المسؤولية قيمة إنسانية نبيلة ،ومن وجهة نظري هي تحمل الفرد تكليفاً معين يحاسب على انجازه من المجتمع ، وينتج عن هذا التكليف أن فكرة المسؤولية تشتمل على علاقة مزدوجة من ناحية الفرد المسئول بأعماله ومن يحكم على هذه الأعمال من حيث الانجاز أو الفشل.
والمسؤولية في عرف آخرين هي حالة يكون فيها الإنسان صالحاً للمحاسبة على أعماله وملزماً بتبعاتها المختلفة ،قال الله عز وجل (أفَحسِبتم أنما خلَقْناكُم عبثًا وأَنكُم إِلينا لا ترجعونَ) وقال أيضا( أيحسب اْلإِنسانُ أن يترك سدى).
وللمسؤولية أنواع أهمها المسؤولية الدينية : وهي التزام المرء بأوامر الله ونواهيه ، وقبوله في حال المخالفة لعقوبتها ومصدرها الدين ،والمسؤولية الاجتماعية: وهي التزام المرء بقوانين المجتمع ونظمه وتقاليده،المسؤولية الأخلاقية: وهي حالة تمنح المرء القدرة على تحمل تبعات أعماله وآثارها، ومصدرها الضمير؛ وكل مسؤوليةٍ قبلناها ، وارتضينا الالتزام بها فهي مسؤولية أخلاقية.
هذه المقدمة المقتضبة السابقة عن المسؤولية مدخلاً لازم لحديثي عن المسؤولية الاجتماعية المشتركة بين الناس لكي يعرف الجميع معنى وقيمة المشاركة .
المسئولية الاجتماعية الأساسية لكافة مؤسسات الدولة هي الحفاظ على السلم الاجتماعي للمجتمع و الفرد و يجب على كافة المؤسسات أن تنأى بنفسها عن المسائل الشائكة التي تتسبب في إثارة البلبلة في الشارع كما يجب على المؤسسات أن تعمل مجتمعة و أن تؤمن بالعمل الجماعي و التنسيق المستمر بين مؤسسات و مكونات الدولة دون التركيز على المكتسبات الخاصة بكل مؤسسة او فرد كما يجب على كل مواطن أن يدرك أن القيمة الحقيقية للمواطن تأتى من خلال ما يقدمه لوطنه و دوره في الحفاظ على أمنه و استقراره كما يجب علينا جميعا أن نحافظ على مكتسباتنا جميعا و أن ندرك أن الحرية و المسؤولية هما مفهومان متلازمان و يكملان بعضهما البعض كما أن غياب المعلومات الواضحة و عدم المصارحة و انعدام المساواة تساهم فى زيادة الفجوة بين الجميع .
لذلك فإن المسؤولية تقع على الجميع الحاكم و المحكوم فيجب على الجميع تغليب مصلحة الوطن على المصالح الشخصية الضيقة.