مع قرب إسدال الستار على فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ48، وفي نهاية حصاد تلك التظاهرة الثقافية الكبرى التي تشارك فيها العديد من الدول لعرض نتاجها الفكري والعلمي والأدبي من إصدارات الجامعات الحكومية والخاصة والمعاهد العلمية ودور النشر في تلك الدول.
كان للسعودية الدور الأبرز عبر مشاركتها بجناح كبير داخل المعرض، وكما عودتنا الملحقية الثقافية السعودية بالقاهرة على إعداد وتجهيز جناح خاص بها أثناء المشاركة في هذا الحدث الكبير كل عام، مما جعله الجناح الأبرز والأكثر جذبًا لرواد معرض الكتاب بالقاهرة، مما جعله يتصدر استطلاعًا للرأي للمنتدى العربي العالمي للثقافة والسلام ليحصل على المركز الأول بنسبة84% كأفضل جناح مشارك حتى وصف بأنه “لؤلؤة المعرض” من حيث الدقة والتنظيم والأريحية في ممراته وسهولة الحصول على عناوين وإصدارات الكتب لدى الباحثين والمثقفين وطلاب العلم وحتى الزائر العادي يجد ما يرغب في امتنانه، إضافة إلى عنصر الجذب الشائق الذي يقف عنده الزائر من خلال مشاركة مصنع صناعة الكسوة للكعبة المشرفة، ومعهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة والذي قام بتوزيع الهدايا إضافة إلى عبوات من مياه زمزم تم توزيعها خصيصًا لزائري الجناح والضيوف من المسئولين الذين تفقدوا كل ركن بجناح المملكة.
من جانبه أكد دريبي بن عبد الله الدريبي المشرف على إدارة الجناح ومدير الشئون الثقافية والعلاقات بالملحقية أن العلاقات بين البلدين ممتدة وطويلة فقد بنيت على ثوابت مشتركة ومتعددة متشعبة في المجالات الدينية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية معتمدة على قواسم مشتركة تضرب بجذورها في عمق التاريخ، فالدولتان تمثلان مواقع جغرافية ومحورية متميزة وضعتهما في مقدمة المناطق الاستراتيجية المهمة في عالم اليوم، ونحن ولله الحمد حريصون على المشاركة في معرض القاهرة الدولي بصفة دائمة وكذلك في معرض الكتاب بالإسكندرية، بالإضافة إلى أيام الشعوب التي تقام بالجامعات الحكومية والخاصة، وحققنا المركز الأول في ذلك بناء على ما وصلنا من خطابات شكر من رؤساء الجامعات.
وتطرق الدريبي إلى مهرجان الجنادرية السعودي –كما هو معروف للجميع- يعد واحدًا من أكبر المهرجانات الدولية المعروفة في العالم العربي تحديدًا وعلى مستويات عدة إقليمية ودولية، ونحن متفائلون جدًا خلال هذه الدورة لهذا المهرجان الوطني الكبير، واختيار مصر هذا العام ضيف شرف شيء جميل حتى يتعرف زوار المهرجان ورواده وجميع الجهات المشاركة فيه على ثقافة الشعب المصري الشقيق، وهذا كله مما يوثق علاقات الثقافة
والمعرفة بين كافة شعوب العالم ويعرفها ببعضها البعض ويزيد من قوة أواصر الصداقة والمحبة فيما بينها.
وعن استطلاع للرأي للمنتدى العربي العالمي للثقافة والسلام حول أفضل الأجنحة ودور النشر احتل جناح المملكة العربية السعودية المركز الأول بنسبة 84% كأفضل جناح، ووصف بأنه لؤلؤة المعرض، علق ” الدريبي ” قائلا إن هذا بفضل الله اولا فضلا عن كون الملحقية الثقافية السعودية لسفارة خادم الحرمين الشريفين تبذل جهدًا شاقًا لإنجاح فعاليات مشاركة جناح المملكة في معرض القاهرة الدولي إعدادًا وتجهيزًا وتنفيذًا قبل بدء المعرض بشهور، لكننا هذا العام ولضيق الوقت ربما لم نظهر بالشكل الكامل وكنا نتمنى أن نحصل على 100% في هذا الاستفتاء، لكن نحن نعد بأن نكون دائمًا في المقدمة.
وأضاف ” الدريبي ” أن الجناح ضم العديد من الدور الحكومية مثل دارة الملك عبد العزيز، مكتبة الملك عبد العزيز ومكتبة الطفل التابعة لها، ومكتبة الملك فهد الوطنية، ومن الوزارات وزارة التعليم، وزارة الثقافة والإعلام، بالإضافة إلى وزارة الشئون الإسلامية والدعوة والإرشاد، وهناك عدد من الجامعات المشاركة مثل جامعة الملك عبد العزيز، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، جامعة طيبة، معهد الإدارة العامة، جامعة الملك فيصل، وجامعة بيشة وهي حديثة النشأة2014 لكنها تفوقت وتميزت هذا العام.
