أكد الدكتور هشام الشريف وزير التنمية المحلية، أن خطة التنمية التي تتبناها الوزارة بعد انتهاء خريطة وصف مصر بالمعلومات تهتم بداية بالإنسان في جوانب متعددة ومتكاملة اجتماعيًا وثقافيًا وعلميًا وفكريًا وأن هذا البعد الذي يرتقي بالمواطن المصري هو الطريق الصحيح لبناء إنسان سوي علي درجة عالية من الوعي والإدراك قادر على التمييز بين الصواب والخطأ مما يعصمه من التورط في أفكار مغلوطة ويضيق الخناق علي عناصر الإرهاب التي لن تصبح لديها القدرة علي استدراج أفراد جدد .
وأضاف الشريف في تصريحات صحفية، أن خطة الوزارة الجديدة تعمل علي كافة المستويات العمرية بدءا من الأطفال الصغار قبل المدرسة حيث سيتم إنشاء حضانة عصرية في كل قرية تديرها عناصر مدربة في مجال رعاية الأطفال وتنمية مهاراتهم وقدراتهم وصولا إلي تنفيذ مشروع قومي لمحو الأمية خلال فترة من 3 – 5 سنوات .
وأشار وزير التنمية المحلية إلي التخطيط لنشاط ثقافي دائم ومستمر يغطي كل ربوع الوطن دون تمييز بين مكان وآخر وفئة أخرى ونوه إلي أن النشاط الثقافي سيصل كافة المدن والأحياء والقري في مجالات الإبداع الأدبي والفني ويشمل الشعر والقصة وكتابة المقال والمعارض الفنية للهواة في مجالات الرسم والمشغولات اليدوية والنحت ومختلف اشكال الفن التلقائي ، كما سيتم اجراء مسابقات للأفراد الموهوبين في الغناء والعزف علي الآلات الموسيقية وستجري أيضا مسابقات أدبية في مجالي القصة والشعر والنقد الأدبي وتعزيز طاقات الابداع بصفة مستمرة وأيضا تشكيل فرق مسرحية وورش للتدريب في مجال السينما باستخدام وسائل بسيطة ورخيصة.
وأكد الشريف أن العالم يتغير بسرعة وأن التكنولوجيا ووسائل الاتصال وأشكال التواصل عبر الفضاء السيبراني تقفز قفزات هائلة لذلك سيتم الاهتمام علي كل مستويات التقسيم الإداري للدولة المصرية بتعظيم جوانب المعرفة العلمية وفي مجالات العلوم الاجتماعية وهما لا ينفصلان عن بعضهما .
وأوضح الشريف أن شعب مصر متحضر يملك ذائقة فنية وثقافية عالية فاعظم فنانو مصر عبر تاريخها أتوا من ريف مصر وقراها وكفورها ونجوعها وعلينا أن نستعيد هذه الخاصية التاريخية لدي المصريين حتي تسترجع مصر عافيتها الفنية والثقافية وهنا علينا آلا ننسي أن العظماء من شعراء وكتاب مصر بدأوا مشوارهم في الابداع من قراهم في صعيد مصر ومنهم الابنودي وأمل دنقل ويحي الطاهر عبد الله وغيرهم ومن دلتا مصر جاءت ام كلثوم وعبد الحليم حافظ ومحمد فوزي وغيرهم ومن خط القناة جاء إسماعيل يس وتحية كاريوكا وغيرهم ، وخطة التنمية التي تعمل عليها وزارة التنمية تهدف إلى تعميق الثقافة وارتقاء الفنون حتي تتسع دائرة الابداع في كافة المجالات وألا تستأثر القاهرة بحصة كبري بينما لا يتاح لمبدعين من الأقاليم هم علي قدر عالي من الموهبة فرصة التحقيق والصعود كما أن اتاحة الفرصة لمبدعي الاقاليم تجعل منهم قدوة ومجال للفخر وهذا يقلص من الفكر المتطرف والآراء الهدامة.
وأكد الدكتور هشام الشريف أن بناء الإنسان هو العملية الأصعب لكنها الاستثمار الأهم والثروة الباقية فكل الثروات الأخرى تنضب مع مرور الوقت وأن البعد المتعلق بالإنسان في عملية التنمية هو من أهم وسائل مكافحة الإرهاب وتقليصة ومحاصرته والقضاء عليه وهنا يجب ألا ننسى أن البعد المادي في خطة التنمية من زراعة وصناعة وتعدين و ….. الخ ، يصب ايضا في اتجاه الارتقاء بالمواطن فالنمو الاقتصادي يقلل الفقر ويزيد من الرفاهية مع مرور الوقت وهذا عامل مهم في استقرار الجوانب الشخصية للفرد في حياته اليومية وبصفة عامة ودائمة .