اختلفت الآراء ووجهات النظر لرجال الساسة والاستشاريين سواء فى الداخل الفلسسطينى أو فى الولايات المتحدة الأمريكية حول مصير خطة السلام الأمريكية المعروفة إعلاميا بـ”صفقة القرن”، والإعلان عنها عقب الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة وقبل نهاية العام الجارى.
وكان السفير الأمريكى فى إسرائيل ديفيد فريدمان أعلن فى تصريحات سابقة أن الإعلان عن الصفقة سيكون عقب الانتخابات الإسرائيلية وتشكيل حكومة إسرائيلية جديدة، ولكن حتى الآن لم يتم الإعلان عن الخطة المزعومة.
فيما أعلن المبعوث المستقيل جيسون جرينبلات، أن الخطة سيتم الإعلان عنها حينما يحين الوقت، وحين يكون هناك فرصة أفضل لنجاحها، لافتا إلى أنه عند إصدار الخطة، فإن الأمر سيترك للجانبين لتحديد كيفية المضي قدما، معربًا عن أمله فى عدم التسرع والتفكير فيها بشكل جدى من قبل الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي.
وجاءت آخر تصريحات أحد المسئولين الأمريكان وأحد المساهمين بصفة استشارية فى وضع الخطة، ليؤكد أن الوقت لم يحين بعد لإعلانها، مؤكدا أن الإعلان عن الصفقة قبل نهاية الجارى أمر مستحيل بسبب الأوضاع الداخلية فى إسرائيل بسبب عدم تشكيل الحكومة، إلى جانب الصعوبات التى يواجهها ترامب من قبل الديمقراطيين الذين يطالبون بعزله.
وأكد المسئول الأمريكي، أن أي محاولة لتحقيق سلام فلسطيني إسرائيلي محفوفة بالعمل المحبط تاريخيا، بسب تعنت المواقف من الجانبين، وغياب المرونة، وفقا لصحيفة القدس.
وفى السياق، أكد مدير برنامج الأمن فى الشرق الأوسط بمركز الأمن الأمريكى الجديد إيلان جولدنبرج، أن التحقيق مع الرئيس الأمريكى دونالد ترامب يجعل من غير المرجح أن يفصح عن خطة سلام.
وأضاف “جولدنبرج” فى حواره مع “صحيفة واشنطن بوست”، أن انخفاض احتمالية النجاح، والمأزق السياسي في إسرائيل، والانتخابات الرئاسية المقبلة في الولايات المتحدة قللت من احتمال أن ترى الخطة النور، على حد تعبيره.
وقال أحمد سمير القدرة، باحث سياسي فلسطيني في العلاقات الدولية، إن الإدارة الأمريكية قد أعلنت عن موعد إعلان “صفقة القرن” بشقها السياسي، بعد الانتخابات في إسرائيل، ولكن بعد ظهور النتائج ووجود عقبات أمام نتنياهو لتشكيل الحكومة، إعادة الإدارة الأمريكية طرح تأجيل الإعلان مُجددًا لعدم وضوح المشهد السياسي، وهو ما لمّح به مساعد الرئيس الأمريكي جيسون جرينبلات، إلى إمكانية إرجاء الكشف عن الشق السياسي من “صفقة القرن”.
وأضاف “القدرة”، في تصريحات لـ”الدستور”: “تواجه صفقة القرن والإدارة الأمريكية صعوبة في طرحها في الوقت الراهن، على الرغم من تنفيذ العديد من جوانبها دون إعلان، ما يعني أن مصيرها بات رهن ما ستفرزه المشاورات لتشكيل الحكومة في إسرائيل”.
وأكد أن نتائج الانتخابات المُعادة وخسارة نتنياهو حليف أمريكا بفارق بسيط عن منافسه غانيتس، دليل كبير على أن “الصفقة” ومن كانت تُراهن عليه أمريكا قد فشلت وفشل، لكن بالرغم من كل ذلك، تبقى أمريكا تُراهن على أن الإعلان عن “الصفقة” مرهون بتطورات المشهد السياسي الداخلي، ومصير المستقبل السياسي لنتنياهو في ضوء محاكمته على قضايا فساد. لكن في موازاة ذلك، كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد علق على فشل نتنياهو بأن علاقة أمريكا مع “إسرائيل” وليست نتنياهو، ما يُدلل على أن موعد “صفقة القرن” في حالة تأجيل وليست إلغاء، في انتظار ما ستؤول إليه الحالة السياسية داخل “إسرائيل”.
وأوضح أنه سواء نتنياهو أو جانتي أي فكلاهما سينفذان المشروع الصهيوني لكيان الاحتلال “إسرائيل الكبرى”، والاستمرار في تصفية القضية الفلسطينية ومُصادرة الأراضي الفلسطينية وبناء الكُتل الاستيطانية وضم الأغوار، وشطب قضية اللاجئين وحق العودة، ولا جديد سيكون فيما يتعلق بعملية السلام وحل الدولتين، وكلاهما خيارٌ سيئ وكان برنامج كلٌ منهما على حساب الدم والحق الفلسطيني، والتأييد المُطلق لـ”صفقة القرن”.