يسعى كل كاتب إلى ترك بصمة له وتحديد هويته الإبداعية من خلال طرح رؤوى غير تقليدية، أو من خلال تملك أدوات فنية خاصة به، أو بمدرسة فنية يتبعها أو ينتمي إليها،هذا ما تحاوله مجموعة “باب البحر” للكاتبة جيهان السيد الصادرة عن دار النخبة في طبعتها 2018،ا لتي تتبنى اللاتقليدية مع التناغم بين الزمان والمكان، والتأثير المستمر والمتبادل في صيرورة الحدث .
• الرؤية والتغير
أغلب ما تكرس له الرؤية في المجموعة فكرة التغير التي تكاد تكون المحور الأساسي فيما تطرحه وتتبناه فعلى مدار نصوص المجموعة تتكرر فكرة التغير وإن إحتوت على محطات متنوعة،وأول ما يحمل التغير البحر في”إضرا” الذي يضرب عن عن التعامل مع الصادين الرجال الذين اعتادوا العودة وشباكهم خالية حتى تقتحم بدارة إضراب البحر فيمنحها وفرة خيره، لقد غير البحر وجهته كما غيرت بدارة مسيرتها، وتغير اسم القرية إلى كفر بدارة، ويظل البحر رمز التغير،فتلجأ إليه البطلة في “انفلات” منطلقة تسلم نفسها إليه ليضمها بدفئه ويغسل عنه هموم السنين، وفي “باب البحر”يتداعى المنزل القديم ويستبدل الأخ الغرف بغيرها ويغلق نافذة أخته التي كانت متنفسها على البراح فتهرب إلى باب البحر لكنها تفاجأ بأنه مسدود .
والتحرر نوع من التغير والهرب إلى الأفضل في “كابتشينو” تنزع البطلة خاتمها الذي يربطها برجل تبغضه تترك خاتمه على المنضدة متحررة من قيده، وتزحف الأنثي صوب التغير بتغلبها على المستحيلات الثلاثة الغول والعنقاء والخل الوفي في “تحولات”، حيث تتأتى للبطلة قوة لا تعرف مصدرها ويزهر عمرها من جديد وتحصل على قصة حب جديدة، وتواصل الأنثى بحثها عن التغيرحتى لو كان عكس المألوف في”زائر” تتآلف البطلة مع ذئب، وتهرب الأنثى إلى بلد المحبوب فرارا من ضغوط الحياة في “على بلد المحبوب”، والكبت يدفع أحيانا إلى الشعور بالقهر الذي يؤدي بدوره إلى الجريمة التي تعد نوعا من أنواع التغيرترتكب البطلة جريمة قتل في”قرار” لتنهي حالة البغض بينها وبين رجل أذاقها ألوان القهرفتقتله في دورة المياه وكأنها اختارت المكان المناسب له، وهو ما تفعله البطلة في “أحمر ناري” التي ترتكب جريمة قتل بحق من تبغضه بعدما تخدعه بالثوب الأحمر الناري الذي يحبه فتقتله وتلقي بالنصل في صندوق القمامة، بالمقابل تتصدى الأنثى للتفكك وتعتبر التغير خطرا في “توحة” الجدة التي ترفض أن يباع المنزل وتظل رافضة فكرة البيع إلى أن تمل فتمنحهم الصندوق الذي به أوراق المنزل وتتنازل عن نصيبها بالمنزل دامعة العينين فيرق الأحفاد لحالها ويتركون الأوراق والصندوق رافضين بيع المنزلبعدما تغيروا جميعهم، كما في “اول السطر”يتغير حال الرجل بعد عودته من الخارج غنيا لتخلي أولاده وزوجته عنه فيعتزلهم إلى حجرة أعلى سطوح المنزل، يعود إليه أهله ليتآلفوا معه فالجعيع تغيروا .
