رؤية نقدية للكاتب الصحفي والأديب المصري حسام أبو العلا ..حول رواية (صابرة ووحوش القرية) يقول فيها .
لقد جسد الكاتب والروائي الليبي الكبير فرج عبد الحميد المسماري في راويته ” صابرة ووحوش القرية” عدد من الهموم التي تعاني منها الأمة العربية .. الكاتب برع من خلال أنامل مبدعة وإحساس يجيش بمشاعر فياضة بقضايا وطنه الكبير أن يرسم لوحة مبدعة عن الحرية والكرامة .
وجاء الإهداء بمثابة جرس إنذار يستوقف كل من سيبدأ في تقليب صفحات الرواية إذ أهدى الكاتب كلماته إلى الأمـــة وقـلــوب أبنائـهـا العامرة بالإيمان ، النابضة بالقيم ، الزاحفة نحو بناء المجــد وتشيـيـد الحـضـارة وصــنـاعــة النـصـر الكبير والسـلام العادل ، كما أهدى الكاتب هذه التجربة الثرية بالإبداع إلى كل حبة عرق وقطرة دم بذلتها الأجيال وتبذلها الأجيال الجديدة القادمة مــن أجــل تحقيق يـوم النصــر الكبـيـر ، والذي يثق السماري بأنه قـادم لا محالــة .
الكاتب يبحر في رحلة عن ما تعيشه الأمة من قضايا ومشاكل وهموم متخذا من قريته رمزا على ما آل إليه عالمنا العربي إذ يرصد دموع على أمجاد ولَّت .. ووحدة تناثرت وانحلّت .. وفرقي نضجت وتدلت .. وحدود بُنيت وتعلَّت .. وعقول أقفلت وتخلّت .. وقوى تبعثرت وشلّت .. وسواعد غُلَّت .. وخطوات تراجعت ومكائد تجلَّت .
هي توصيف دقيق لما تعيشه الأمم في ظلال تاريخها وحضاراتها ، تتغنى بأمجادها وتراثها، تعبر عن مشاعرها وأحاسيسها بلغتها وحركتها وثقافتها .. بطل الرواية يبدأ في إعطاء دروس الفخر بثمن الحرية من خلال كشفه عن احتفاظه وابنة خالته صابرة بعباءته الجد التي سالت فيها دماؤه ورحلت منها روحه.. ووصف العباءة بأن رائحتها كرائحة المسك تتجسد فيها معاني رائعة لقيمة الحرية .. وقال إن العائلات التي لها علاقة بهذا البطل تشعر بالفخر والعزة والكرامة .. واضاف أن تلك العباءة تحكي ذكريات وتذكر بأبطال .
ويؤكد الكاتب في واحدة من أجمل عبارات الكتاب بقوله ” إن التضحيات والعمل الفدائي والنضال والجهاد من أجل الحرية لابدَّ أن يكون رصيداً هائلاً ووقوداً فعّالاً وذخيرة متوهجة من حكم ووصايا ونفحات مضيئة تتهادى في وجدان الأبناء ومقتبسة من نصاعة ضمائر وتجارب الآباء والأجداد ” .