا فقط ما يرددونه

وكانت صاحبة ذاكره حديديه تفهم جيدااااا اللغه الإنجليزية وتترجمها وإن كانت لا تنطقها

وأصبحت تتهجى بعض الحروف دون أن تخبر أحداااااااااا بهذه الحقيقه سوى فاتن التي كانت تقابلها مرتان في العام في الاجازات المدرسيه ليقضيان الأجازه يتسامران

قمر كانت تقضي طوال الليل أمام الشباك الذي لا يظهر إلا وجهها وهو كان بوابه الحياة لها

كانت تستمع لخلافات الجيران وتلاحظ صالح تاجر المخدرات وهو يبيع للشباب فجرا

وسميره الممرضه التي تعود متأخرة ليلا وأمينه التي يضربها زوجها دوما وتخرج لتبكي منفرده

بإختصار كانت تراقب في صمت لتكتسب الخبرات وكانوا جميعاً يقصون عليها أسرارهم ويستشيرونها في حياتهم

وكانت تغمرها السعاده حين يستمع أحدهم لنصيحتها أو تتوقع أمرا فيحدث …وكانت تتمتع بقرائه الشفاه