القادة نيوز

محمد السقا يكتب …منتحر بين جنة ونار

واقع أليم نعيشه في زماننا وأصبح منتشرا في مجتمعاتنا .
واقع أليم يجتاح قلوب شباب من مجتمع لم يرى منه سوي الصمت الأليم تجاه ما يشعر أو يمر به.

إنه الإنتحار الذي أصبح طريقة للتخلص من الآلام التي يعاني منها الشباب وحتي الكبار يوما بعد يوم.
فهم شباب لا يرون سوى طريق مسدود لانهاية له إلا بالتخلص من الحياة.
ما أقوله ليس مبررا لما يقدمون إليه من جرم في حق أنفسهم بل لأنه ظلام يعيشون فيه.
نري المجتمع يأخذ المنتحر ما بين جنة ونار وعقاب وثواب ولأن الدين حرم هذا الجرم في حق الشخص نفسه لأنه قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق وإنهاء لحياة وهبها الله لعباده لإعمار الأرض وليست للخلاص منها.ولأن الأديان السماوية حرمت هذا الفعل فأنا لن أحكم في هذا وما هو مصير المنتحر هل رحمة أم عذاب لأنه أصبح الآن بين يدي الله وأنا لست عالم أزهر درس العلوم الدينية وتخصص بها لأحكم بعلم أو دراسة في هذا . فحكم الله عز وجل هو حكم عدل للجميع بتحريم إزهاق روح لم تأتي لتنتهي وقت ألم أو حتي ضيق حياة.
فأنا أود أن نتعمق أكثر في هذه الأحداث التي بدأت في الظهور ولنذهب إلي بيوت شباب لم نعرف ما دوافعه التي أدت به إلي هذا الطريق المظلم.
لنذهب إلي آباء لم تدرك قيمة عقول شبابية لها أحاسيس والآم لابد من إدراكها ومعالجتها إن لزم الأمر حتي لا تنتهي بندم لا فائدة منه.
لنشعر بعقول مرت بضغوط كثيرة لا يعلمها الا الله لتقع في مصيدة مرض قاتل لا يهتم به أحد ويتعامل معه المجتمع بكل إستهتار وتقليل من خطورته.
إنه مرض الإكتئاب الذي يبدأ بآلام نفسيه وينتهي بمرض عضوي في أخطر الأجهزة الجسدية ألا وهو العقل.
إنه مرض العصر الذي حينما يسمعه الآباء لا يعرفون أن نهايته مظلمة وأن هناك خطر يحوم حول أبناءهم من هذا المرض الخبيث الذي تفشي بين شبابنا وبكل قوة.
أقولها لكم وبكل ألم وحزن بدلا من أن نحكم علي شاب مات منتهكا ومزهقا لروح وهبه الله إياها.علينا أن نعرف أسباب هذه التوجهات العقلية لدي الشباب وإدراك مخاطرها ومعالجتها حتي لا نري غيرهم يذهب الي هذا الطريق.
لا تستهينوا بأمراض لم تظهر سابقا لأننا وبكل بساطة كأجيال قديمة زرعت بيننا قيم تحمينا ولم تزرع في أبناءنا لتحميهم من دمار العقول.
عشتم حياتكم لتنشئوا أجيال مستقبل ونسيتم أن بناء العقول هي الأساس قبل بناء الأجساد والوصول الي تعليم ومناصب.
تعاملتم مع الشباب بكل إستهتار وإهانة حتي ذهبوا إلي الخلاص من الحياة التي أصبحت لا قيمة لها بالنسبة لهم والتي عشتم أنتم وأفنيتم حياتكم من أجلها ولكن بدون إدراك المخاطر التي هدمت ما بنيتم.
لم يتطرق المجتمع إلى الآم الشباب النفسية التى أدت إلي وقوعه في مصيدة أمراض خبيثة تضع العقل داخل صندوق الوحدة والألم ولا جدوي له ولا أحد يستمع لما يؤلمه.
تركتم الوحدة تقتل أبناءكم واستهنتم بعقلية شباب عاشوا بدون قيم لم تزرع بهم ودين راسخ يقيهم من مخاطر فساد العقول.
إن هذا المرض الخبيث يؤدي بصاحبه إلي عذاب تام داخل رأسه لأسباب شخصية بالنسبة لآباء هي تافهه ولكنها بالنسبة لأبناءهم قاتلة وهذا ما أدي بهم إلي هذا المصير المظلم.
إن من مات فهو بين يدي الله عز وجل فلتتركوه لأنه لم يعد بيننا والله أرحم به من الجميع.
لنبحث عن ماهو قادم وما الأسباب والدوافع التي تؤدي إلي هلاك الشباب ولنأخذ بيده إلي طريق النجاة الذي يعطيه الإدراك لحرم ما سيفعله في حق نفسه.
لنعالج سلبيات مجتمع وسلبيات تربية أدت إلي هلاك شباب بدون وعي من آباء جعلوا عقول أبناءهم صناديق عذاب لا حل لها أو طريق نجاة منها.
لنذهب الي بيوت تتعامل مع الشباب أنهم بلا شخصية أو حتي إرادة تعطيه حق الوجود وحق البوح بآلامه الشخصية التي ليست بالطبع كآلامكم أنتم كأجيال مختلفة.
لابد من وقفة مجتمعية لنوقف هذا المرض الخبيث من التوغل في عقول أبناءنا ولنحميهم من هذا المرض.
لنزرع قيم دينية وأخلاق قويمة في عقول وقلوب أبناءنا منذ الصغر حتي يستطيعوا التحمل وإدراك المخاطر.
لنأخذ بأيدي أبنائنا ونستمع لما يؤلمهم وندرك أن ما هو تافه بالنسبة لنا هو بالنسبة إليهم قاتل.
لنرحم #شباب ما بين جنة ونار.