القادة نيوز

كيف تهيئي طفلك لاستقبال المولود الجديد؟

ابنك والمولود الجديد

كيف يجب أن أتحدث مع طفلي عن المولود الجديد؟

بما أنك قد أخبرت طفلك بأنه سيكون لديه أخ أو أخت، فعلى الأرجح أنه ما زال أمامك بضعة أشهر لوصول الطفل الجديد. في هذه الأثناء، اسمحي لطفلك أن يقرر إلى أي مدي يرغب في التحدّث عن هذا الأمر أو المشاركة في التجهيزات.

من المحتمل ألاّ يرغب في التحدّث عن الطفل الجديد طوال الوقت، ومن الأفضل أن تجيبي فقط على الأسئلة التي تخطر على باله. قد يمتلك الفضول حول ما يفعله الطفل داخل بطنك: “هل يتحرك؟”. يكون لدى الأطفال عادة فكرة عن الأمر عندما يسألون عنه، لذلك يمكنك أن تقولي له: “ماذا تعتقد أنه يفعل هنا؟” إذا كان يعتقد أنه يرقص، فلا بأس في ذلك، ولست بحاجة للتصحيح.

دعي طفلك يشعر بركلات الجنين عندما تكون حركاته قوية بما فيه الكفاية. كذلك يمكنك التفكير في أخذه معك عند إجرائك التصوير بالموجات ما فوق الصوتية (السونار أو الالتراساوند) حتى يتمكن من سماع نبضات الطفل. سيساعده ذلك على استيعاب المسألة وإدراك مدى واقعيتها.

احرصي على أن يكون كلامك عن الطفل الجديد لطيفاً وإيجابياً. لست بحاجة لأن تذكري لطفلك بأنك تشعرين بالغثيان بسبب الحمل. فأنت لا تريدينه أن ينزعج من الطفل الجديد لأنه جعل أمه تشعر بالمرض. إذا لزم الأمر، أخبريه بكل بساطة بأنك لست على ما يرام، تماماً كما تفعلين عندما تكونين مريضة لأي سبب آخر.  

إذا أردت أن تشرحي له شعورك بالتعب يمكنك أن تقولي له “إن نمو الطفل في داخلك أمر شاق، وقد كنت أشعر بالتعب في بعض الأحيان عندما كنت تكبر داخل بطني أيضاً”. يحب الأطفال الدّارجون أن يسمعوا عن أنفسهم، كما أن معرفته بأي نوع من التشابه ستساعده على الشعور بالتقارب مع المولود الجديد.

كيف أساعد طفلي الدّارج على فهم ما سيكون عليه الوضع بوجود طفل الجديد؟

قد لا يكون طفلك قادراً على تصوّر ما سيكون عليه الوضع مع وجود طفل جديد. أعطيه بعض المعلومات مثل: “لن يكون الطفل قادراً على اللعب معك في البداية، ولكننا نستطيع أن نمسك يده”. “وأنه سوف يقضي معظم وقته في النوم، والبكاء، والرضاعة، فالأطفال الصغار يبكون أحياناً لأن هذه هي الوسيله الوحيدة التي يستطيعون من خلالها إعلامنا بما يحتاجونه”.  

في مرحلة ما، قد ترغبين بعرض بعض الصور التي تبين لطفلك كيف كان شكلك عندما حملت به. ربما ترغبين أيضاً في أن تجلسي على الأريكة وتتصفحي معه صوره عندما كان طفلاً صغيراً، وتحكي له قصصاً عن بدايات طفولته. أوضحي له مدى حماستك وفرحتك به عندما ولد، حتى يفهم أنه كان في يوم ما، الطفل الذي حصل على اهتمام خاص. سوف يساعده ذلك أيضاً على معرفة كيف يبدو حديثى الولادة وكيف ينمو الأطفال الصغار.

من المفيد أيضاً زيارة الصديقات أو الأقارب الذين لديهم أطفال. إذا لم يكن معتاداً على وجود أطفال حوله أو لم يشاهدك تحملين طفلاً آخر، فقد تكون بعض ردود فعله قوية في البداية. من الرائع قضاء وقت للاستجمام مع عائلات أخرى حتى يعتاد على فكرة أن والديه يمكن أن يحملا أطفالاً آخرين من دون أن يقل حبهما ورعايتهما له. كما يعطيه هذا المشهد فرصة ليرى كيف يبدو الأطفال الصغار فيبدأ بتطوير وسائل للتفاعل معهم.

كيف يمكنني إشراك طفلي الدّارج في التجهيزات؟

اطلبي من طفلك أن يساعدك في اتخاذ قرارات بسيطة تتعلق بغرفة الطفل أو ربما في اختيار الأثات أو اللوازم اذا كان مهتماً بالأمر: “أين يجب أن نضع السرير؟” “هل تعتقد أن علينا شراء هذه الجوارب البيضاء أم الصفراء؟”. اسمحي له أن يلعب بأغراض المولود وأن يفتح أي هدية تصله. سوف يساعده كل ذلك على الإحساس بأنه معني بالأمر ويؤكد له إلى حد بعيد بأنه يمثّل جزءاً من مجمل هذه العملية.

إذا كنت بحاجة لنقل طفلك من سريره أو إلى غرفة أخرى، ينبغي أن يتم ذلك في أقرب وقت ممكن حتى لا يشعر بأن الطفل الجديد هو السبب. ونأمل ألا تكون هناك أشياء أخرى كثيرة لتطلبي منه أن يتشاركها مع الطفل الجديد. حتى الألعاب التي لم يلعب بها منذ شهور قد تصبح فجأة قيمة جداً عندما تقترحي عليه أن يعطيها لأخيه الجديد أو أخته الجديدة.

كيف تتغيّر الأمور مع اقتراب موعد الولادة؟

قد يصبح طفلك قلقاً قبل شهر أو نحو ذلك من الولادة. بينما يكبر جسمك وتصبحين أقل نشاطاً وأكثر تركيزاً على الولادة، يصبح هو أكثر التصاقاً بك، وتنشأ لديه مخاوف جديدة، وحتى أنه قد يتراجع قليلاً. وهذا أمر طبيعي. سيساهم الكثير من الحب والاحتضان في استعادة ثقته والاستعداد ليكون الأخ الأكبر.

حاولي أن تجنّبي طفلك أي تغييرات كبيرة أخرى، مثل الانتقال أو البدء في حضانة الجديدة. الآن ليس الوقت المناسب ليشعر بالضغط لفطامه، أو التدريب على استخدام القصرية (النونية)، أو التخلي عن الأغراض التي تشعره بالأمان مثل بطانيته (حرامه). من الهام الحفاظ على الروتين المعروف لدى طفلك إلى أقصى حد ممكن لمساعدته على الشعور بالأمان.

اقضي معه الكثير من أوقات الراحة والاسترخاء قدر المستطاع في هذه الأسابيع الأخيرة، وحاولي أن تبقيه محور تركيزك عندما تكونان معاً. إنها الفترة المناسبة للتمتع بعلاقتكما الخاصة التي تتشاركانها قبل أن تتغير الأمور. وتذكري أنه يهتم بعلاقته معك أكثر من علاقته مع المولود الجديد.