القادة نيوز

مصر في (2050)

أحمد الشريف

قلت سابقاً وأكرر اليوم إن الاقتصاد المصري هو الأكبر والأقوى في منطقة الشرق الأوسط ،بالرغم من حالة التردي الحالية التي أصابته والديون التي تراكمت بسبب الفوضى وتوقف الإنتاج في فترات سابقة بعد يناير عام 2011 ،لا يزال موقفي ثابت لا يتغير استنادا إلى عدد من النقاط المهمة أجملها في كلمة التخطيط والإدارة العلمية السليمة وأفصلها في ثمانية أمور وقبل أن أتحدث عن العناصر الثمانية ،أطالب الشعب المصري أن لا ينساق وراء هؤلاء الذين يدعون أن مصر منهارة اقتصاديا,ولذلك أتوجه إلى المتباكين على حالنا الاقتصادي ,والذين يبثون من منابرهم سموم ويثيرون الفزع واليأس والإحباط في قلوب الناس,بسؤال هو ما هي آليات التنبؤ بانهيار الاقتصاد المصري ,وما هي الأسس العلمية التي تبنون عليها أحاديثكم ؟
وحتى يكون حديثي عن قوة الاقتصاد مقرونا   بحقائق علمية سليمة وموجه إلى النخبة الاقتصادية المصرية الذين يدركون قيمة الأرقام في علم الاقتصاد ,سأفند لهم بعض الحقائق .
أولا :مصر لديها ثروات كبيرة مدفونة ,فهي تملك كنوزا داخل أرضها لم يتم اكتشافها بعد ,هذه الكنوز تضع مصر على رأس أهم دول العالم اقتصاديا .
ثانيا:استغلال العنصر البشري المؤهل ومع منحه الفرصة كاملة وتوفير مناخ صحي له ,مع تدريبه تدريبا جيدا ,مصر حتى ألآن لم تستغل طاقات أبنائها ,وأصبحت بلد طاردة للكفاءات جاذبة للغير مؤهلين علميا وتدريبيا بسبب انتشار الفساد والمحسوبية .
ثالثا :تطبيع التعليم الفني والمهني حسب سوق العمل ومطابقة الدراسة للواقع وهذا يتطلب تغيير منظومة التعليم الفني والمهني .
رابعا :الاهتمام بالعلوم الطبيعية وخلق مجال مناسب للإبداع العلمي والحفاظ على هؤلاء العلماء وتقديرهم ماليا واجتماعيا ,مع إنشاء مراكز بحثيه حقيقية ,في ظل تراجع آليات البحث العلمي بسبب البيروقراطية المتأصلة لدى المسئولين عن هذا القطاع الحيوي .

خامسا:تغيير خريطة مصر السكانية وتوزيع السكان بطريقة علمية إنتاجية وهذا يتطلب بحث دقيق لوجود أماكن بديلة وخلق أماكن جذب سكاني .
سادسا :تأمين الحدود المصرية بكتل سكانية لديها انتماء وطني وقومي مع تمكينهم من حق التملك في سيناء ومطروح وحلايب وشلاتين والاهتمام بهم لأنهم خط الدفاع الأمني و الاقتصادي الأول.
سابعا :توفير عدالة اجتماعية حقيقية من خلال محاولة إذابه  الفواصل الطبقية المالية بين الناس على الأقل نبدأ بالقطاع الحكومي ,ومع إلغاء كل الامتيازات من الصناديق الخاصة وخلافة .
ثامنا :وضع استراتيجيه علمية لإدارة الملف الاقتصادي المصري لا يعتمد على أشخاص بل يعتمد على برنامج متكامل ينفذ بدقة بصرف النظر عن انتماء الأشخاص وتوجههم بمعني التوجه الفكري مقبول الاقتصادي غير مقبول .
هذه بعض البنود التي يجب أن تراعى في المرحلة المقبلة وعلى المسؤولين أن يعيدوا وزارة التخطيط من خلال تسكين هذه الوزارة بالنوابغ والعلماء التي تخطط لعشرات السنيين دون أن ترتبط بأشخاص أو سياسيات أو أنظمة ،وزارة تخطيط ترسم مستقبل مصر بعد عشرات السنيين وزارة تخطيط تعطيك شكل (مصر ) عام( 2025 و2050 ).والسؤال للقارئ الكريم هل تخيلت شكل (مصر ) عام( 2050) .؟.
وفي النهاية أقول إن التخطيط العلمي أمر مهم ومطلوب ويتماشى مع كلام الإمام على كرم الله وجهه (اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً ، واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً)…حفظ الله مصر وجنب أهلها الشرور والفتن .