القادة نيوز

ضباط الشرطة أبطال مسلسلات رمضان

إنجى الحسينى

ها قد قارب شهر رمضان على الإنتهاء وقد تابعت فيه ما لا يقل عن ستة اعمال فنية والتى أشتركت جميعها فى تقديم الضابط كبطل محورى للأحداث أو كعامل مؤثر محرك لخيوط العمل ككل.

وقد تعجب بعض المشاهدين من تناول كتاب الدراما للأرهاب فى أغلب الأعمال ، ولا أفهم كيف يتعجب المشاهد من قضية العصر الذى نعيشه فالفن مرآة الواقع، ففى الماضى خط المؤلفون والمبدوعون بأقلامهم سيناريوهات تتناول مافيا المخدرات وأصبحت تلك القضايا هى القصص المشتركة التى أبدعوا فى تناولها، وبما أن لكل عصر مشاكله وأمراضه الإجتماعية، فأعتقد أن الإرهاب الذى يطوق عالمنا هو السمة الغالبة الذى يجب أن نسلط عليه الضوء.

والحقيقة أن التناول الدرامى لشخصية الضابط كانت منصفة لحد كبير حيث عكست الجانب المهنى والشخصي من حياة الضابط والمعاناة التى يتكبدها على الصعيدين، وقد أعجبنى كمشاهدة عدم التحيز لشخص الضابط داخل العمل، فأغلب الأعمال قدمت الضابط السوي وقدمت أيضا الصورة السلبية منه، كما ركزت بعض الأعمال على التجاوزات داخل وزارة الداخلية وخاصة داخل مسلسل “كلبش ” ورأينا صور حقيقية لأقسام الشرطة ومستشفى السجن وعن إختراق وزارة الداخلية ، كما جاء الحوار داخل العمل الفنى وكأنه كتب بيد خبير أمنى وخاصة فيما يتعلق بتكوين التنظيمات الإرهابية وكيفية تخفي الضابط داخل تلك التنظيمات للحصول على المعلومات التى تفيد الدولة.

وكذلك جاء مشهد الفنان “محمد رمضان” والذى عكس صورة إيجابية للضابط المناصر للحق فى عمله ” نسر الصعيد ” وهو يدافع عن البائعة التى يتعرض له أمين الشرطة مشتبكا معه باليد ، ولكنه دافع عن نفسه قائلا : بأن عليه أن يحترم بدلته وماذا لو رأه أحد وهو يفعل ذلك ماذا سيقول الناس عن الشرطة ؟!
أما أروع وأفضل من قدم شخصية الضابط هذا العام فأعتقد إنه الفنان ” محمد على ” فى شخصية الضابط سراج بمسلسل ” طايع ” فقد جاء الأداء واقعيا بلا مبالغة وكان مميزا جدا فى أن يظهر الجانب الإنسانى من الضابط الذى يقف بجانب البطل بل ويوفر له الحماية.

لكن اللطيف فى أغلب الأعمال الدرامية هو ظهور أسم ” الأمن الوطنى ” داخل أغلب الأحداث وقدم عدد كبير من الفنانين دور ضابط الامن الوطنى فى صور مختلفة ولكن اعتقد ان ابرعهم فى الأداء هو الفنان ” إيهاب فهمى ” فى مسلسل “رحيم ” فقد جاء ذكيا وهو يبحث عن الحقيقة لا يأتى متأخرا كأغلب الأعمال التى قدمت الشرطة فى السابق بل هو مشارك فى الأحداث ويقف على أرض الواقع بأقدام ثابتة.

وشتان بين الأمس واليوم .. فبعد احداث 25 يناير وبعد أن خرج علينا المخرج ” محمد سامى ” بمسلسل “آدم ” لتامر حسنى والذى تعمد فيه تشويه صورة ضابط امن الدولة، عدل الفن بوصلته بعدما تغيرت الأحداث لنطالع صورة جميلة ورائعة لضابط امن الدولة أو الأمن الوطنى بمسلسل “عوالم خفية” ويكفى مشهد فتحى عبد الوهاب وهو يجلس مع عروسته واذا بهما يشاهدان “محمد ناصر” على قناة مكمليين وهو يقول : اقتلوا ضباطه، لتغلق الفتاة القناة متزمتة واخذ هو يضحك على هذا الكلام غير مبالى.

ومن هذا المشهد كان السؤال : كيف تشعر اى فتاة مقبلة على الزواج من انسان مهنته تعرضه للخطر كل يوم ؟ اعتقد انها لا تقل بطولة عن رجل ارتضي بتلك المهنة مهما رأت من أحداث يتعرض لها الضباط اليوم.

إن ضباط مصر الذين دفعوا حياتهم ثمنا بخسا لتراب الوطن يستحقون التقدير والتمجيد وليس هناك أعظم من الفن ليقوم بهذا الدور ، فحقا إن الفن المصرى هو القوة الناعمة وهو يستحق هذا اللقب عن جدارة.