عقد بالعاصمة المغربية الرباط اول امس الثلاثاء اجتماعا لأعضاء التحالف الدولي لمحاربة داعش، وذلك على مستوى مدراء الإدارات السياسية بوزارات الخارجية ، وقد ترأس الوفد الليبي مدير إدارة شؤون الأمريكتَين. و أدار الاجتماع بشكل مشترك البلد المضيف ممثلا بمعالي السيد ناصر بوريطة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي بالمملكة المغربية الشقيقة ، و السيد بريت ماكورغ المبعوث الرئاسي الأمريكي الخاص إلى التحالف .
استعرض الاجتماع، الذي شارك فيه ممثلين عن 54 بلد و منظمة، المخاطر و التحديات التي يشكلها نشاط العناصر و المجموعات الموالية لتنظيم داعش في أفريقيا، خاصة في منطقة الساحل و الصحراء و حوض بحيرة تشاد و القرن الأفريقي و منطقة المغرب العربي، كما استعرض الإجتماع ما أحرزه التحالف من نتائج في محاربة تنظيم داعش في العراق و سوريا .
و قد أعربت الوفود خلال الاجتماع عن قلقها إزاء إستمرار وجود مخاطر تنظيم داعش و العناصر الموالية له في المنطقة ، و استخدامه لكافة الوسائل من أجل تنفيذ أعماله الإرهابية ، سواء من خلال تحركه على الأرض و أعمال العنف التي يقوم بها، او من خلال الترويج لأفكاره المتطرفة عبر استخدام الأدوات التقنية الحديثة و وسائل التواصل الإجتماعي .
و أكدو العزم على مواصلة العمل الجماعي و التنسيق المشترك للقضاء على التنظيمات و المجموعات الإرهابية المتطرفة بكافة الوسائل المتاحة، معربين عن الإستعداد لتقديم الدعم لبلدان المنطقة التي تحتاج إلى المساعدة، و من بينها دولة ليبيا . عبرت الوفود المشاركة عن دعمها لليبيا في مواجهة تنظيم داعش والعناصر المرتبطة بها، مؤكدين على ضرورة إنهاء الأزمة السياسية وتنفيذ مخرجات إعلان باريس، وخاصة إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية حرة ونزيهة نهاية هذا العام، بما يفضي إلى تعزيز قدرة مؤسسات الدولة على فرض الأمن و الاستقرار في كافة أنحاء ليبيا .
ومن جانبه قد ثمن الوفد الليبي الاستعداد الذي أبداه التحالف لتقديم الدعم والمساندة لليبيا في وقف تهديد داعش والعناصر الموالية له للأراضي الليبية، مؤكدا التزام حكومة الوفاق الوطني بالعمل و التنسيق المشترك مع التحالف لتحقيق الأهداف المرجوة ، داعيا إلى ضرورة مواصلة تقديم الدعم و المساعدة الفنية اللازمة في هذا المجال ،مشيرا إلى أن العمل الإرهابي الذي استهدف المفوضية العليا للانتخابات في الثاني من مايو الماضي، الذي قضى فيه عددا من خيرة شباب ليبيا، لم يثن عزم المفوضية على استكمال أعمالها وتطلع الليبيين لإجراء الانتخابات . وقد جدد الوفد الليبي الدعوة إلى التحالف بضرورة إدراج ليبيا ضمن الدول المستهدفة بإعادة الإعمار .
و قد عقد كل من وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المغربي و المبعوث الرئاسي الأمريكي للتحالف مؤتمرا صحفيا في ختام الاجتماع، أوضحا فيه عزم التحالف على تعزيز أنشطته. وأشار المسؤول المغربي إلى أن تنظيم داعش استهدف ليبيا بالنظر إلى ضعف هيكلية الدولة و لمساحة ليبيا الشاسعة و حدودها المرتبطة بالعديد من الدول، مؤكدا التزام بلاده بمواصلة المساعدة في إنهاء الأزمة و الإنقسام السياسي بين الأخوة الليبيين.
ومن جانبه اشار المسؤول الأمريكي إلى النجاح الذي تحقق بتحرير مدينة سرت من سيطرة تنظيم داعش، مؤكدا استمرار بلاده في دعم حكومة الوفاق الوطني حتى يتم ضمان عدم وجود تنظيم داعش في أي جزء من ليبيا .