القادة نيوز

الأم المثالية بالشرقية : كرست حياتي من أجل أبنائي..وعملت باليومية حتى إلتحق إبنى بالشرطة وإبنتى بالحربية

كتب : بشير حافظ

سطرت الحاجة سمية عمر دبل الأم المثالية بالشرقية قصة كفاح تضاف إلى سجلات كفاح للأمهات المصريات اللاتي خلدن أسمائهمن بحروف من نور في التاريخ.

والحاجة سمية عمر هي سيدة 55 عاماً أرملة منذ 20 عامًا حاصلة على ليسانس الدراسات الإنسانية – قسم إجتماع – جامعة الازهر ، وتعمل حالياً باحثة متابعة أول برئاسة مركز ومدينة الزقازيق، وإبنتها نقيب بالقوات المسلحة – بسلاح الخدمات الطبية وإبنها ليسانس الحقوق وحاليًا إلتحق بأكاديمية الشرطة.

بدأت قصة كفاح ومعاناة الحاجة سمية عمر ، منذ زواجها من رجل يعمل باليومية، في منزل عائلة مع أشقاء الزوج الثلاثة الأخرين، فلم يكن يملك من الحياة إلا قوت يومه.

وقالت الحاجة سمية عمر ل ” القادة نيوز ” ، بدأت المشكلات في بيت العائلة مبكرًا، خاصة بعد إصابة الزوج بمرض فيروس سي، الأمر الذي أدى إلى تدهور حالته الصحية وإصابته بفشل كلوي، أدت إلى عدم قدرته على العمل، مما اضطرها الى النزول والعمل لكسب لقيمات العيش، بعد رفض أسرة الزوج مساعدتها المادية.

وتابعت بعد زواج دام 7 أعوام، سهرت فيها الليالي والأيام، تبحث عن علاج لزوجها المريض، وسط سفر دائم بين القاهرة والزقازيق، وتردد متواصل على أعتاب المستشفيات، حتى توفي زوجها تاركًا لها طفلين، الأولى في سن السادسة والثاني في سن عامين ونصف.

وأشارت إلى أنه بعد وفاة الزوج، طردتها أسرته خارج المنزل، لتبدأ رحلة أخرى من المعاناة، بعد أن رفض أخوتها الأشقاء إيواءها وتوفير مسكن لها ولطفليها المكلومين اليتيمين، ليقوموا بطردها أيضًا إلى الشارع، نظرًا للخلاف على الإرث، رافضين إعطاءها حقها الشرعي، لتصاب بحالة نفسية سيئة، تطورت إلى أصابتها بجلطة بالمخ، فقدت قدرتها على النطق وحركة إحدى ذراعيها، إلا أنها إستطاعت التعافي من ذلك.

أضافت بدأت الأم العمل في بيع الأدوات المنزلية من خلال الفرش في الشوارع، تبيع الأكواب والأطباق والملاعق، وتطرق الأبواب لبيع منتجاتها، التي كانت تحيكها من المفروشات بالمنزل، حتى تستطيع توفير مصاريف تعليم الأبناء وعكفت تصارع الحياة، من أجل تحصيل بعض الجنيهات لتعينها على العيش وتوفير مسكن بسيط يأويها وطفليها الصغيرين، إلا أنها إكتشفت إصابتها بمرض السكر، الذي ما زال يلازمها حتى الآن.

ولفتت إلى أنها لم تترك بابًا للرزق إلا وطرقته، حيث حملت مؤهلها الدراسي على أكتافها، وباتت تطرق أبواب جميع المصالح الحكومية، حيث عملت في التدريس بالحصة، ثم عملت باليومية في الوحدة المحلية ببيشة، حتى إلتحقت بوظيفة في ديوان مركز الزقازيق، وتدرجت في الوظيفة حتى وصلت لدرجة باحث متابعة أول في رئاسة مركز ومدينة الزقازيق.

وأكدت أنها كرست حياتها لتربية طفليها والعمل على تعليمهم وإدخالهم المدرسة، حيث حصلت الأولى على 90 بالمئة في الثانوية العامة، لتلتحق بعدها بالكلية الحربية، وهي الآن برتبة نقيب بالقوات المسلحة ومتزوجة، والإبن الثاني تخرج في كلية الحقوق بتقدير جيد، وإلتحق بعدها بأكاديمية الشرطة ويدرس فيها حاليًا.

وأشارت إلى أنها لديها دور بارز أيضًا في مؤسسات المجتمع المدني والجمعيات الأهلية الموجودة بمحل السكن، فلقد شاركت في الكثير من المبادرات آخرها مبادرة إيواء المشردين، حيث تمكنت من المساعدة في توصيل بعض السيدات الى دار بسمة للإيواء بالزقازيق، بالإضافة إلى مساهمتها في محو أمية العديد من الأفراد في القرية والقرى المجاورة، كما عملت على مساعدة بعض السيدات الارامل لتعينهن على صعوبات الحياة حتى لا يتعرضن لما تعرضت له.

ووجهت الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية ووزارة التضامن لتكريهما اليوم مؤكده أنها شعرت بفرحة وسعادة غامرة.