وقال ” الدريبي ” إن هناك معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة، وقد خصصت مساحة كبرى له بتوجيه من الملحق الثقافي لأهميته خاصة أنه يضم مشاركة كسوة الكعبة المشرفة والذي زادت مساحته إلى 140مترًا بزيادة ثلاثة أضعاف بالإضافة إلى توزيع عبوات من ماء زمزم وصور للحرمين الشريفين فائقة الجودة للجمهور.
كما أنه تم تخصيص جناح خاص لذوي الاحتياجات الخاصة يضم الطلبة السعوديين لعرض منتجاتهم اليدوية وتميزهم بالصوت الشجي في الإنشاد.
الإقبال على الجناح:
وعن الاقبال أشار الدريبي إلى ان يومي الجمعة والسبت في الراحات كان يتجاوز 20ألف زائر وبقية أيام الأسبوع يتجاوز الـ10 آلاف.
وعن وضع لوحة تذكارية بعنوان “ماذا قال ملوك السعودية عن مصر” في مدخل الجناح ؛ أوضح” الدريبي ” أن جميع الزوار من المسئولين والشخصيات العامة والجمهور بهذه اللوحة، والحقيقة هي رسالة تعبر عن مكانة مصر في قلب المملكة، وقد لاقت بالفعل إعجاب وثناء الكثيرين من رواد الجناح، فهي تحمل بصدق كلمات ملوك السعودية عن مصر، ابتداء من الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود رحمه الله وحتى خادم الحرمين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله، بالإضافة إلى وجود شاشات عرض ضخمة تتصدر واجهة مدخل الجناح كانت تعرض بها أفلام وثائقية عن تراث المملكة أمام الجمهور.
ومن أبرز الشخصيات الذين زاروا الجناح السعودي:
زار الجناح العديد من الشخصيات والمسئولين في مقدمتهم معالي سفير خادم الحرمين الشريفين بالقاهرة احمد بن عبد العزيز قطان ؛ ووكيل وزارة الثقافة والإعلام السعودي د. عبد الرحمن العاصم، ووزير الثقافة المصري حلمي النمنم، والدكتور خالد أحمد الملا السويدي الوزير المفوض بوزارة الخارجية بدولة الإمارات العربية المتحدة رئيس قسم منظمة المؤتمر الاسلامي، والدكتور هيثم الحاج رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب وبعض رؤساء الجامعات المصرية وبعض عمداء الكليات بالجامعات المصرية وعدد من الدعاة منهم الدكتور محمد داود رئيس المركز العالمي للقرآن وعلومه؛ والداعية الإسلامي أمين الأنصاري و الدكتور عبد الحكيم الطحاوي أستاذ التاريخ المعاصر والعلاقات الدولية بجامعة أم القرى ، و الدكتور عبد الله الوشمي الأمين العام لمركز الملك عبد الله بن عبد العزيز والدولي لخدمة اللغة العربية، و الدكتور معوض الخولي رئيس جامعة المنوفية، والدكتور حسن رفدان القحطاني وكيل جامعة الملك فيصل.
ومن أساتذة الإعلام الدكتورة سوزان القليني عميد كلية الآداب عين شمس وعضو مجلس المرآة ،والدكتورة سهير الدمنهوري رئيس قسم الاجتماع بجامعة حلوان والدكتور ياسر نداء استاذ الاعلام بجامعة الاسكندرية والدكتور احمد عثمان استاذ الاعلام بجامعة المنصورة والدكتور اسلام احمد عثمان مدرس العلاقات العامة بإعلام بني سويف والدكتور على حمودة جامعة الأزهر والدكتور أيمن بريك استاذ الاعلام بجامعة الازهر والدكتور صلاح بن عبد العزيز الشامي عميد شؤون مكتبات جامعة الملك فيصل والداعية الإسلامي رمضان عبد المعز المدير السابق للمركز الإسلامي بنيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية.
أهم حفلات التوقيع بالجناح:
وقع مجموعة من الشعراء السعوديين أعمالهم بالجناح السعودي بالمعرض، منهم السعودي الملقب بـ”فايز الأمس”، واستضاف الجناح أيضا حفل توقيع ديوان “ثرثرات بمذاق القهوة”، للشاعر السعودي صالح السويد، ووقعت الشاعرة والفنانة التشكيلية السعودية وهبة العطار ديوانها والشاعرة السعودية شفيقة الجزار وتوقيع اعمالها الشاعرية.
