العشوائية مازالت تضرب جوانب عدة من قطاعات الدولة ، والسلبيات حاضرة في أغلب المواقف التي يتعرض لها المواطن البسيط ، مع المؤسسات الخدمية في مصر ، مثل التعليم والصحة والكهرباء والتموين والمرور وغيرها من المصالح التي نتعامل معها يوميا .
وحتى لا يكون حديثي (مجرد كلام) وطرح دون دليل سأحدثكم عن ثلاثة مواقف فقط تعرضت لهم في 2017 مواقف شخصية ولكنها حالة عامة تنطبق على أكثر من 70% من أبناء الشعب المصري وللأسف الشديد تضيع حقوقهم في عبارة ( الدفع أولا ثم التظلم ) وكان أخطاء وعشوائية تلك المؤسسات (دستور) وقانون ، وفي النهاية تضيع الحقوق .
القصة الأولي :
(الكهرباء )
في العمارة التي اقطن بها ، حضر إلينا مسؤول من شركة الكهرباء التابعة لمحافظة الجيزة وابلغ مسؤولي العقار بأن خط الأحمال الخاص بالمصعد ليس مناسبا ويجب تعديله وان فاتورة كهرباء المصعد والسلم أعلى من القيمة الحالية وقدر لنا (88) ألف جنية جزافا عن الفترة الماضية ويجب أن ندفعهم أو يتم تحرير محضر سرقة تيار كهربائي ، وعندما تم مناقشة المسؤول عن كيفية تقدير القيمة ولماذا ( 88 ) ألف وليس ( 100) أو ( 50) كانت الإجابة العشوائية المتوقعة من المسؤول انه تم تقدير القيمة بحالات متشابها ، وعند السؤال عن هذه الحالات تنصل المسؤول وقال الكلمة المعروفة والإجابة الاستفزازية (هي كده ) الدفع أو (رفع العداد وقطع الخدمة ) يعني تدفع تقدير جزافي عشوائي غير حقيقي تقدير بدون قواعد تحكمه أو عداد يحسبه أو قطع الخدمة عن العقار ، وفي النهاية المسؤول يجامل المواطن ويقول له ممكن تقسيط المبلغ ، هذا هذا يعقل يا سادة في ( 2017 ) وفي بلد تحكم بالقانون وهل أصبحت العشوائية ولي الذراع هو الحل ، وقبل أن اختم القصة اذكر القارئ الكريم بالخمسة جنيه و9 جنيه و20 جنيه مقابل النظافة التي تضاف على فاتورة الكهرباء دون قانون أو سند وتطبق في كل مكان واغلب المواطنين لا يجدون خدمة رفع القمامة ويرفعون القمامة بأنفسهم ، والحكايات والحواديت كثيرة في الكهرباء والتقدير الجزافي والفساد واعتقد أن هناك العديد من القراء لديهم قصص أكثر تشويق من قصتي ومصيبة أكثر ألما مما قلت .
القصة الثانية :
(المرور )
نخرج من الكهرباء وندخل على المرور ومخالفات السيارات وغيرها خلينا في المخالفات لان قضية المرور قضية شائكة جدا واعتقد أن قانون المرور الجديد لن يكون الحل ، لذلك سأتحدث فقط عن مخالفات سيارتي ، قبل أن احكي قصة المخالفات أقول أن معدل حركتي بالسيارة معروف من الشغل إلي البيت وتحركاتي كلها داخل محافظة واحدة ، واسعي بكل جهد أن أكون ملتزم بكل قواعد المرور واحترام الإشارة الضوئية واحترم رجل المرور أكثر ، فلم أتحدث هاتفيا أثناء القيادة دون استخدام سماعة الأذن وأحاول بقدر المستطاع ألا أتحدث إلا في الضرورة ، استخدم حزام الأمان دائما ، لم أقف في الممنوع يوماً ما ، لم اصعد أو أهبط من الطريق الدائري أو غيره مخالفاً مهما طال الطريق ، أشاهد المخالفين واتعجب ، فانا لم أعرقل المرور أو يحدث مشادة مع احد رجاله طوال قيادتي لم توجه لي ملاحظات نهائيا من رجال المرور ، حتى الصف الأول لا أقف فيه وادخل اقرب موقف سيارات ، ملخص الكلام ماشي ومعاياً كتاب المرور وأنفذ التعليمات بدقة لم اتجاوز سرعة مقررة .
