القادة نيوز

الاسلام نهى عن غلاء الاسعار

الدكتورة أيات الحداد

ذلك الكتاب لا ريب فيه صدق الله العظيم، لم يترك القرآن مسألة الا وتحدث عنها، فحتى غلاء الأسعار نهى عنها الإسلام من قبل 1400 سنة! فقال تعالى:” لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ”،”وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِّنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ”،كما حثت أحاديث رسول الله على تنظيم حركة البيع، فقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” أَهْلُ الْمَدَائِنِ ، هُمُ الْجُلَسَاءُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ رِدْءُ الإِسْلامِ لِلْمُسْلِمِينَ ، وَثَغْرُهُمْ ، فَلا تَغْلُوا عَلَيْهِمْ ، وَلا تَحْتَكِرُوا ، وَلا يَبِيعَنَّ حَاضِرٌ لِبَادٍ “، كما قال رسول الله:”إن غلاء أسعاركم ورخصها بيد الله، إني لأرجو أن ألقى الله وليس لأحد منكم قبلي مظلمة في مال ولا دم”،كما شكى الناس الى رسول الله من غلاء الأسعار، وقالوا سعر ، قال:”ألا ألقين الله عز وجل قبل أن أعطي أحدًا من مال بغير طيب نفسه”، عن عمر رضي الله عنه ،أنه مر بحاطب بسوق المصلى وبين يديه غرارتان فيهما زبيب ، فسأله عن سعرهما، فسعر له مدين لكل درهم ، فقال له عمر رضي الله عنه: لقد حدثت ببعير مقبلة من الطائف تحمل زبيبًا وهم يعتبرون بسعرك، فإما أن ترفع في السعر، وإما إن تدخل زبيبك للبيت تبيعه كيف شئت، فلما رجع عمر حسب نفسه، ثم أتى حاطبًا في داره فقال له: إن الذي قلت ليس بعزمة مني ،ولا قضاء ، إنما هو شيء أردت به الخير لأهل البلد، فحيث شئت فبع ،وكيف شئت فبع”، كما نهى الاسلام عن غش وخداع المستهلك، مرّ رسول الله على صُبْرَة طعام، فأدخل يده فيها فنالت أصابعه بللاً، فقال: ( ما هذا يا صاحب الطعام؟ ) ، قال: أصابته السماء يا رسول الله، قال: ( أفلا جعلته فوق الطعام كي يراه الناس؟ من غشّ فليس مني)، ولفظ مني دليل على ان الغش من الكبائر!كما قال رسول الله:”إذا وزنتم فأرجحوا”، كما توعد الله لمن يبخس في البيع فقال تعالى : ” وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُواْ عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُون وَإِذَا كَالُوهُمْ أَو وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ” ،فالإسلام حرص على تنظيم العلاقات بين الناس وحماية بعضهم من بعض، فكان الولاء يتفقدون أحوال الرعية ،وياخذون حق الضعيف من القوي، فليس الأمر كما يظن البعض من إنتشار الغش والغلاء في هذا الزمان فقط وسوء أخلاق البعض بل منذ قديم الزمان والفساد موجود ومتوارث جيل بعد جيل ولكن الفرق هو مكافحة الفساد والفاسدين والنيل منهم ، فمن المهم أن يتفقد المسئوليين أحوال الناس وحمايتهم من جشع التجار وأيضًا أن تتولى حماية المستهلك ذلك ، فهناك من يزيد في الأسعار بالضعف وهناك من يغش في البضاعة وهناك من يبيع بضائع منتهية الصلاحية ونسمع الكثير عن الحلوم الفاسدة حتى وصل الأمر لأرتفاع أسعار الأدوية وأيضًا بيعها بعد إنتهاء مدة الصلاحية، فأين الرقابة من ذلك وحماية المستهلك؟.