(الوطن ،المواطن ،المواطنة )كلمات ثلاثة نتداو لها في كل المناسبات ومع ذلك لا ندرك المعني الحقيقي لكل مفرد منهم ،فالوطن يمثل للغالبية العظمي من الناس المكان الذي نعيش فيه منذ ولادتنا وندفن فيه عندما نتوفى ،وهذا الكلام لا ينطبق على من يعشق وطنه فالوطن يمثل لهؤلاء ،ما قاله الراحل الدكتور جمال حمدان فى كتابه الخالد «شخصية مصر» – دراسة فى عبقرية الزمان والمكان – هو تعانق بين الجغرافيا والتاريخ، حيث يصبح التاريخ ظل الإنسان على الزمان وتصبح الجغرافيا ظل الإنسان على المكان، وهكذا نجد أن الوطن هو الحضارة وإبداع الإنسان عبر القرون.
والوطن من وجهة نظري المتواضعة ،هو مشاعر جياشة تمتلك الإنسان ولا يستطيع أن يدرك قوتها إلا عندما يترك الوطن لساعات أو أيام أو أشهر أو سنوات ،وهذا تفسير يتضح عندما نبكي حين نترك الأوطان وعند العودة إليها .
فالوطن بمثابة ومكانة الأم في قلوبنا نحبها حباً جارفاً حتى لو لم تكن الأجمل أو الأفضل بين النساء فهي في عقولنا وقلوبنا الأجمل والأفضل على وجه الإطلاق ، كذلك الوطن يظل هو الأحلى والأجمل والأروع في قلوب ونفوس وعقول الأوفياء حتى وان كان الأسوأ اقتصاد ومناخا وظلماً.
ومن يعرف معنى الوطن تتولد لديه طاقة إيجابية تدفعه للتفاؤل والعمل والإنتاج رغم المشكلات والأزمات التي يعيشها وهؤلاء هم الذين يقال عليهم وطنيون أما أصحاب المصالح والمكاسب فهم ينتمون لوطن واحد ، وطن المكاسب والمطامع والمصالح ،وسأتحدث أن شاء الله في المقالات المقبلة عن المواطن والمواطنة .
وفي النهاية أقول أن مصر سوف تظل وطن نعشقه ونعيش فيه حتى وان حل بنا الظلم والفقر والجوع ،سنعمل فيها ومن اجلها هي فقط .