أعد مركز الدراسات السياسية والإستراتيجة لحزب مستقبل وطن، برئاسة محمد الجارحى، الأمين العام المساعد لشئون اللجان المتخصصة، دراسة حول جولة الرئيس عبدالفتاح السيسي لغرب إفريقيا، حيث شملت دول “غينيا والسنغال وكوت ديفوار”، وتستهدف الدراسة إلقاء الضوء على واقع العلاقات المصرية مع الدول الثلاث، وتحليل الأبعاد والدوافع والقضايا وراء زيارة “السيسي” لتلك الدول، ورصد أبرز المكاسب المِصرية من تلك الجولة الرئاسية، مع تقديم بعض المُقترحات لسبل تعزيز العلاقات المصرية مع كل دولة منها.
وقالت الدراسة، إنه في إطار تولى مصر رئاسة الإتحاد الإفريقي منذ يناير 2019، والاهتمام بتدعيم علاقاتها بالقارة السمراء، قام الرئيس “عبد الفتاح السيسي” بزيارة ثلاث دول إفريقية فى غرب القارة “غينيا، والسنغال، وكوت ديفوار” بدأها بزيارة دولة غينيا في السابع من إبريل 2019، ثم انتقل إلى الولايات المتحدة الأمريكية في زيارة استغرقت ثلاثة أيام، ليعود مرة أخرى لاستكمال زيارته لكوت ديفوار والسنغال.
وتناولت الدراسة، زيارة الرئيس لـغينيا والسنغال وكوت ديفوار، حيث تأتى جولته الخارجية إلى مِنطقة غرب إفريقيا، والتي بدأت بدولة غينيا وتشمل أيضا دولتي السنغال وكوت ديفوار، في ظل الظروف والمتغيرات والمستجدات التي تواجه الدور المِصري في إفريقيا، وتصاعد الإدراك المِصري بضرورة امتلاك سياسة خارجية نشطة وفعالة في القارة الإفريقية، حيث تعتبر القارة الإفريقية إحدى الدوائر الأساسيَّة للسياسة الخارجية المصرية ولمصالحها، وتعى القيادة السياسية المصرية الحالية أهمية القيام بهذا الدور، خاصةً فى ظل تولى مصر رئاسة الإتحاد الإفريقي لعام 2019، حيث يؤكد الرئيس “عبد الفتاح السيسي” في كافة خطبه ولقاءاته الرسمية والإعلامية على الأهمية التاريخية والإستراتيجية لعلاقات مصر الإفريقية، ومدى اعتزاز مصر بانتمائها لقارة إفريقيا.
واستعرضت الدراسة، أبرز الدوافع والأبعاد لتلك الزيارات، وهي تكثيف التواصل والتنسيق المصري مع الدول الإفريقية، خاصة فى ظل رئاسة مصر للإتحاد الإفريقي، الأمر الذي يتطلب تعميق عَلاقاتها بدول القارة، وبحث سبُل التعاون لبلورة جهود رئاسة مصر للإتحاد الإفريقي، فيما يتعلق بدفع عملية التنمية وتَعزيز التكامل والاندماج الاقتصادي في القارة السمراء، ودعم التعاون المتبادل بين مصر والدول الإِفريقيَّة على الأصعدة الاقتصادية والتجارية والاستثمارية.
وكشفت الدراسة الأهمية السياسية والاقتصادية لتلك الجولة الرئاسية للدول الثلاث، وهي تعزيز التعاون الثنائي بين مصر ودول غرب القارة الإفريقية، من حيث “مجال مكافحة الإرهاب، ومجال الصحة، ومجال التعليم، مجال مكافحة الإرهاب”، وثانياً فرصة لدعم وتقوية العلاقات الإقتصادية المصرية بدول غرب القارة الإفريقية، وثالثاً دعم الجهود المصرية لدخول منطقة التجارة الحرة القارية حيز التنفيذ، ورابعاً الأهمية الاقتصاديَّة للدول الثلاث.
وأشارت الدراسة إلى واقع وتطور العلاقات المصرية مع غينيا والسنغال وكوت ديفوار، حيث استطاع الرئيس “السيسي” وضع إستراتيجية للعَلاقات المصرية/الإفريقية، مؤكداً اهتمام مصر بدعم مصالح القارة الإفريقية، وتعزيز مسيرتها بهدف إيجاد أفضل الوسائل لتعزيز التعاون المشترك بين مصر ودول القارة، وتتسم العلاقات الاقتصادية بين مصر والدول الثلاث “غينيا، والسنغال، وكوت ديفوار” بالتنوع ما بين اتفاقيات اقتصادية وعَلاقات تجارية واستثمارات تصب في الصالح المصري.
ولفتت الدراسة إلى الفرص والمكاسب المصرية من الزيارة الرئاسية للدول الثلاث، التي تمثلت أهمها في فتح دوائر جديدة للسياسة الخارجية المصرية بغرب القارة، وتعزيز لدورها الإقليمي باعتبارها رئيسة الاتحاد الإفريقي لعام 2019، وتعزيز جهود الرئاسة المصرية للإتحاد الإفريقي والهادفة بالأساس نحو دفع عملية التنمية، وتعزيز الاندماج الاقتصادي في القارة، وبحث قضايا سياسية تتعلق بتعزيز التعاون والتنسيق الإقليمي للعمل على حفظ السلم والأمن وتحقيق الاستقرار في القارة الإفريقي، والتأكيد على الاهتمام بجميع الدول الإفريقية فالزِّيارَة تؤكد أن مصر لا تهتم فقط بدول حوض النيل، والتأكيد على الوجود المِصري الدائم، وتنفيذ الأجندة المصرية، وتمهد تلك الزيارات الطريق أمام الجهود المِصريَّة لدخول اتفاقية التجارة الحرة القارية.
وقدمت الدراسة عددا من المقترحات، التي من شأنها أن تزيد من تعزيز تلك العلاقات، وهي تنظيم زيارات تجارية لجمعية رجال الأعمال المِصريين إلى الدول الإفريقية الثلاث؛ للتعرف على الفرص التجارة المتاحة والاتفاق على آليات التعاون المشترك بين رجال الأعمال بمصر وتلك الدول، وتفعيل الاتفاقية التجارية التي تم توقيعها بين مصر وغينيا، واستغلال القُوى الناعمة المصرية من خلال تقديم الدعم الفني فى تطوير البني التحتية في مَجال تكنولوجيا المعلومات والزراعة والإنشاءات والأمن مع تلك الدول، ومتابعة تنفيذ اتفاقيات التعاون الحالية؛ من أجل تعظيم النتائج المتوقعة.
وتابعت الدراسة:”اهتمام القيادة المصرية بالقارة الإفريقية لم يبدأ مع تولى مصر رئاسة الإتحاد الإفريقي، بل إن هذا الاهتمام متواجد منذ تولى الرئيس السيسي حكم مِصر، والذي يؤمن ويؤكد دائمًا على الهوية الإفريقية لمِصر، والتي لابد من استعادتها وانفتاح مصر على جميع الدول الإفريقية، وليس دول حوض النيل فقط، وهو ما تبرهنه الجولة الحالية للرئيس السيسي”.