أقيم بالمقهى الثقافي، بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، أمس الخميس، لقاء ثقافي مع الشاعر والكاتب المغربي حسن نجمي، حضره عدد من الأدباء المصريين والمغاربة، من بينهم الشاعر فريد أبوسعدة، والكاتبة هالة البدري، والروائي جار النبي الحلو، والروائية الإماراتية ميسون صقر.
وتحدث نجمي، عن العلاقات التاريخية والحضارية والثقافية بين مصر والمغرب، وقال:إن المغرب حاضر في الكيان الروحي والتاريخي لمصر، موضحًا أن خريطة مصر الواسعة تحتضن عددًا من المتصوفة والروحين الذين ينحدرون من المغرب، وأصبحوا جزءًا من التراث التاريخي والروحي لمصر، كما أن مصر حاضرة كمرجعية كبرى في الجسد الثقافي والأدبي المغربي، على كافة المستويات، منها المستوى الشعري، مشيرًا إلى أن الكتابة الشعرية الحديثة والمعاصرة في المغرب ارتبطت بعدد من الرموز الشعرية المصرية، وفي مقدمتها صلاح عبد الصبور، وأمل دُنقل، وأحمد عبدالمعطي حجازي، كذلك شكلت القصيدة المصرية العامية نقطة جذب بالنسبة للمناضلين والقراء المغاربة، من خلال قصائد الشعراء”أحمد فؤاد نجم، وصلاح جاهين، وعبدالرحمن الأبنودي، وسيد حجاب”.
وأوضح نجمي، أن التأثير الشعري لم يقف عند حد القراءة، بل إن عددًا من الأسماء الشعرية المصرية تدرج ضمن المقررات الدراسية في المغرب.
وأكد “نجمي” على تأثير السرد المصري في الثقافة المغربية، قائلًا: تسجل الكتابة السردية المصرية حضورًا مؤثرًا وأساسيافي المشهد الأدبي المغربي، فعدد من روايات الأديب نجيب محفوظ تُدرس ضمن المقرر الدراسي في الصفوف الثانوية والجامعية، فالسرد المصري كان هو المقصد والملاذ للكتابة الروائية المغربية، حتى الكتابة المصرية المعاصرة مثل روايات صنع الله إبراهيم، وإبراهيم عبد المجيد، وسعيد الكفراوي، حتى الجيل الجديد موجود وحاضر.
وتابع “نجمي”، ندعي أن المغاربة يعرفون مصر والمصريين، أكثر مما يعرفونا، وكنا في الماضي نشعر بنوع من الغضب بأننا نولي أهمية كبيرة بالأدب المصري، وأصواته الإبداعية، فيما لا تهتم مصر بنا، أما الآن أشعر أن سُبل التواصل الثقافي، والترابط الإبداعي بين مصر والمغرب أصبح كبيرًا ومؤثرًا، خاصة وأن عددًا من دور النشر المصرية بدأت تولي اهتمامًا بالكاتب المغربي.
وقال الشاعر المغربي:”ينبغي أن ألح على مسألة أساسية وهي أننا في المغرب نحس دائما بحاجتنا إلى مصر، على كافة المستويات، الفكرية والسياسية والثقافية، والإستراتيجية، فإذا لحق سوء بمصر، يتأثر باقي الأعضاء في الدول العربية، ولذلك نأمل أن تكون مصر متحدة، وقوية، لأننا نحتاج لدعم مصر ورموزها، وربما المصريون هم في حاجة أيضًا لكل الشعوب، ومن بينها الساحة المغربية. وتحدث “نجمي” عن تداعيات ما يسمى بالربيع العربي وتأثيره على الثقافة المغربية، وقال إن الأديب ليس مضطرًا للتفاعل مع هذا الحدث بشكل سريع، فعليه أن يأخذ وقته في التأمل، مشيرًا إلى أن ما ننتظره من كتابات عميقة تتناول هذا الحدث الكبير، لم يتحقق حتى الآن، رغم أن عدد من المثقفين المغاربة كتبوا عنه.