حذر الخبير العسكري دانيل إلسبرج من أن العالم أقرب مما يتصور من احتمالية وقوع كارثة نووية قد تدمر الأرض بالكامل، منذرا مما يعتقد أنه “يوم القيامة”.
وكان إلسبرج أحد المساهمين في رسم الاستراتيجية النووية للولايات المتحدة في ستينيات القرن الماضي إبان الحرب الباردة، حيث كان الصراع الأمريكي السوفيتي للحصول على أقوى ترسانة أسلحة على أشده.
وقال الخبير الاستراتيجي في كتابه الجديد “ماكينة يوم القيامة: اعترافات مخطِّط حرب نووية”، إن الحرب النووية إن وقعت ستكون أخطر بكثير من أي كارثة طبيعية أو بشرية عرفتها الأرض على مدار تاريخها، بما في ذلك كارثة مفاعل تشيرنوبل.
ويعتقد إلسبرج (86 عاما) أن القنابل النووية قد يتم إطلاقها “بعد إنذار خاطئ، أو عمل إرهابي، أو عن طريق شخص غير مصرح له، أو عن طريق قرار تصعيد متهور. بإمكانها قتل ملايين البشر، وربما إنهاء الحياة على الأرض. هذا صحيح رغم أن الحرب الباردة انتهت قبل أكثر من 30 عاما”.
وحذر إلسبرج من أنه “في حال وقوع حرب نووية بين الولايات المتحدة ودولة أخرى، فإن ذلك سيؤدي إلى مقتل نصف مليار شخص خلال أيام قليلة”.
قال إلسبرج إنه “رغم تخلص العالم من جزء كبير من ترسانته النووية، فإن الدول تمتلك أكثر بكثير مما تحتاجه لأسباب استراتيجية، مثل التجارب في الهواء أو تحت سطح البحر”.
ويلخص الكاتب فكرته في جملة واحدة: “نحن وقادتنا السياسيون علينا التوقف عن التفكير في احتمالية نشوب حرب نووية من الأساس”.
وتتعاظم تحذيرات إلسبرج في ظل التوتر القائم بين كوريا الشمالية والغرب خاصة الولايات المتحدة، والتهديدات المتبادلة خلال الأشهر الماضية، باستخدام السلاح النووي لشن هجمات.
يشار إلى أن إلسبرج أحد أشهر مسربي الوثائق في تاريخ الولايات المتحدة، وفي عام 1971 أعطى بعض الوثائق السرية المتعلقة بحرب فيتنام لصحيفتي “نيويورك تايمز” و”واشنطن بوست” وبعض وسائل الإعلام الأخرى، وكشفت الوثائق كذب الحكومة الأمريكية على شعبها لسنوات بخصوص الحرب التي كان يعارضها إلسبرج.
كما كشف إلسبرج من خلال الوثائق أن الولايات المتحدة وسعت قصفها على فيتنام بشكل سري، لتشمل جارتيها كمبوديا ولاوس.