كتب وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، مقالاً هاماً على موقعه وصفحته تحت عنوان “الكليات الست“ قال فيه:
تحدث العلماء عن الكليات الخمس : الدين ، والنفس ، والعقل ، والمال والعرض ، مع اختلافات يسيرة في تقديم بعضها على بعض أو تأخير بعضها عن بعض، وقد جعلها بعضهم ستًا ، فقال هي الدين ، فالنفس ، فالعقل ، فالنسب ، فالمال ، والعرض .
وعلى الرغم من أن معظم من تحدثوا في المقاصد بدأوا بالدين ومنهم الغزالي والآمدي وغيرهما ، فإن بعضهم قد بدأها بحفظ النفس كالشوكاني حيث قال : وهي خمس أحدها حفظ النفس ، ثانيها حفظ المال ، ثالثها حفظ النسل ، رابعها حفظ الدين ، خامسها حفظ العقل ، وقال القرافي : هي حفظ النفوس والأديان والأنساب والعقول والأموال ، قيل والأعراض ، وقال في موضوع آخر : حفظ الدماء ، والأعراض ، والأنساب ، والعقول ، والأموال ، وفي موضوع ثالث : ذكر حفظ النفوس والعقول والأعراض والأنساب والأموال .
بل إن الإمام الرازي ذكرها مرة فقال : النفس والمال والنسب والدين والعقل ، ومرة أخرى فقال : النفوس والعقول والأديان والأموال والأنساب ، بما يعني أنه لا يوجد إجماع على عددها ولا على ترتيبها ، ومن حكى الإجماع على ذلك لا يعتد بقوله ، لأن الواقع العلمي ينقضه.
على أننا نفهم أمر الكليات في إطار فهمنا شديد الوضوح للثابت والمتغير، فالنص المقدس قرآنًا كان أو سنة نص ثابت ، وما كتب حوله أو عنه من شروح أو رؤى أو استنباطات أو اجتهادات في ضوء فهم النص فهو من باب القابل للتغير ، فما وافق عصره وزمانه ومكانه وكان مناسبًا لعصرنا وزماننا ومكاننا عملنا به وشكرناهم عليه ، وحمدنا لعلمائنا الأوائل سبقهم إليه وحسن اجتهادهم فيه.