وتلقي الذكريات بظلالها في رؤية الكاتبة بالمجموعة،فالماضي له سطوته،أو غلبته على النفس البشري، فيلجأ أغلب البشر إلى بئر الماضي يغترفون منه خاصة الحكايا، في “الحكايا” تروي البطلة الراوية عن العم عوف والعلاقة الحميمية بينهما وما كلن يرويه من حكايا، تأخذ عقده من حجرته وتذهب تحكي هي للناس عن حكاياته بعدما توفى بحجرته وحيدا فالعقد والحكايا بمثابة امتداد الماضي بالحاضي والعكس، وتظل الذكرى عالقة بعقل صاحبها حتى لو كانت مؤلمة في “هامش”يتذكر البطل محبوبته بعد عشر سنوات من وفاتها والتي كان يمنحها قليلا من الوقت ورفضه أن يمنحها المزيد من وقته، ويستمر ألم الذكرى في “دقات” يتذكر البطل توقيت منصف الليل حثما توفت زوجته الشابة بالسرطان وابنه صاحب التسع سنوات وإبنته صاحبة الخمس سنوات فكلما اقترب بندول الساعة من هذا التوقيت يزداد رعب البطل حتى يتوقف قلبه، وقد نكون الذكرى محفزة ومنشطة في “شريط كاسيت”تسرع المرأة إلى البيت الذي أصابه الإهمال تنظفه وترتبه وتطلب ريحانا لتزرعه في الشرفة وهي تستمع إلى تسجيل بصوت زوجها من جهاز تشغيل الكاسيت.
• التقنية
2-1 الحبكة والبناء
على المستوى الشكلى الخارجي استخدمت القاصة تقنية تعتمد على التقسيم فقسمت المجموعة إلى موجات أربع تحوي كل موجة ستة قصص ليبلغ إجمالي النصوص بالمجموعة أربع وعشرين نصا ، مع الإعتماد على استلهام روح ألف ليلة وليلة في نصي”فرار- الحكايا الأخيرة”،فتبدأ نص “فرار بعبارة “، ولما كانت الليلة السبعين بعد المائة الثالثة”، وفي”الحكايا الأخير” تقول” صاح الديك كعادته . صاح ثلاثا لكنها لأول مرة منذ زمن بعيد لم تسكت عن الكلام المباح “وما يأتي من بعدها من فقرات يكرس لتلك الروح .
ومن أسليب الحبكة التي تنتهجها الكاتبة أسلوب التحري المتروك للقارئ أي عدم ضخ التفاصيل إلى النص، وجعل القارئ يتساءل عن أشياء لأنها لا تقدم وجبة قصصية مباشرة أو تقليدية سهلة الهضم التذوقي، ولا تقدم نصوصا يكتنفها الغموض، فالقارئ مطالب بالبحث والتفسير والتأويل ليصبح فاعلا لا سلبيا مستهلكا للنصوص فقط ، ويعد هذا نجاح للكاتبة فنجت من شرك الغموض وهربت من الملل السردي الطويل .
وتتواكب تقنية التحري وتنطبق على نصوص عدة على سبيل المثال.
• قصة”دقات” لم تفصح وتركت القارئ يتساءل عن هل مات الرجل بعدما توقف قلبه أم تم انقاذه ولم تترك تفاصيل عن ذالك.
• – قصة”درس جيتار” بعد عودة البطل حسن ودخوله استوديو الجيتار الذي تديره مها التي كانت تحبه وتبادر إليه دائما لم تذكرهل عاد الحب بينهما ام ظل من جانب مها فقط.
• قصة”شريط كاسيت”لم يقدم النص تفسيرا مباشرا صريحا عن سبب غدم وجود الوةج هل توفى أم مسافر.
• قصة”سنوات القلب” تقول”بعد أن فارق الأب مجلسهم” لم تذكر سببا لفراق الاب للمجلس هل وفاة ام سفر سعيا للرزق .
• قصة”انتظار”تقول”خمس سنوان منذ ان أغلق حقيبته” ما يزال القارئ يسأل عن أسباب الغياب هل هربا منها أم سفرا بحثا عن الرزق” .
• قصتي”فرار- أحمر ناري” أشارت إلى قتل البطلة للرجل دون ذكر أسباب تفصيلة مكتفية بالإشارة غلى الكراهية أو البغض .
• قصة”كابتشينو”سارت على درب التساؤل عن أسباب كراهيتها للرجل والتخلص من خاتمه الذي يربطهما .
• قصة”زائر” تتحدث عن ذئب تألفه البطلة دون الإشارة إلى حقيقته هل هو ذئب بشري تتآلف معه أم هو حيوان حقيقي .
