القادة نيوز

رسالة إلى كل امرأة حول العالم

الدكتورة أيات الحداد

أنتي التي كرمك الله فلا تدعي أحد مهما كان يقلل من شأنك، أنت التي وصى عليك رسول الله صلى الله عليه وسلم في خطبة الوداع وقال واستوصوا بالنساء خيرًا، أنتي التي قيل عنك المرأة نصف المجتمع بل الحقيقة أنتي كل المجتمع، أنتي الأم والأخت والزوجة والأبنة ، أنتي التي أثبتي مكانك في كل مجال تدخلين فيه فأنتي القاضية والدكتورة والقبطانة والطيارة والظابط والمعلمة والطبيبة والمهندسة أنتي التي عملتي في كل المجالات وفي كل القطاعات أنتي التي شغلتي جميع المناصب العليا من وزيرة لمحافظ لعمدة ، فلا تدعي الأقوال والعادات والتقاليد الخاطئة الموروثة تُضعفك، لا تسمحي لأحد أن يؤثر عليكي بتلك الأقوال ويقلل من شأنك لا تدعي أحد يقول لكي تجوزي علشان البنت ملهاش غير زوجها ! فردي عليهم بأن لكي عملك شخصيتك كيانك الذي لا تفنيه في أحد حتى ولو تزوجتي فأيضًا لكي عملك وشخصيتك وروحك التي لا تدعي أحد يضعفها ويقلل منها ، لا تدعي أحد يقول لكي تزوجي لكي تنجبي أولاد يشيلوا أعمالك ويحملوا اسمك فأعمالك هتقعد لمين! لأن حتى لو وصلتي للقمة فأعمالك لنفسك ولا تُنسب لأحد غيرك فأن حققتي انتصارات فالتاريخ يخلدها بأسمك،وأعمالك لن تُترَك لأولادك بل للأجيال القادمة اي للتاريخ! قولي لهم هل المشاهير والعلماء والأبطال الذين حققوا انجازات وبطولات هل نسبت لأولادهم أم لهم؟ هل أحد يعرف أزواجهم أو زوجاتهم أولادهم أبائهم أخواتهم! فكل انجاز ينسب لصاحبه ولا أحد يحمله غيره ، تذكري ذلك ، فمنذ عهد الفراعنة حتى يومنا هذا عندما نسمع عن اي انجاز لا نسأل حتى عن حياته الخاصة ولكن نسأل عن قصة نجاحه وكفاحه وكيف وصل للقمة، لا تسمحي لأحد أن يقول لكي تزوجي حتى لا تصبحي عانس قولي لهم العنوسة الحقيقية في الفكر والعقل ، أنتي عانس عندما تضعي كل تفكيرك في شيء واحد وينحصر في شيء واحد وهو الزواج والبيت والأولاد فأنتي لا تضيفي شيء في الحياة والعالم، انتي شيء زائد أن رحلتي لا أحد يعلم عنكي شيئًا ، أي وجودك وغيابك مثل عدمه ، لا تتزوجي بسبب ضغط الأسرة والمجتمع، لا تتزوجي لمجرد الزواج والإنجاب فأنتي لست آلة للإنجاب أنتي انسانة كرمها الله ومنحها عقل وقلب وفكر ، أنتي امرأة لا ينقصك شيء ، لا تدعيهم يشعورنكي بالنقص بسبب عدم زواجك ، بل قولي لهم لن أتزوج الا عندما أجد من يشبعني فكريًا ، من أشعر معه بالأمان ، من يُكمل معي طريقي، من يفهم بحق ما هو الزواج ، من يكون شريك معي في الحياة نتقاسم كل شيء سويًا ، من يأخذ بيدي لتحقيق حلمي وهدفي، من يؤمن بي في الوقت الذي لا يؤمن بي أحد، من يشد أزري في وقت ما أشعر بأني ضعيفة لا أستطيع التحمل، من أكتفي به ويكون لي ليس مجرد زوج بل حبيب وصديق وأخ ورفيق العمر،لن أتزوج الا من يضع يده بيدي لتغيير العالم، وليس كما أشاهد يومنا هذا الحزينة التي تزوجت وهي في ريعان شبابها ولم تتم العشرين التي فرحت بالزواج كفرحتها بأي شيء جديد بحياتها ، كفرحة طفلة في أول يوم دراسة ولا تعلم ان المدرسة ليست زي جديد وحذاء جديد ولعب مع الأصحاب في الفسحة ، بل دراسة ومذاكرة ، فتصبحي كالطالبة التي دخلت بفرحتها وعقب أول أسبوع أصبحت حزينة وكرهت المدرسة، لا تكوني مثل التي تزوجت من أجل نظرة المجتمع لها بأنها عانس فعملت على إرضاء الناس ولم ترضي نفسها ودفنت سعادتها بنفسها لمدى الحياة، لا تكوني مثل التي تزوجت حتى تسبق أصدقائها وتكون ضربت رقم قياسي في زواجها قبلهم! لا تكوني مثل التي تزوجت حتى تكييد أصحابها ولا تعلم أنها في الحقيقة تكييد نفسها، لا تكوني مثل التي تزوجت لكي تقوم بتنزيل صور عبر المواقع الالكترونية وكلام حب دائم بينها وبين زوجها ليثبتوا للجميع بأنهم سعداء وهم في الحقيقة شبه مطلقين، لا تكوني مثل التي تزوجت لتكملة المظهر الاجتماعي وفور خروجها من المنزل ترتدي قناع التمثيل ولا تعيش حبها مع زوجها الا أمام الناس خوفًا من الوجهة الأجتماعية، لا تكوني مثل التي تعيش تعيسة مع زوجها وتجدينها طوال الوقت تذكر انها تحب زوجها جيدُا ولو عاد بها الزمان لتزوجته وهي في الحقيقة ندمانة على زواجها منه!، لا تفرحي بزواجك الباكر وأنتي في العشرينات او حتى قبل أن تتميهم ، لتجدي نفسك بعد عدة أعوام بأنك لا شيء غير أنكِ آلة للإنجاب ، وآلة لتربية الاولاد والمطبخ وينحصر تفكيرك في الطبخ والغسيل والأولاد فقط، لا تدفني عمرك بيدك ، الحياة جميلة حققي انجازات فيها بجانب الحياة الطبيعية التي حققها الكثير ولا تظني يومُا ما بأنكي حققتي إنجاز عند زواجك وانجابك!وتكتشفي حتى هذا لم تحققيه كإنجاز فبالطبع ستنعكس نفسيتك على الأولاد فتتسببي في نشأة جيل مُعقد نفسيًا وغير راغب في الحياة، تزوجي ممن تحبيه وكما سبق وقولت لكي من يجعلك تعيشي الحياة وتحققي انجازاتك بل يعينك عليها، يقول لكي انهضي عندما تسقطي ، حتى تنجبي اولاد يفخروا بكي ويكونوا أسوياء نفسيًا ويرغبون بأن يكونوا مثلك، فلا تتسببي بفكرك العتيق عن انتقال العادات والتقاليد الخاطئة الموروثة التي انتقلت إلينا ورسخت في أذهاننا رسوخ الجبال، كتبت لكي ذلك ايتها المرأة الأم حتى لا تكوني سبب في نشأة جيل معقد فأنتي الأساس في توقف تلك العادات الخاطئة التي تسببت في تعقيد أجيال، فأنتي المحرك الأساسي ، فلا تضغطي على ابنتك وتضعفيها بسبب تلك العادات والضغوط الاجتماعية لا تكوني سبب في تدميرها بدون قصد، اكتب لكي ايتها الأبنة والأخت والزوجة لا تجعلي الزواج يعيقك عن تحقيق أحلامك وهدفك في الحياة فكوني بربك من النساء التي غيرن مجرى التاريخ.