القادة نيوز

«عذراء الليل» للروائية نهلة جمال بوح أنثوي يكشف أسرار النفس البشرية

نالت المجموعة القصصية ” عذراء الليل” للروائية الدكتورة نهلة جمال والصادرة عن دار “النخبة ” للنشر والطباعة والتوزيع إشادة كبيرة من النقاد لما تمثله من بوح أنثوي يفصح عن أسرار تختبئ خلف جدران النفس البشرية، وعن واقع يركض بأحلامهن لمفترق طرق.
ما بين حلم الزواج والتعليم والعمل والامومة تبقي شفرة السعادة هي اللغز الذي تدوره حوله الافكار والاحلام ، البحث عنها وافتقاد الإحساس بها رغم التلميح لأسباب تحقيقها ببساطة وعفوية وهو ما عبر عنه تصميم الغلاف برمزية عالية ، تعبر عن الحياة بامرأة تمسك القمر في تحاور بين الواقع والخيال ، بين عشق متاح ومحجوب في أن واحد .
وتعددت وسائل الحكي المتاحة والمتناسبة مع القصص فنجدها تلجأ إلى السرد الخالص لتطلق العنان للمخيلة بالوصف، أو تمزج السرد بالحوار لتولد الحقائق وذلك فيما ندر دلالة على انعدام اللغة المشتركة بين البطلة الرئيسة والآخر، وتصويراً مشكلة الخرس الزوجي أحياناً، أو تكتب بأسلوب المسرحيات فتكون القصة برمتها حواراً متتالياً بين (هو، وهي) تتلاقى فيه وجهات النظر وتُستعرض كما في قصة (فراشة بلا أجنحة)، كما انتشرت المنولوجات الذاتية في قصص المجموعة تماهياً مع الحالة النفسية وكتقنية تفعيل أسلوب التداعي الحر لتمثل المجموعة استنطاق للأنوثة المهدورة على قارعة الصمت والبرود والتهميش ومع سبق ترصد يمارسه شخوص تأسرهم ماديات الحياة في زنزانتها، استطاعت من خلالها الأديبة أن ترصد ملامح حياة على ذمة الموت، وصراخ أبكم على ضفاف الأسرّة وخلف الجدران الصامتة، التي تجعل من الأنثى عذراء الليل.
المجموعة تنتصر للروح والاهتمام من خلال تعريتها الرغبات الشهوانية تارة والسادية طورا، والاكتفاء بالدرجة الدنيا من هرم ماسلو للحاجات والتي تتمثل في حاجة الطعام للبقاء – فقط- على قيد حياة برسم الموت. وهل من موت أشد من موت الإحساس وبرود المشاعر في وقت ينتظر فيه – على الضفة الأخرى من معادلة الزوجية والحب – طرف يلتهب شوقا وحبا واحتياجا لروح حاضرة روحا أكثر منها جسدا، حاضرة حضورا يشعر بالكينونة والوجود والتفاعل ويمنح الأنوثة أو الرجولة قيمتها.