كما تتبنى الكاتبة تقنية النهايات التي تحدث تغيرا، ففي كل قصص المجموعة الناتجة عن تغير هي المسيطرة أيا كان التغير سلبا أو إيجابا أو قتلا أو رضوخا واجترارا لذكرى .
تقول في ص 16″ تلقي إليه شباكها فيجود ويجود، تعود إلى البروسط دهشة الرجال المتمرسين قاربها المملوء عن أخره يتحداهم أن يأتوا بما أتت به بنت السابعة عشر الهزيلة. يسحبون قواربهم ويندفعون إلى سطح العنيد ليعيدهم مخذولين كعادته،ما به الأزرق ؟!ألا يرضى إلا لبدارة؟! أيام تمر وبدارة الهزيلة ذات الجديلة تصبح بدارات كثيرات إلى البحر يمضين كل فجر ليعدن محملات بمنح البراح الحبيبب . شهور، سنوات، تتبدل أدوار القرية، تتغير اسمها، ميت غالب تصبح كفر بدارة”.
2-2 – اللغة والسرد
اللغة إحدى الأدوات التي تساهم في إنتاج النص فهي ليست غاية في ذلتها ولعلهخا بالنسبة للكاتب غاية يسعى إلى تملكها لتصبح ضمن أدواته، واللغة لدى الكاتبة شيقة ممتعة تتقنها، وهي لا تعتمد على الاستسهال أو تفاصيل الحكي، لكنها تستخدم لغة موجزة دون خلل تكاد تقترب من لغة الشعر أحيانا، موظفة الفقرة القصصية القصيرة فالهدوء شيمة لغة الكاتبة،إضافة إلى فنية التصوير بالكلمات .
تقول في ص 31″الحجرة الصغيرة تنتظره كل ليلة، يفتح الباب،يدلف إلى عالمها الدافئ، تستقببله عينها المحبتان، رائحة العشق ويداها تزيلان عن نهارا طال للقاء . يضمها إلى صدره المتعب، يزرع رائحتها الطيبة في خلاياه متزودا لنهار يقضيه بعيدا عنها،سنوات بينهما دون شكوى تقضي يومها في انتظار عودته ساعات قليلة ويرحل من جديد قبيل الفجر” .
كما تعكس اللغة إمتلاك الكاتبة لها وتطويعها في جمل وبناءات تصويرية متخذة من تشخيص الأشياء وسيلة من وسائل الصياغة المتقنة تقول في ص 45 ” اشتاقه القلم بعد فراق طال سنوات فصلت بينهما بحد سكين ثلمة، كان امتداد روحه، مد يده إليه معتذرا عن غياب ما كان مقصودا قط . ارتعشت أنامله،ليس خوفا، ليس سنوات حولت شعره فضة، ارتعشت فرحة لقاء تأخر حد الألم” .
والسرد يتجاور مع اللغة بل هو إبنها الذي يتفجر من رحمها، فاللغة وحدات ومفردات تنتج هذا السرد،فلا يمكن تصور حدثا قصصيا بلا سرد ولا سرد بلا لغة، تعتمد القاصة على السرد المباشر الذي يباغت القارئ بلغة مكثفة ومعان رفيعة المستوى موظفة أسلوبين سرديين، أولهما السرد بضمير الغائب أو ما يسمى بالراوي العليم الذي يعرف كل شيئ في النص،يتولى سرده فهو العالم ببواطن الأمور وأغلب المسرود عنه أنثى في كثير من النصوص ويغلب السارد العليم على أغلب النصوص، أما السارد بضمير الأنا أو المتكلم الحاضر نجده في نصوص “باب البحر – حكايا – شريط كاسيت – تهويمة”، حيث يروي كل بطل عن نفسه .
تقول في ص 26 “أمرق من باب البحر هاربة من أمي، تلسع الرمال الاهبة قدمي ليداريها موج البحرالمالح. أخوض البحر الواسع بجلبابي الطويل الذي خاطته لي أمي العيد الماضي، انفلت منهم عبر باب البحر كلما أغاروا على،علمنيها أبي،عبر الغرفة الواسعة إلى الشرفة المتصلة بالرصيف وينفتح الباب الحديدي المجدول علي البراح الأزرق. توقظني غصبا، تجمع شعري الطويل في جديلة محكمة، تضع على جسدي الضئيل ملابس المدرسة، تدفعني عبر الباب الكبير إلى المدرسة…الجامعة…المدرسة من جديد”.
