القادة نيوز

في ذكرى رحيل دكتور أحمد زويل

أيات الحداد

في ذكرى رحيل الأسطورة التي لن تتكرر العالم الدكتور أحمد زويل الذي رفع شأن مصر في الداخل والخارج الذي ترك لنا والعالم اجمعه علم ينتفع به حتى بعد موته ،الذي علم العالم معنى الإنسانية وحث العالم على الاهتمام بالعلم والبحث العلمي، لقد رحل عن الحياة ولكن أثبت للعالم بأن هناك أناس على قيد الحياة ولكن موتى! وهناك أناس فارقوا الحياة ولكن تركوا علم يورث وعلم نافع جعل العالم يشعر انهم احياء ، فالناس موتى وأهل العلم أحياء .كما قال الله تعالى: (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ٌ).

فالعلماء هم ورثة الأنبياء ، و هم نجوم يهتدى بهم في الظلماء ، و معالم يقتدى بهم في البيداء ، أقامهم الله تعالى حماة للدين ، ينفون عنه تحريف الغالين ، و انتحال المبطلين ، و تأويل الجاهلين ، و لولاهم – بتوفيق من الله لهم- لطمست معالمه ، و انتكست أعلامه بتلبيس المضلين ، و تدليس الغاوين .

و لهذا كان من أعظم المصائب التي يبتلى بها الناس ، و تحرك نفوس الأكياس موت العلماء ، لأن هذا الأخير سبب لرفع العلم النافع ، و انتشار الجهل الناقع.

كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :” إن الله لا يبقض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد و لكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالما اتخذ الناس رؤوسا جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا و أضلوا ، وقال صلى الله عليه وسلم ”  إنَّ اللهَ لا ينزعُ العِلمَ بعد أن أعطاكمُوهُ انتزاعًا ، ولكن ينتزعُه منهم مع قبض ِالعلماءِ بعِلمِهم ، فيبقى ناسٌ جُهَّالٌ ، يستفتونَ فيُفتون برأيِهم ، فيَضِلُّونَ ويُضِلُّونَ “.

كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إِنَّ الْعُلَمَاءَ هُمْ وَرَثَةُ الأَنْبِيَاءِ، إِنَّ الأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا وَلاَ دِرْهَمًا، إِنَّمَا وَرَّثُوا الْعِلْمَ، فَمَنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ)، وهذا ما فعله العالم الدكتور أحمد زويل ترك لنا مدينة زويل للتكنولوجيا التي بمثابة صرح للعلم وللتقدم وتعطي أمل للغد بأن مصر كما قال زويل تستطيع، وتستطيع أن تغزو العالم بالعلم والتقدم ، فنحن نتقدم على انفسنا اولا ثم على جميع الدول بالعلم ونستطتيع قهر أعدائنا ليس بالدعاء عليهم في الجوامع !بل بالتسلح بالعلم والتكنولوجيا فكما قال الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه :” وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ”، والقوة هنا تشمل القوة في العلم والايمان والعمل وفي شتى مجالات الحياة من علوم وزراعة وصناعة وتجارة ، والله قدمها على رباط الخيل، لأهمية تسلح الدولة بالاسلحة المعنوية اولًا قبل الاسلحة التقليدية المُتعارف عليها، فرحم الله العالم الدكتور أحمد زويل ونفعنا الله بعلمه الذي تركه لنا.