دعا المشاركون في جلسة حوار تشاوري بين الصحفيين المصريين والسعوديين، إلى عقد لقاءات متواصلة ودورية بين صحفيي البلدين، لزيادة الترابط والتنسيق والتعاون الإعلامي، وتبادل الأفكار والرؤى، ولوضع استراتيجية إعلامية للتعامل مع التحديات التي تواجه المنطقة العربية بشكل عام ومصر والسعودية بوجه خاص وفي مقدمتها الإرهاب والفكر المتطرف.
وأجمع المشاركون في الجلسة – التي عقدت مساء أمس الأحد بمدينة شرم الشيخ على هامش أعمال القمة العربية – الأوروبية وأدارها الكاتب الصحفي مكرم محمد أحمد رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، ومن الجانب السعودي كل من تركي الشبانة وزير الإعلام وأحمد القطان وزير الدولة للشئون الأفريقية – على ضرورة تكثيف التعاون الإعلامي بين مصر والسعودية، والعمل على بث الوعي بين مواطني البلدين لمواجهة الأفكار المتطرفة التي تحاول جهات خارجية لها أجنداتها الخاصة زرعها ونشرها في المنطقة العربية.
واستهل الأستاذ مكرم محمد أحمد الحوار بالتأكيد على محورية التضامن المصري السعودي، مؤكدا أن مشاركة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز في مؤتمر القمة العربية الأوروبية زادته قوة وفعالية، مشيرا إلى أهمية شعار المؤتمر “في الاستقرار نستثمر ” ووصفه بأن يحمل مغزى جديدا يثير الانتباه، وهو أن أوروبا لم تعد تتبع المنهاج القديم حيال المنطقة العربية، وأنها تسعى للتعاون وتحقيق الاستقرار الذي يعد شرطا أساسيا للتنمية والاستثمار، بدلا من إثارة الفتن وتصدير الثورات والتدخل في الشئون الداخلية لدول المنطقة.
وأشار مكرم إلى أن الصحفيين المصريين والسعوديين لديهم هموم مشتركة، منها ما يتعلق بجهود الارتقاء بالمهنة خاصة مع التطورات التقنية المتسارعة، ومنها ما يرتبط بمواجهة موجات التشكيك القادمة من منابر إعلامية خارجية مشبوهة، ودعا إلى استضافة مصر لمؤتمر يجمع بين الإعلاميين المصريين والسعوديين، تكون مهمته توثيق ودعم الروابط الإعلامية بين البلدين والرد على الافتراءات التي تشيعها جهات متربصة لإضعاف العلاقات الراسخة والمتنامية بين البلدين.
من جانبه، أعرب وزير الإعلام السعودي تركي الشبانة عن سعادته للتواجد وسط هذه الكوكبة الصحفية، التي ضمت رؤساء تحرير الصحف المصرية والسعودية والوفدين الصحفيين المصري والسعودي المشاركين في تغطية أعمال القمة العربية الأوروبية، واضاف إننا نهدف إلى تحقيق العمل الإعلامي المشترك لنكون يدا واحدة، ونحقق مزيدا من النجاحات على أرض الواقع.
بينما أعرب أحمد القطان وزير الدولة السعودي للشئون الأفريقية عن سعادته بالعمل سفيرا لبلاده لدى مصر لفترة بلغت 13 عاما، مؤكدا أن لمصر مكانة أثيرة لديه، وأنه عمل جاهدا لدعم العلاقات الثنائية في مختلف المجالات.
وأشار القطان إلى اللقاء الذي عقده الرئيس عبد الفتاح السيسي مع خادم الحرمين الشريفين على هامش القمة العربية الأوروبية، والذي أكد خلاله العاهل السعودي أهمية تعزيز العلاقات الثنائية بين مصر والسعودية، وأن مصر بحضارتها وتاريخها ومقوماتها تعد أهم دولة عربية، وأنه يجب تدعيم التعاون معها بما يعطي زخما للاستقرار في المنطقة العربية.
وأوضح القطان أنه في هذا الإطار تخطط السعودية لاستضافة قمتين في أواخر العام الحالي في الرياض، الأولى قمة سعودية أفريقية، والثانية قمة عربية أفريقية لتوسيع التعاون بين الجانبين، واستكشاف فرص الاستثمار وإقامة المشروعات المشتركة، مؤكدا أن الفترة القادمة ستكون مشرقة بالنسبة للتعاون السعودي الأفريقي.