2-3 التوازي
تحفل المجموعة ضمن تقنياتها بأسلوب التوازي أو التشابه بين عدد من الشخصيات رغم أن كل شخصية في قصة مختلفة , فرغم تعدد النصوص تتشابه بعضاً من الشخوص و تسير جنباً إلى جنب متوازية و متشابهة , فالتوازن أسلوب يستنتجه القارئ سواء عمدت إليه الكاتبة أم جاء محكوما بالصدفة الفنية و ربما مرجع هذا التشابه إلى التشابه في رؤى و بصيرة المجموعة التي إرتكزت كما سلف على التغير بمفاهيمه الواسعة فتكررت صور و أنماط من
الشخصيات خاصة النماذج الأنثوية التي حظيت بتشابهات متعددة على النحو الآتي :-
• نموذج الجدة في نصوص ” يحدث أحياناً – سنوات القلب – توحة ” الأولى تربي حفيدها بعدما تزوجت أمه و سافر أبوه و تعاني في تربيته , الثانية تربي أبنائها ويكبرون ويصير لديهم أبناء حتى تصل إلى سن الستين بعدما كانت في العشرين , الثالثة تظل محافظة على البيت وترفض بيعه إلى أن تعطي الأوراق لأحفادها متنازلة عن نصيبها دامعة العنين و كلهن فضلن وعملن لمصلحة الأحفاد .
• الأنثى المنطلقة في نصوص” تهويمة – انفلات – ساتان أحمر ” الأولى تنطلق نحو البحر محاولة غسل أوجاع السنوات عنها , والثانية أيضاً تنطلق نحو البحر في رحلة تطهر من الأوجاع , والثالثة تنطلق راقصة و تطلق أمواج شعرها الغجري و هي ترتدي الساتان الأحمر , كل أنثى تنطلق لتعود إلى ذاتها وتتصالح معها .
• نموذج القاتلة في نصي”فرار- أحمر ناري”الأولى تقتل الرجل البغيض في دورة المياه،والثانية تقتل الرجل البغيض وتلقي نصل قتله في صندوق القمامة .
• المنتطرة للحبيب” في نصي”إنتظار- درس جيتار”،الأولى تنتظر عودة الرجل بعد رحيله منذ خمس سنوات وتنظر من الشرفة، لكن صراخ إبنتها ينبهها، والثانية تنتظر الحبيب،وتاجده أمامها في الأستوديو وتبادر نحوه، لكنه يتركها راحلا.
• المتخلية عن الرجل في نصي”أول السطر- كابتشينو”الأولى تتركه وأولادها رغم عودته من السفر غنيا،والثانيةتتخلى عن الرجل وتترك له الخاتم الذي يربطهما .
• التناغم الزمكاني
تكرس المجموعة للحشد المكاني والزماني، لكنهما يتقاطعان،فلكل منهما سطوته وتأثيثره على صيرورة الحدث، فالمكان هو الحيز والفضاءالذي تنطلق فيه الأحداث و الزمان هو الوعلء الوقتي الذي تسير أو تستمر أو تستغرقه تلك الأحداث و من الطبيعي أن يكون بينهما تلاق وتناغم فمن المستحيل ألا يحدث الفعل القصصي خارج سياق زمن فلا يوجد حدث ثابت متوفق فهو يتحرك في مكان تنتقل إليه الشخوص والأحداث ويستغرق حيزا وقتيا ينتهي عند نقطة زمنية ما، ويكثر التناغم الزمكاني داخل قصص المجموعة خاصة قصص الموجات الثلاث الأولى، وتتعدد دلالات الزمكان وفق رؤية كل قصة، وفق ضرورة وصيرورة وانتقال الحدث القصصي بكل قصة مما يستوجب الدخول تفصيليا إلى عناصر مفردات الزمكان بكل نص .
