دكتورة سماح باقي تكتب
نحو دعم ذكي، مستدام، وإنساني
في زمن الرقمنة والذكاء الاصطناعي، الذي باتت فيه كل معلومة تمثل ثروة… يمكن القول أن القمامة لم تعد مجرد نفايات تُرمى، بل تحوّلت إلى *”بيانات ثمينة*”!
فمن برامج الدعم الحكومي إلى صناديق القمامة الذكية، يمكن أن تسير الحكومات نحو نموذج جديد من الاقتصاد الرقمي، حيث *”التحليل الذكي للبيانات*” الذي يضمن عدالة التوزيع وكفاءة الإدارة… وربما مستقبل أكثر نظافة وأكثر عدالة!
*الدعم الحكومي… من التعميم إلى التخصيص الذكي*
لطالما كان الدعم الحكومي أداة لضمان الأمن الاجتماعي، لكنه ظل عقودًا طويلة يشكل عبء ثقيل على الموازنة، ذلك لأنه كان يُوزّع بشكل “عشوائي” أحيانًا، فيصيب من لا يستحق، ويزيد الأمر سوء إذا غاب عن من يحتاج إليه بالفعل.
وفي مشروع التجميع الذكي للقمامة، ربما نجد ضالتنا في وصول الدعم إلى مستحقيه، إذ انه
مع تطور **تحليل البيانات والذكاء الاصطناعي، أصبح بالإمكان دراسة أنماط الاستهلاك، الدخل، السكن، وحتى الحالة الصحية، لتحديد من يستحق الدعم فعلاً، وتوجيهه بدقة.
ولنا في تجربة مصر في ربط قواعد البيانات القومية، و*برنامج “حساب المواطن”* في السعودية، نموذجان لتحول الدعم من مجرد “مساعدات” إلى أداة ذكية تقود التنميةيمكن الاهتداء بها لاسير قدما نحو تحليلي بيانات القمامة التي تجمع بصورة ” ذكية” والتي ترتبط بحسابات المواطنين لتحديد مستحقي الدعم ، بل وربطه بالاستجابة للمشروع لتعظيم مشاركة المواطن
القمامة ليست نهاية الأشياء… بل بدايتها!
على الرغم من ان القمامة قد تبدو شئ غير مرغوب فيه، لكنها تُخبرنا الكثير!
من خلالها يمكن فهم أنماط الاستهلاك، مستوى الدخل، والممارسات البيئية في أي حي أو مدينة.
وهنا تطل علينا فكرة “التجميع الذكي للقمامة” التي طرحناها في سلسلة مقالات بميزة أخرى وهي المساعدة في تحديد ومنح الدعم لمسوحقيه
فلا مبالغة في القول بأن استخدام أجهزة الاستشعار في جمع القمامة وتقنيات إنترنت الأشياء (IoT) التي تُحلل نوع وكمية النفايات، وتُرسل البيانات في الوقت الفعلي لجهات الاختصاص، أحد سبل مواءمة الدعم
فكيف يرتبط تحليل النفايات بالدعم؟
– *تحليل استهلاك الأسرة*
من خلال نفاياتها قد يكشف مستوى دخلها الحقيقي!
– *استخدام الذكاء الاصطناع*
في تصنيف النفايات قد يُستخدم في تحديد أولويات الدعم البيئي أو الغذائي.
– *منح نقاط دعم*
للأسر التي تفرز نفاياتها أو تساهم في إعادة التدوير!
*تجارب دولية*
في كوريا الجنوبية، يتم وزن القمامة إلكترونيًا وتُفرض رسوم على الأسر المهدرة، مع إعفاءات أو مكافآت لمن يلتزم بالفرز الذكي.
*نحو بيئة نظيفة وعدالة اجتماعية… بالبيانات!*
إذا جمعنا بين *تحليل البيانات الضخمة + الذكاء الاصطناعي + سلوك المواطن*، يمكن للحكومات تصميم سياسات دعم قائمة على الحقائق لا العشوائية.
وأنا الأن اتخيل مستقبلاً قريبًا، تحلل فيه الدولة بيانات الاستهلاك، الثمامة ، وحتى نمط النوم، لتقدم لنا دعمًا غذائيًا وصحيًا مخصصًا لكل مواطن…
لتخرج القمامة من كونها مجرد مشكلة بيئية… إلى كونها مفتاحًا لتحسين الدعم، ومحفّزًا للاقتصاد الذكي.
فبينما نرمي بقايا طعامنا، هناك أجهزة تسجّل وتفهم، وتخطط لمستقبل أكثر كفاءة وعدالة لتمنحنا
*دعم ذكي، مستدام، وإنساني