أواصل كتابة سلسلة مقالات “حازم يحكي” واخترت في هذا المقال موضوع ” الفقر الخلقي”.. هذا المرض الذي توغل في أوردة الحياة اليومية بلا استئذان ..فهاهج كل قيمة جميلة وأغتال سكينة اللحظات، لتهرب من المشاهد نفمات الموسيقي الكلاسيكية وتصدح أبواق الأنانية والغضب والأندفاع . أستبدلنا كلمات الشكر بايماءات وتطاولنا علي الحدود بتبريرات المصلحة والبلطجة لتتحول الشوارع الواسعة لأزقة ضيقة لا تتسع لحوار أو نقاش مهذب .
حمل حازم حقيبته وترجل إلي سيارته كعادته اليومية ليبدأ في شق طريقه بين تكدس المضايقات وباتت قيادته للسيارة هما لا يمكنه الفرار منه أو تأجيله فالبديل هو عطلة أجبارية ورجرجة تصيبه بغثيان أو غرامة مالية ضخمة أن تجرأ واستقل سيارة خاصة . ادار مفتاحه وتنفس..
ألتزم حارته فتجاوزه الميكروباص والنلاكي والدرجات البخارية والكل ينعته بالمغفل ..رفع صوت مذياعه ليهرب من أحتقان روحه. صدمته فهلوة التوكتوك ذالك المتحرش بالسيارات يتلاعب بينها بلا اي حدود أو ضوابط..نظر له السائق بشماته وجري بعد أن أتلف ما شاء برعونته .
وعند إشارة المرور وقفت الصفوف فتنفس الصعداء لستين ثانية وما أن أومضت بالأذن حتي أندفعت أفواج العابرين سيرا أمامه لتمتد وقفته ممزوجة بصراخ من خلفه . مشهد من صعوبته يعاني حازم التوتر ومن أعتياد الاخرين عليه صار لوحة مموقة معلقة علي جظار المدينة لا يهتم باصلاحها أحد .
في الصباح التالي ..نضغ حازم قرص مهدئ وقرر أن يحذف من يومه محاولاته لفهم المشهد وبدأ دراسته الجديدة عن أليات علاج الفقر الخلقي ليطرح سؤاله..أين العلاج؟؟ فهل سيجد إجابة وافية !!!!