القادة نيوز

اسمحوالنا بزيارتها

هبة عبد العزيز

فحين هوت مدينة “القدس” تراجع الحب و في قلوب الدنيا استوطنت الحرب …..

بالصوت الفيروزى كنت أسنمع بالأمس لتلك الكلمات للأخوين الرحبانى من أغنية “زهرة المدائن”، وقد ظل عقلى الباطن يعيد ترديدها على لساعات طوال اليوم , مما أيقظ بداخلى حنينا محاطا بحصار “إنسانى وثقافى وسياسى وإقتصادى و…….” وجدار فصل وحواجز عسكرية لأولى القبلتين وثانى الحرمين الشريفين “زهرة المدائن”.

وقد تصادف أن يحدث ذلك بعد حديث هاتفى مع أحد الزملاء الذى كان يغطى إحدى الحوادث الإرهابية التى حدثت بمصر مؤخرا وتحديدا بمنطقة الفيوم, وأخذ يحدثنى حينها عن عدد الضحايا الذين سقطوا فى هذا الحادث المتكرر الأليم, وذهب بنا الحوار وتعجبنا وإستنكرنا سويا كل هذا الكم من تلك الأحداث والجرائم المفجعة التى تفعل بحق الإنسانية والبشر فى العالم كله والتى تزهق ضحيتها أرواح بريئة لأسباب أكثر ها يتعلق بالكراهية والمصالح مما ولد العدوان والإرهاب.

وبكل آسف أيضا تصادف ذلك مع قراءتى للمانشت الرئيسى بجريدةالأهرام “ليوم السبت”بتاريخ 22 يوليو 2017م يخبرنى بالآتى :

3 شهداء و377 مصابا فلسطينيا برصاص الإحتلال فى حى رأس العمود جنوب المسجد الأقصى, ومناطق متفرقة بالضفة الغربية والقدس المحتلة فى “جمعة الغضب” وحكومة الوفاق تطالب بتدخل دولى عاجل وتحذر من “حرب دينية”.

وكان من ضمن التفاصيل …. أن ذلك بسبب التظاهرات التى دعت اليها وزارة الاوقاف الاسلامية والقوى الوطنية المقدسية بسبب الاجراءات الجديدة الظالمة السافرة التى اتخذتها إسرائيل المعتدية على المسجد الأقصى والتى كان فى مقدمتها تلك الأبواب الألكترونية أو أبواب القهر والمذلة والجبروت….تلك التى منعت الرجال دون الخمسين من دخول البلدة القديمة لأداء صلاة الجمعة .

وأعلم أنه لن يفيد البكاء كثيرا ولا قليلا على اللبن المسكوب، لذا أحاول جاهدة أن اكون أكثر عملية وواقعية فى طرحى للأمور ، لذا أود هنا أن أعيد طرح فكرة كثيرا ما تراودنى ولازالت تفعل , وكثيرا ما تحدثت فيها من قبل وأعلم أنها لربما تحظى بحساسية شديدة, وذلك لإرتباطها بسياسات ظنى أنه من الأفضل القيام بإعادة مراجعتها, أو بفتاوى لبعض رجال الدين ما أنزل الله بها من سلطان, وتلك الفكرة ذاتها كانت قد جاءت أيضا كنداء للأمة العربية والإسلامية على لسان الرئيس الفلسطينى “أبوعباس” فى القمة العربية الآخيرة بالأردن : من أجل (السماح بزيارة القدس) , وذلك دعما للمقدسات الإسلامية والمسيحية هناك وبخاصة “المسجد الآقصى” من محاولات التهويد المستمرة ليلا ونهارا , حيث تحاول قوى العدو العنصرية بكل ما أوتيت من قوة أن تفرض واقعا على الأرض ربما يستحيل معه مطالبة أصحاب الحق الأصليين بأى حقوق تاريخية أو سيادية لا الآن ولا فى المستقبل.

وأكاد أجزم بأن التشجيع على زيارة القدس وخاصة للسياحة الدينية بالسماح للمسلمين والمسحيين بزيارة اماكنهم المقدسة هناك عبر الأراضى الأردنية وأراضى السلطة الفلسطينية سيعد عاملا هاما للتأثير بالإيجاب , حيث سيمثل ذلك مساندة شعبية ومعنوية بل ومادية أيضا لأهالينا فى القدس, إضافة إلى فضح الممارسات الصهيونية وتحديدا حال رفضها عدم السماح لنا بالدخول, مما يكسبنا مساندة القوى الدولية للمطالب العربية بإستعادة السيادة على المناطق المقدسة, بل وأيضا سيتيح لنا ذلك فرصة مشاهدة الإنتهاكات الصهيونية اليومية عن قرب لتاريخ قدسنا الشريف مما يترتب عليه سهولة وكثافة فى نقلها إلى المجتمع الدولى بصورة أكثر مصداقية ووضوح لتأكيد عدم التهاون إزاء تلك التجاوزات الخبيثة.

نقلا من جريدة الوفد