القادة نيوز

المصريون بين الثقافات الواردة و الثقافات الواجبة

الثقافة هي مجموعة من العوامل المتضافرة التي تجمع بين اللغة والدين والعرف والفن والمأثورات الشعبية والأنظمة المنظمة للحياة،بالإضافة لكم كبير مترابط من الوشائج تجعل لكل أمة ثقافتها، والتي قد تتشابه وتختلف فيما بينها وبين الثقافات الأخرى، كما قد تتداخل وتؤثر بعضها ببعض.
وتسعى الدول الكبرى في العالم إلى بسط نفوذها وسيطرتها من خلال نشر ثقافتها المختلفة وتعد اللغة هي أول الثقافات تليها العادات والتقاليد والأعياد والمناسبات ،ولعل أسباب تربع اللغة الانجليزية علي عرش اللغات في العالم تليها الفرنسية هي أسباب سيطرة الانجليز والفرنسيون علي العالم في الحقبة الماضية ،في البداية لم يلتف الباحثين إلى أهمية الغزو الثقافي للشعوب إلا في العصر الحديث بعد أن اندثرت ثقافات وغابت لغات وتوارت حضارات وأصبحت في الظل بسبب الغزو الثقافي الذي تفوق على الغزو العسكري بمراحل عديدة ،ومع ذلك فشلت العديد من الدول التي حكمت العالم قديما وحديثا أن تترك اثر قويا في الشعب المصري ،الذي فشل معه (نابليون ورفاقه ) أن يطمسوا هويته وبعدها فشل الانجليز في أن يدشنوا للغتهم أو عاداتهم مكان ،في حين كان المشهد مغاير في العديد من الدول العربية وخصوصا المغرب العربي الذي تأثر معظم أبنائه بهؤلاء المحتلين .
مناسبة حديثي هو ما حدث لمصر مؤخرا هذا الشعب العبقري الذي فوت الفرص على الجميع وكان مؤثر غير متأثر باصم غير مبصوم ، فالشعب المصري لغز اسطورى محير بكل ما تحمله الكلمة من معاني ومفردات ،وعلى الرغم من أن أفراده مثل جموع الناس في العالم يؤثرون ويتأثرون ، إلا أن معايشتي لما يحدث ألان وما صار علية الوضع ألان ، وجدت أمور كثيرة هي السبب في الحالة التي وصل إليها مجتمعنا من تغير سلوكي و قيمي فكان من أهم العوامل التي أثرت هي الثقافات الواردة إلينا و التي تعتبر بمثابة مرض خبيث يعبث في الجسد المصري و يحاول أن يسيطر عليه بكل ما أوتى من قوة هذه الثقافات لا تقف عند حد معين ولكن تمتد إلى العبث في منظومة القيم و الأخلاق و المبادئ و العادات و التقاليد المصرية الأصيلة لتحل محلها و بهذا يستطيع المغرضون أن يسيطروا علينا دون اللجوء إلى حروب تكلفهم الكثير.
و من هنا يأتي دورنا جميعا في مقاومة ما يحاولون ان يفرضوه علينا من ثقافات تجعلنا شعب ممسوخ ليس له هوية أو انتماء و في هذه اللحظة يجب ان يظهر المصري إلى وصفته بالأسطورة على مر الزمان الشعب الذي قاوم كل أنواع الاحتلال و الغزو الحربي و تبقى لنا أن ننتصر على محاولة الغزو الثقافي.
وفي النهاية أقول لاشك أن اختلاف الثقافات، يؤدي إلى تصادم نتيجة التضارب في المفاهيم، ووصول الأفكار، فالرموز الدينية والثقافية لدى شعب تختلف عن شعب آخر، وتبقي مصر بكل ثقافتها راسخة رغم المحاولات الفاشلة والتردي الحالي .