• نص “إضراب”
البحر= الخير والتغير
الشاطئ / المرسى الصغير= الإنطلاق نحو الرزق
ثلاثة أقمار= القحط وانقطاع الرزق
فجرا / الظلام= الانطلاق نحو الرزق
شهور / سنوات = التغيرالذي لحق بالقرية
• نص”على بلد المحبوب”
البحر / الشوارع المزدحمة =الفضاء الفسيح والهروب
مرافئ الرحيل =الهروب
بلد المحبوب = الإنقاذ
طريق ممتد = الراحة النفسية
سويعات= ضيق الوقت
يوما كل أسبوع= زمن الهروب
• نص”زائر”
أسطح المنزل/ السطح الواسع = الهروب والملجأ
سبعةأشهر= الهروب والانطلاق
الفجر= النشاط والحركة
اسابيع/ شهور= العادة
زياراته الليلية =الإستمرار والعادة
الظلام = الإختفاء
دقائق معدودة= السرعة والقلة
• نص”الحكايا”
بلدته البعيدة = الذكرى
أحشاء الصعيد = خصوصية وبعد
حجرته= النهاية
جدارأسودذكرى وإنتهاء
صباح يوم= النهاية
كل ليلة= عادة وإستمرارثم انقطعت
• نص”باب البح”
باب البحر/ الباب العمومي= خروج وهروب
الغرفة الواسعة= الانطلاق
الباب العمومي = فرار للأبد
النافذة = التلاشي والضياع
البين البقديم = السقوط والإنتهاء
• نص “هامش”
الحجرة الصغيرة= حيز الحياة
نهر بلا مصب = الانقطاع
كل ليلة / سنوات = الإستمرار
الفجر = الرحيل
تمام العاشرة = تغير مفاجئ
عشر سنوات = ألم الذكرى
• نص”كابتشينو”
الباب الزجاجي = الانطلاق والبحث عن الذات والخلاص
نص”إنتظار”
الشارع = الكسل واليأس
الحي القديم = الهزيمة
النافذة = الغياب
خمس سنوات = غربة وقسوة
• نص”سنوات القلب”
سنوات طوال= الصبر والإستمرار
الصيف = الانتظار
سنواتها العشرون / خمسن / ستين=التغير ومراحل العمر
السنين = المعانة والصبر
النافذة= العادة والحفاظ عليها
الشارع = العادة
كل يوم= العادة
• الثوب الأنثوي
يشكل الثوب الأنثوي حضورا هاما بالمجموعة، ويمكن إعتبارها تنتمي إلى الأدب النسوي أو النسائي، على الرغم من أنها لا تتخذ الرجل خصما أو ندا مباشر صريحا وفق ما كان قديما، لكنها تتناول قضايا أنثوية، ومع تغير مفهوم الأدب النسوي أو تطور مفهومه، فتحول إهتمام المرأة الآن إلى قضايا نفسية ذاتية وجدانية،غير معاناتها لنيل حقوقها، تتعدد أطراف الثوب الأنثوي كما يلي بالمجموعة:
• على مستوى إنجاز النص الإبداعي الكاتبة أنثى .
• على مستوى البطولة، البطولة الغالبة على نصوص المجموعةهي البطولة الأنثوية .
• السارد بالأنا في نصوص” حكايا- تهويمة” صوت أنثوي .
• المسرود عنه في أغلب النصوص بضمير الغائب أو الراوي العليم أنثى .
• على مستوىالمعانة والبحث عن الذات والانطلاق والانعتاق من هموم الحياة تحظى الأنثى القسم الأعظم بالمجموعة.
• على مستوى الشخصيات الأنثوية تتحقق مجموعة نماذج كما يلي:
** امرأة ذات حظ سعيد،تتسمى القرية باسمها “إضراب”.
** هاربة إلى بلد المحبوب “على بلد المحبوب” .
** تتآلف وتتغيررغم المستحيلات الثلاثة”تحولات” .
** امرأة تقتل “فرار- أحمر ناري” .
** الجدة “توحة- يحدث أجيان” .
** المنطلقة إلى تحقيق ذاتها”تهويمة- انفلات- ساتان أحمر” .
** امرأة تتخلى عن الرجل “أول السطر – كابتشينو” .
** تفرح لعودة الحبيب”درس جيتار” .
قدمت الكاتبة مجموعة قصصية غير تقليدية اللغة تركت فيها مساحةللقارئ يستخدم عقله ليصبح إيجابيا في انتاج النصوص وتذوقها .
القاهرة 21/ 9/ 2018.