إدراة أوباما والنظام القطري حاولا اختطاف مصر خلال حكم الإخوان
د.حسين حسني : الجماعة ترددت من الثورة ثم قفزت عليها لتجني الغنائم الدراسة.. السلفيون تأكدون أن الجماعة باعت لهم الوهم
الباحث: الجماعة دقت مسمارا في نعشها بمحاولاتها طمس الهوية المصرية
كشفت أحدث رسالة دكتوراه بكلية الإعلام جامعة القاهرة أن الدعم القطري للجماعات الإرهابية وعملياتها في مصر بعد ثورة المصريين في الثلاثين من يونيو جاء كرد فعل على اسقاط المصريين لحكم الجماعة وخلع الرئيس الإخواني السابق محمد مرسي وشعور الدوحة بضياع أموالها التي أنفقتها لتثبيت أركان حكم الجماعة الذي اشترته بالمال للتدخل في صنع القرار المصري داخليا وخارجيا.
الدراسة التي أجراها د. حسين حسني مدرس الصحافة بمدينة الثقافة العلوم بجامعة 6 أكتوبر بعنوان: “الخطاب الصحفي تجاه التيارات الإسلامية قبل ثورة 25 يناير وبعدها” رصدت الدراسة الدعم المالي القطري لجماعة الإخوان في الإنتخابات الرئاسية عام 2012 وهو ما وصفه كتاب المقالات بأنه أمر ينطوي على تدخل قطري بالغ الخطورة في الشأن الداخلي المصري، إلى جانب أن قطر كانت دوما وجهة لرحلات خيرت الشاطر نائب مرشد جماعة الإخوان، وهي الزيارات التي كانت تحاك خلالها المؤامرات وتصدر قرارات تتعلق باشأن الداخلي المصري.
كما انتقدت الدراسة التي أشرف عليها أ.د شريف درويش اللبان وكيل كلية الإعلام جامعة القاهرة محاولات تركيا الهمينة على صانع القرار المصري خلال حكم الإخوان نظرا لأن حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا ليس سوى امتداد لحزب الحرية والعدالة التابع لجماعة الإخوان وأحد أفرع التنظيم الدولي للإخوان، وكانت وجهة نظر الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أن هذه التقارب في الإيديولوجيا بين حزبه وجماعة الإخوان قد يمهد له الطريق لإحياء حلم إعلان خلافة إسلامية مزعومة تتزعمها تركيا، ومن ثم تصبح مصر أكبر الدول العربية مجرد تابعة لتركيا في توجهاتها وقراراتها.
وبحسب الدراسة التي ناقشتها أ.د نجوى كامل عبد الرحيم أستاذ الصحافة بكيلة الإعلام جامعة القاهرة و أ.د آمال كمال طه أستاذ الصحافة بجامعة حلون وحصل الباحث فيها على تقدير مرتبة الشرف الأولى مع التوصية بطبع الرسالة وتبادلها بين الجامعات والمراكز البحثية ، فإن الصحافة المصرية بمختلف أنماطها القومية والحزبية والخاصة انتقدت الدعم الذي قدمته إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لجماعة الإخوان في الانتخابات البرلمانية والرئاسية، وهرولة الإخوان إلى الولايات المتحدة للحصول على هذا الدعم.
كذلك انتقد الكتاب المصريون التدخل الأمريكي في الشئون الداخلية المصرية بانحياز واشنطن الواضح لحزب الحرية والعدالة وجماعة الإخوان في صراعهما مع القوى المدافعة عن دولة مدنية ديمقراطية جديدة، وفي خلافاتهم مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة، مستشهدين في ذلك بالزيارة التي قامت بها هيلارى كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية لمصر بعد ثورة 25 يناير لمباركة رغبة الإخوان في الدفع بقرار جمهورى جديد بإحالة قادة المجلس الأعلى للقوات المسلحة إلى المعاش، وتوليه قيادات إخوانية بهدف ، وقد تلى ذلك مطالبة كلينتون لقاء ممثلين للأقباط وحدهم في إيحاء شرير بأن مصر ليست مجتمعاً متجانساً منذ آلاف السنين ولكنه منقسم دينياً ، وهو ما رفضه الأقباط في موقف وطني خالص. الدراسة التي حللت 240 مقالا من مقالات كتاب الصحف المصرية كشفت العديد من الانتقادات التي وجهها كتاب المقالات بتلك الصحف للإخوان والسلفيين ومنها: انتقادات موجهة لممارسات تيارات الإسلام السياسي للعنف، محاولات أخونة الدولة، محاولات الهيمنة على الأحزاب والحركات السياسية واستغلالها، مخالفة التيارات الإسلامية للدستور والقوانين، السطو على ثورة 25 يناير وتهمشيهم شباب الثورة الديكتاتورية داخل جماعة الإخوان، مهاجمة المجلس العسكرى وحكومة الجنزورى لأهداف خاصة لا تخص مصر، اللجوء التيارات لاستخدام الألاعيب والانتهازية والانغماس في العمل السياسي وإهمال الجانب الدعوى.
