القادة نيوز

د. إيناس الهياتمي تكتب : الاغتراب النفسى قنبلة موقوتة

بعض منا يشعر أحيانا بالوحدة أو تنتابه حالة من الميل إلى الجلوس وحيدًا بعيدا عن الناس ، ولكن هناك حالة شعورية من الوحدة المفرطة يعيشها الشخص وسط جموع من البشر سواء أقارب أو أصدقاء وهذه الحالة ما نطلق عليها “الاغتراب النفسى” فيصبح الشخص غير قابل للتأقلم مع أحد أو مكان أو عمل أو علاقة ، وببساطة شديدة شعوره بالوحدة حتى وسط أقرب الناس اليه .

وهذه الحالة إذا زادت عن الحد يصبح أمرًا خطيرا جدا ويمكن أن يدفع صاحبه للانتحار ، وهناك بعض الأسباب يمكن أن تؤدى لشعور الشخص للاغتراب النفسى منها ، اختلاف الاهتمامات فهذا سبب رئيسى لشعور الشخص بالاغتراب حيث أن وجود اهتمامات متبادلة بين الاشخاص ينشئ علاقة الصداقة وهذا يجعل الشخص طبيعى حيث يشعر أنه ليس وحيدا أما اذا كانت الاهتمامات غيىر متبادلة فيشعر الشخص أنه غير مندمج مع الآخرين وكل طرف يفكر ويتكلم في شئ لا يناسب الشخص الذى يعانى من الاغتراب ويمكن ان يكون كثرة الأصدقاء من حولك سبب آخر بمعنى هناك نوعية من الناس لديها عدد كثير من المعارف والاصدقاء فى كل مكان ولكن ليس لديها صديق مقرب اليها فكثرة العلاقات مع الوقت تؤدى للشعور بالاغتراب وذلك لان هناك أشياء تظل عميقة ومكبوتة داخله لا يستطيع اخراجها لاحد فيتملكه الشعور بالاغتراب ويؤدى عدم الاهتمام بوجود الشخص اى لا احد يتكلم معه أو يقترب منه ويشعر أنه غير مرغوب فى وجوده فى هذا المكان مما يشعره بحالة من الاغتراب .

وهناك أشخاص أعزاء في حياتنا فقدناهم بسبب الموت وكانت علاقتنا بهم ليست عادية فالشعور بفقدان عزيز هو أقصى درجات الاغتراب النفسي فيشعر بحالة من الوحدة القاسية نتيجة لعدم تعويضه وقد نجد أحيانا الاحساس بالظلم والاضطهاد سواء فى العمل أو المنزل فنجد بعض الاباء يفرقون بين الابناء فى المعاملة ومع الوقت يعيش الابن حالة من الاغتراب النفسي الشديد ويشعر أن هذا الشخص ليس والده وهؤلاء الاخوة ليسوا أخوته وايضا الشعور بالظلم من وطنه أو احساسه بعدم انسانيته ومع الوقت يفقد الانتماء لوطنه ويشعر بالاغتراب في هذا الوطن الذى يعيش فيه .

وبعد استعراض لبعض الاسباب المؤدية للشعور بالاغتراب علينا أن نراعى بعض الامور أهمها التقرب الشديد إلى الله ، وعلى الاباء أن يتقوا الله فى اولادهم ويعدلوا فى معاملتهم ولا يفرقوا بينهم فى المعاملة حتى لا يقعوا فريسة للاغتراب وعلى المهتمين بالتعليم فى المدارس وخاصة الابتدائية اكتشاف حالات الاطفال المنعزلة والعمل على اشراكهم فى الانشطة الاجتماعية