الموضوع بدأ عندما ذهبت لتجديد الرخصة وطالعت مخالفتي عن طريق الانترنت وكانت المفاجأة مجموع مخالفتي ( 3) آلاف جنية عبارة عن أكلاشيه مقرر 20 جنيه انتظار في الممنوع و500 جنيه تعطيل المرور و20 جنيه الوقوف في الممنوع و500 عدم اتباع إشارات المرور و100 جنية التحدث في المحمول و500 إعاقة حركة المرور وهكذا في القاهرة والجيزة .. حتى وصل المبلغ 3 آلاف جنيه .
ومع ذلك لم ابلغ بأي مخالفة ولم يتحدث إلى رجل مرور في أي إشارة ولم أخالف تعليمات قط ولم أعرقل طريق ، مخالفات 3 آلاف جنيه في سير حوالي 10 آلاف كيلو هو محصل عداد السيارة خلال عام منهم حوالي 2500 كيلو في الإسكندرية يعني 7500 في القاهرة والجيزة خالفت فيهم بـ3 آلاف جنية بالذمة ده كلام . .في أي مكان في العالم المخالفة يتم تصويرها وإرفاقها في دفتر السيارة بالتاريخ والمكان والصورة ، ولكن في مصر حدث ولا حرج .
إلى رجال المرور موقف الجيزة به أكثر من 300 سيارة أجرة تحمل لوحات معدنية تصدير الإمارات أو بدون لوحات معدنية يا تري حجم مخالفات هذه السيارات كام واعتقد أن هذه السيارات تحت مرأى ومسمع رجال المرور الذين يبعد مركز مرور ميدان الجيزة عنهم 100 متر فقط ، الأمر متروك للمسؤولين
القصة الثالثة
(بزنس المدارس الخاصة ).
طبعا قصة المدارس الخاصة قصة كبيرة تبدأ بالرسوم الدراسية وتنتهي باليوم المفتوح وختام الأنشطة ويتخللها قصص وحكايات منها الكتب الدراسية والملازم (بوكلت ) والدروس الخصوصية والصور والرحلات والباص والدمغات والملابس والنصب والاحتيال … لله در هذا الشعب .
وفي النهاية أقول أن عام 2017 رحل عنا وترك لنا قصص وحكايات داخلية وخارجية وإقليمية اغلبها مؤلم واقلها مبهج ، ولذلك قصدت أن احكي لكم بعض من الموقف التي حدثت معي قبل رحيل 2017 بأيام لان العام به قصص وحكايات يطول فيها الحديث ولا يتسع المقام لذكرها ومع أن كلامي هذا قد يعده البعض ( مجرد كلام) لا قيمة له إلا أن الأمل لا يزال يراودني في أن غدا أفضل ولذلك أتمني أن تختفي العشوائية من حياتنا وتفعل الرقابة على التعليم والكهرباء والمرور وكل الأمور التي تدار بعشوائية في مصر وتكلف الشعب ما لا يطيق وتهدر أموال الدولة وتساند الفساد والفاسدين … واشكر السادة أعضاء مجلس النواب الذين نسوا من انتخبهم وجاء بهم إلى كراسي المجلس وتفرغوا فقط للجدل والخلاف والمصالح الشخصية والافتكاسات ولم يحل المواطن ضيفاً علي دفاتر أعمالهم ..
عام العشوائية رحل عنا فهل نصلح ما فسد في عام 2018 ؟؟ .. أتمنى ذلك !! .