أقيمت بالمقهى الثقافي بمعرض القاهرة الدولي للكتاب ندوة أدبية لمناقشة رواية “أنت قلت” للكاتبة الهولندية كوني بالمن، الصادرة عن سلسلة الجوائز بالهيئة العامة للكتاب، ونقلتها للعربية المترجمة التونسية لمياء المقدم، وأدارت الندوة الدكتورة دينا مندور، بحضور الدكتور بهاء عبد المجيد. في هذه الرواية تمنح المؤلفة الشاعر البريطاني تيد هيوز صوتا ليقدم روايته حول قصة انتحار زوجته الشاعرة الأميركية سيلفيا بلاث.
وأرجعت الروائية الهولندية كوني بالمن، سبب كتابتها للرواية إلى رغبتها في إبراز قيمة القصة وتأثيرها على الإنسان، فقد كان قدر الشاعر البريطاني “تيد هيوز”أن يقرأ سيرة حياته بقلم الآخرين، حيث تابع العديد من الكتابات التي تؤرخ لحياته مع زوجته الشاعرة “سيلفيا بلاث” على مدى 30 عام، ولمس رؤية الآخرين عنه،وقضى حياته في قراءة التفسيرات التي كتبها الآخرين لحياته مع زوجته، واتهامه بأنه كان السبب في إقدامها على الانتحار.
وأوضحت “بالمن”، أن روايتها “أنت قلت” تدور حول هذه الثيمة، أي قدر هذا الشاعر، ورفضه الدفاع عن نفسه، رغم اتهامه باتهامات يصعب تحملها، على مدار 35 سنة آثر فيها الصمت، مشيرة إلى أنه لم يخرج عن صمته سوى قبل 8 أشهر فقط من وفاته، لكنه أيضًا تحدث بشكل غير مباشر، عن طريق نشر عدد من قصائده تحمل تبرير لما حدث لزوجته.
وأوضحت أن هذه القصائد ممتلئة بالحب والعاطفة القوية، رغم أنه قبل ذلك لم يكن يسمح للشعر أن يقترب من حياته بشكل فاضح، وكان يرفض قصائد الاعتراف.
وتحدثت مترجمة العمل لمياء المقدم، عن تجربتها في ترجمة “أنت قلت”، وأكدت أنها حاولت الالتزام بالنص الأصلي للرواية قد الإمكان، خاصة وأن ترجمة الروايات ليس عملا سهلا، وعلى المترجم أن يفهم اللغة الأصلية للعمل والسياق الذي كتب فيه النص، وأن يتعامل مع فكر المؤلف بأمانة، وينتبه للتفاصيل الصغيرة.
وأوضحت “المقدم”، أن السبب الأول لاهتمامها بترجمة الرواية هي تناولها لحياة شاعران عظيمان مثل تيد هيوز، وسيليفا بلاث، والثاني هو لغة الرواية الجذابة جدًا –حسب وصفها- معتبرة أن اللغة بطل من أبطال الرواية، وأنها حاولت الحفاظ على جمالية اللغة، حتى تخرج الرواية باللغة العربية بنفس جماليات اللغة المكتوبة بالهولندية.وثالثا بسبب نقص الترجمة من الهولندية إلى العربية.
وأكد الدكتور بهاء عبد المجيد، أن الرواية تدور حول حياة الشاعر البريطاني تيد هيوز، وزوجته الشاعرة الأميركية الشهيرة سيلفيا بلاث، وقصة انتحارها، مشيرًا إلى أن الرواية بعيدة عن تأريخ للسيرة الذاتية للشاعرين، وإنما اعتمدت المؤلفة على إطلاعها الواسع، وثقافتها وقراءاتها حول الشاعر تيد هيوز، وقراءة كتب السيرة المتعددة التي تناولت حياة “بلاث” وأعمالها الشعرية، استطاعت أن تكتب هذه الرواية بدقة شديدة.
وأضاف “عبد المجيد”، أن الرواية تعتبر نص موازي للجمال من ناحية السرد، فاللغة تصل إلى قمة الشاعرية، مشيرًا إلى أن المترجمة حولت الرواية إلى قطعة فنية.