القادة نيوز

الاستثمار في البشر والحجر بين (الخطأ والصواب)

الدكتور أحمد الشريف

أرجو من الجميع قراءة وجهة نظري في هذا الموضوع حتى النهاية و سوف أوضح وجهة نظري من خلال مجموعة من الأسئلة و الإجابات طبقا لمعلوماتي المحدودة .

السؤال الأول : ما هي مقومات أي دولة لتحقيق استثمار حقيقي مستدام؟ السؤال الثاني : ما هي الخطوة الأولى في بناء الأمم هل الاستثمار في البشر أم الاستثمار في الحجر و بأيهما نبدأ ؟ السؤال الثالث : هل الاستثمار في الحجر يحافظ على البشر و هل الاستثمار في الحجر يعود على البشر ؟ السؤال الرابع : هل نستطيع الاستثمار في البشر و الحجر في وقت واحد و هل الاستثمار في البشر و الحجر حلقة واحدة لا يمكن فصلها ؟

السؤال الخامس : هل الاستثمار في العاصمة الإدارية الجديدة استهلاك لأموال و ثروات الدولة أم هو استثمار بأموال أجنبية على أرض مصرية تعود بالنفع على مصر و المصريين ؟ اعتقد أن مقومات أي دولة تعتمد في المقام الأول على ثرواتها الطبيعية و البشرية و الأخلاقية و القيمية و أي حضارة في العالم تقاس بمدى الحفاظ و تطوير هذه المقومات و مصر تمتلك من المقومات ما يجعلها أمة من أقوي الأمم بما تمتلك من ثروات طبيعية و بشرية و حضارة و تاريخ ليس له مثيل و بالرغم من ذلك فمصر تعد من الدول الفقيرة من حيث الدخل ( السيولة المالية ) لذلك يجب أن نفرق ما بين الثروات و الموارد و الإيرادات فمصر غنية بثرواتها فقيرة في إيراداتها و لكى نحول الثروات الطبيعية إلى موارد و إيرادات يجب علينا الاستثمار فى الثروة البشرية و لكي نستثمر في الثروة البشرية يجب علينا توفير الأموال التي تستثمر في البشر ليعود ذلك على تعظيم الاستفادة من الثروات الطبيعية معادلة في منتهى الصعوبة يجب علينا جميعا أن نفكر في الحل و في اعتقادي أن الحل يحتاج إلى تكاتف الجميع و تشغيل العقل الجمعي للمصريين ليبدعوا كما تعودنا في الشدائد و قد أعلنت في فترة سابقة عن نظرية الجبال المتصارعة و أعتقد أن فيها جزء من الحل و التي تعتمد في جوهرها على فكرة أن الجبل هو الذي يستطيع إزاحة الجبل مثلا جبل الوعي يزيح جبل الجهل جبل العلم يزيح جبل التخلف جبل الأخلاق و القيم هو الحل للقضاء على الانحلال الأخلاقي في المجتمع و بمعنى آخر يجب أن نعمل على بناء جبل من العلم و الوعي و الثقافة و القيم و الأخلاق و التضحية لنستطيع أن نجابه به جبل الفساد و المفسدين و الجهل و المرض و الانحطاط الاخلاقى و نستطيع من خلاله بناء مجتمع كما نحب أن يكون .

و يجب أن أوضح بعض الأمور التي من الممكن أن تجيب على السؤال الثالث و الرابع و الخامس .. يجب علينا أن نسير في بناء الحجر و البشر في وقت واحد لأنهم حلقة واحدة يكملان بعضهما و من الذكاء أن استثمر في الحجر من خلال الاعتماد على رؤؤس أموال أجنبية ليعود ذلك على الاستثمار في البشر و اعتقد أن ما يحدث في العاصمة الإدارية الجديد يعتمد على فلسفة أننا نمتلك الثروات الطبيعية مثل الأرض و الموقع الجغرافي و المناخ المعتدل و لا نمتلك المال لنستثمر هذه الثروات فتم الاتفاق مع مجموعة من المستثمرين على الاستثمار في بناء هذا الصرح الذي سوف يتحدث عنه العالم كثيرا و من نتائج هذه الشراكة و ما يعود علينا من أرباح استثمارية يتم تحويلها إلى كافة المجالات التي تحافظ على الثروة البشرية دون أن نتكلف أى أموال و اعتقد أن الدولة قد بدأت في تنفيذ الكثير من المشروعات التي تساهم في تنمية الثروة البشرية فمثلا هناك مشروع قومي لتأهيل الشباب في كافة المجالات تحت رعاية و بإشراف رئيس الجمهورية و تشارك فيه مؤسسات الدولة و مؤسسات المجتمع المدني بالإضافة إلى الكثير من المشروعات التي نعتبرها وقائية للحفاظ على البشر مثل الاهتمام بالبنية التحتية من طرق و كهرباء و مياه و خلافه هذا بالإضافة إلى البدء في إنشاء مشروعات تعتمد على الايدى العاملة المدربة و التحول من الاستيراد إلى الإنتاج و الأهم من وجهة نظري هو قرار وقف تصدير المادة الخام و العمل على تصنيعها داخل مصر لتعظيم الاستفادة من خلال فكرة القيمة المضافة .

أعلم جيدا أن هناك قطاع كبير من الشعب المصري يقول ما هو العائد علينا من كل هذه المشروعات و نحن نعانى الآن من الهموم المعيشية اليومية و كلنا نعانى لكن يجب أن نتحمل من أجل الحفاظ على الوطن و الحفاظ على الشعب و اعتقد أن نتائج و ثمار السنوات الماضية سوف يظهر خلال السنة القادمة على الفئات الأكثر تضررا من أبناء الشعب لذلك أرجو من كافة أبناء الشعب المصري أن نقف بجوار الوطن من خلال التكاتف و مد يد العون من القادر إلى أبنائنا و أخواتنا من الذين يعانون فهناك مسئولية مجتمعية على الجميع فهي مرحلة يجب أن نعبرها جميعا .