انتشر عناصر من الجيش والشرطة في شوارع العاصمة الزمبابوية هراري، اليوم الخميس، فيما تتصاعد الضغوط على السلطات للإعلان عن نتائج الانتخابات الرئاسية بعد سقوط ثلاثة قتلى في تصدي قوات الامن لمتظاهرين.
وشهدت الانتخابات التاريخية الأولى منذ الاطاحة بالرئيس السابق روبرت موجابي أعمال عنف دامية الاربعاء عندما فتح جنود النار على تظاهرات للمعارضة للاحتجاج على ما تعتبره تزويرا في الانتخابات.
واتهمت الحكومة “حركة التغيير الديموقراطي” المعارضة بالتحريض على اعمال العنف وتوعدت بفرض اجراءات أمنية مشددة.
وقال الرئيس ايمرسون منانجاجوا إنه يريد تحقيقا مستقلا في مقتل المتظاهرين وأنه يسعى لحل الخلافات “بشكل سلمي”.
وحضت اللجنة الانتخابية، اليوم، الناس على “الصبر حتى نتمكن من جمع النتائج النهائية”. وقال المفوض في اللجنة كهوباني مويو “دعونا لا نحدد الوقت، كان اليوم او غدا، لكن يتم احراز تقدم ملموس”.
وانتقد مراقبو الكومنولث في بيان الخميس السلطات لاستخدامها “المفرط” للقوة.
وعبرت الامم المتحدة وبريطانيا، عن القلق إزاء أعمال العنف وحضتا على “ضبط النفس”.
والخميس انتشر عناصر من الجيش امام مقر الاتحاد الوطني الإفريقي لزيمبابوي-الجبهة الوطنية (زانو-الجبهة الوطنية)، فيما جالت مدرعات نقل الجنود والشاحنات المزودة بخراطيم مياه وعربات شرطة مكافحة الشغب في شوارع هراري، وتوقفت لفترة قصيرة أمام مقر الحزب المعارض.
وكان الوضع هادئا صباحا في وسط هراري حيث قتل المتظاهرون.
وفي مؤتمر صحفي ليل الاربعاء قالت وزير الداخلية اوبير مبوفو أنه لن يتم التهاون مع تظاهرات اخرى.
وقال إن “المعارضة ربما فسرت تفهّمنا على أنه ضعف، وأعتقد أنهم يمتحنون عزمنا وأعتقد بأنهم يرتكبون خطأ كبيرا”.
وقالت حركة التغيير الديموقراطي إن الجيش فتح النار “من دون سبب واضح” مما أسفر عن مقتل مدنيين عزّل.
وتنافس في السباق الرئاسي منانجاجوا، الحليف السابق للرئيس روبرت موجابي في حزب زانو-الجبهة الوطنية، ضد زعيم المعارضة نلسون شاميسا من حركة التغيير الديموقراطي.
والاربعاء، نشرت اللجنة الانتخابية النتائج الجزئية الاولى للانتخابات التشريعية التي أجريت الإثنين. وفي 153 دائرة من اصل 210 اظهرت النتائج فوز الحزب الحاكم ب110 مقاعد مقابل 41 مقعدا لحركة التغيير الديموقراطي.
لكن الحزب المعارض اتهم اللجنة الانتخابية بتزوير النتائج. وقالت اللجنة إن النتائج النهائية قد لا تعرف قبل السبت.
وكان الهدف من الانتخابات التي اجريت الاثنين منها طي صفحة سنوات من انتخابات طالما شهدت أعمال عنف وقمع وحشي للمعارضة بعد سقوط نظام موغابي الذي استمر 37 عاما في انقلاب عسكري.
لكن الاجواء سرعان ما انقلبت بعد أن نزل مؤيدو حركة التغيير الديموقراطي الغاضبين الى الشوارع للاحتجاج مطلقين هتافات منددة بالحكومة ومشعلين الإطارات في الشوارع.
وكان منانجاجوا قد وعد بانتخابات حرة ونزيهة بعد أن أوصله الجيش إلى السلطة عندما أجبر موغابي على الاستقالة.
وكان الهدف أيضا من اجراء انتخابات تتمتع بصدقية وسلمية، إنهاء عزلة دولية وجذب الاستثمارات الاجنبية لإنعاش الاقتصاد المتدهور.
وندد مراقبو الاتحاد الاوروبي ب”انعدام المساواة في الفرص” بين المرشحين وب”ترهيب ناخبين”. ودعوا إلى الشفافية خلال الإعلان عن النتائج.
وقال كبير المراقبين الأوروبيين ايلمار بروك لوكالة فرانس برس “في حالات عدة — التحضير والتمويل والاعلام وعسى ليس في الفرز — كان الوضع مفيدا للحزب الحاكم”.
ودعت بريطانيا إلى “الهدوء وضبط النفس” وحضت “القادة السياسيين على تحمل المسؤولية … في هذه اللحظة الحاسمة” فيما قالت منظمة العفو الدولية إنه “يجب ضمان حق الناس في التظاهر”.