كما انتقد كتاب المقالات بصحف الدراسة علاقة تبعية مرسي لجماعة الإخوان وسيطرة المرشد العام للجماعة على قراراته بعد وصوله للرئاسة.
فعلى الرغم من أن مرسي استقال رسميا من الجماعة وحزبها عندما تقلد منصبه، فإن كثيرين ينظرون إليه على نطاق واسع بوصفه ليس أكثر من مجرد رئيس صوري يستمر في التشاور عن قرب مع قادة الإخوان ويتبع سياساتهم وغاياتهم، ويسعى لتحقيق أهدافهم أهدافهم. ومن أمثلة ما فدمه احد الكتاب من أن مرشد جماعة الإخوان هو زعيم وقائد المرشح أو الرئيس المنتخب محمد مرسي، وذلك بقوله: “أما المرشد العام للجماعة فهو زعيم وقائد المرشح أو الرئيس المنتخب والحاكم بأمره” ، وهو ما اعتبره الصحفيون ضربا من ضروب الخرافة ومسمارا دقته الجماعة في نعشها. كما رصدت الدراسة موقف جماعة الإخوان من ثورة 25 يناير وبينت كيف أن الجماعة كانت أكبر المستفيدين من الثورة ، رغم أنها لم تكن في طليعة المشاركين فيها، ولا كانت من الفاعلين الرئيسيين بها. ومن واقع الخطابات المثارة ، يعود ذلك إلى أن المظاهرات عند اندلاعها لم تكن منظمة وبلا قيادة أو برنامج. ومن ثم حدث التناحر والتصادم والتشاجر بين قيادتها، ما تسبب في حدوث حالة من الفراغ السياسي. وهنا بدأت “جماعة الإخوان” بحسب الخطابات المثارة في صحف الدراسة تقفز على الثورة. . وقد رصدت الدراسة أربع مراحل تجسد موقف الجماعة من ثورة 25 يناير هي :مرحلة التردد، التي كانت صورة من ألاعيب جماعة الإخوان مع نظام مبارك الذي كان صامدا في الأيام الأولى من الثورة، تم تلتها مرحلة المشاركة المتاخرة، والتي جاءت بعد تأكد الجماعة من أن نظام مبارك يلفظ أنفاسه الأخيرة، وبعد أن سبقت العديد من القوى السياسية بالمشاركة في الثورة. بعد ذلك جاءت مرحلة القفز على الثورة، وهو ما عاد السلب على الثورة، حيث سطت الجماعة على الثورة بالتعاون مع التيار السلفي.
أما المرحلة الأخيرة فكانت مرحلة جني الغنائم، فالقفز من جانب “الإخوان” على الثورة جاء نتيجة للاستعجال في الوصول مرحلة جني ثمار الثورة والفوز بغنائمها ، وفي سبيل ذلك تركت الجماعة الثوار في الميدان وعادت إلى قواعدها بحثا عن الغنائم في مجلسي الشعب والشورى . توقف جني الغنائم عند الفوز بنسبة كبيرة من مقاعد مجلسي الشعب والشورى ، بل شمل السيطرة اللجنة التأسيسية للدستور التي وصفت باللجنة الإخوانية آنذاك، وصولا إلى الدفع بمرشح للرئاسة خلافا لما تعهدت به الجماعة في السابق.
ر
الدراسة التي حصل فيها الباحث على اعلى تقدير تمنحه الجامعات المصرية وهو إمتياز مع مرتبة الشرف الأولى مع التوصية بطبع وتبادل الرسالة مع الجامعات والمراكز والبحثية ، كشفت أن موقف التيار السلفي من ثورة 25 يناير اتسم بالتغير والتلون. حيث كانت المرحلة الأولى هي مرحلة الرفض والمعارضة للثورة ،اما المرحلة االثانية فهي مرحلة الالتباسوفي هذه المرحلة لم تكن الرؤية قد اتضحت بعد، في وقت اشتدت فيه وطأة التظاهرات فكان الموقف السلفي ملتبسا.
فيما المرحلة الثالثة كانت مرحلة المشاركة التي جاءت بعدما لاح في الأفق قدرتهم على المشاركة في إسقاط النظام، ثم جاءت المرحلة الرابعة وهي مرحلة القفز على الثورة بعد أن تمت الاطاحة بنظام مبارك، إلا أن الخلافات دبت بينهم وبين الإخوان بعدما تأكد السلفيون أن الجماعة باعت لهم الوهم بعدما كسبت تأييدهم وتحالفت معهم في بادئ الأمر ثم سعت لتهميشهم بعدما حققت ملآربها بالوصول إلى السلطة.