القادة نيوز

الدكتور أحمد الشريف يكتب …هل تؤجل الانتخابات المحلية .؟

أحمد الشريف

الانتخابات المحلية شغلت الرأي العام في (مصر ) في النصف الأخير من العام الماضي وتحدث المسؤولين في الدولة عن إجرائها قبل نهاية العام ،وانتهى عام (2016) دون أن تنعقد الانتخابات وتم تأجيلها دون تحديد موعد جديد وظل التساؤل باقياً من دون إجابة .
اعتقد أن الإقبال الغير مسبوق من المرشحين على هذا الاستحقاق المهم يدفعنا إلى تساؤل جديدا وهو هل ستنعقد الانتخابات المحلية في الوقت الراهن أم سيتم تأجيلها مرة أخري ؟
من وجه نظري أن هناك أسباب قوية لتأجيل هذا الاستحقاق في الوقت الحالي ومن خلال قراءتي للمشهد الحاضر أوجز ما يؤيد حديثي في عدة نقاط مقتضبة .
النقطة الأولي :أن الظرف الاقتصادي الذي تعيشه البلاد يجعل أمر انعقاد الانتخابات مرهق للدولة لأنه يكلف الخزينة مئات الملايين وفي حال توفير السيولة المطلوبة لإجراء الانتخابات نصطدم بأمر جديد أكثر إرهاقا وهو المكافآت التي يحصل عليها عضو المجلس المحلي وفقا للدستور والقانون ،تلك المكافأة تصل إلى مئات الملايين حتى لو كانت ضئيلة نظرا للعدد الكبير الذي يتم انتخابه .
النقطة الثانية :نقطة جوهرية وهي العدد الكبير الذي أبدى استعداده لخوض الانتخابات المحلية ووفقاً لبعض البيانات الإحصائية التي قامت بها مؤسسة (القادة )من خلال المجلس المصري للقيادات الشبابية في المحافظات وجدنا أن هناك أكثر من مليوني شخص يرغب في خوض التجربة وهو رقم كبير ،إذ ما قورن بعدد المقاعد والتي لا تتجاوز 56الف مقعد على مستوي الجمهورية ،وهو الأمر الذي يخلق نوعا من القلق السياسي من الذين لم يصلوا إلى مبتغاهم ولم يحالفهم الحظ سيكون لهم دوافع سلبية على المشهد المصري بشكل عام .
النقطة الثالثة :ستكون هناك أزمة سياسية بين نواب البرلمان الذين أعطوا وعودا لمؤيدهم بالظفر بالمنصب المحلي وبين المؤيدين أنفسهم الذي لم يحالفهم الحظ ،وهذا ليس توقع لازمة ستحدث ولكنها قراءة جيدة للمشهد فهناك مراكز قوى في المحافظات أقوى من بعض النواب أنفسهم ،بالإضافة إلى موضوع الخدمات الذين يقومن بها أعضاء المجلس المحلي وتصادم المصالح مع النواب الذين لم يدعموهم .
أعتقد أن القراءة السابقة للمشهد الانتخابي تجعلنا نلتمس العذر لمسؤولي الدولة في حال إرجاء الانتخابات المحلية إلى وقت أخر .
وأختم حديثي برسالة أوجهها إلى الذين يتشدقون بحب الوطن ليل نهار وأقول لهم أن خدمة الأوطان لا تحتاج إلى منصب فمن يريد أن يكون عونا لوطنه سيفعل حتى لو كان من دون منصب أو جاه …استقيموا يرحمكم الله .