(أكل العيش) عبارة تجري علي ألسنة معظم أصحاب المهن و الوظائف إذا ما سألت أحدهم سؤالا في غاية الأهمية ألا و هو
لماذا تعمل؟
و كأن الغاية و الهدف من العمل هو تلبية الإحتياجات المعيشية من مأكل و مشرب و ملبس لدى العامة أو تحقيق مستوي معين من الرفاهية لدى بعض الفئات من أصحاب الأعمال أو الوظائف المرموقة.
فيتحول مفهوم العمل إلي مجرد إستهلاك للوقت مقابل العائد المادى دون الإكتراث بقيمة العمل التي يستمد منها كل ذي عمل و مهنة قيمته و مكانته و ثقته بنفسه و إمتلاكه لقراره و إحترام الآخرين و تأثيره الإيجابي في أسرته و مجتمعه.
ثم نجد أن كل فرد في المجتمع أيا كان موقعه كمسئول أو صاحب وظيفة يعفي نفسه من المسؤلية و يستثني نفسه من المجموع و يشكو من تدني جودة المنتجات سواءا كانت إستهلاكية أو خدمية و يؤكد الجميع أننا نعاني من أزمة ضمير.
و إذا ما بحثنا في أسباب الأزمة سنجد أن أحد أهم الأسباب هو التنافس المحموم للوصول إلي قمة الهرم الوظيفي بهدف الحصول علي أعلي عائد مادي و أدبي ممكن و المقارنة المستمرة بالمستويات الإجتماعية و المادية الأعلي و قد يفتقر هذا الطموح للمؤهلات و الإمكانات و تنشأ حالة من عدم الرضا الوظيفي و المهني التي تفقد كل ذي عمل و تخصص تركيزه و تذهب بالجودة في الآداء و الإنتاج إلي أدني مستوي مما يعد من الأمراض الإجتماعية الجديدة علي مجتمعنا.
و من الأسباب الهامة و المؤثرة في صناعة الأزمة هي عدم الإستغلال الأمثل لإمكانات و تخصصات الموارد البشرية أو عدم الإهتمام بتنمية تلك الموارد بالأساليب العلمية و المتطورة و الإكتفاء بالأساليب التقليدية و الأكاديمية مما يعد إهدار لتلك الموارد التى تضر بجودة المنتج و معدلات الإنتاج و إنخفاض الناتج القومي.
و علي صعيد آخر قد لا يتناسب الدخل مع المجهود المبذول و ساعات العمل و خصوصا في القطاع الخاص.
و من باب المسؤلية المجتمعية الوطنية التي تقع علي عاتق كل مسئول أو صاحب عمل مهتم بشئون الوطن و يسعي للتنمية المستدامة أن يتم تناول تلك المحاور بالدراسة و البحث و التحليل لإيجاد الأليات المناسبة للحل و ذلك لإعلاء قيمة العمل التي من خلالها نستطيع و بكل فخر رفع شعار ( صنع في مصر).