اثبت فيروس كورونا المستجد COVID-2019 و الذى انتشر في العالم أجمع ان قطاع عريض الشعب المصرى مازال يحتاج إلي المزيد و المزيد من التوعية و التدريب و التثقيف في كل ما يتعلق بجوانب الحياة الصحية و المعاملات الاجتماعية ، كذا يحتاج الي تثقيف و توعية في احترام القانون و المساعدة في تطبيقه و ليس كسره او عدم الالتزام به.
فعلي الرغم من الجهود الحثيثة التي تبذلها الحكومة المصرية و التي اثبتت كفائة منقطعة النظير في إدارة هذه الأزمة لم نعهد مثيلها من قبل ، إلا أن أعداد المصابين تتزايد اليوم تلو الآخر في مشهد ينذر بعواقب قد تكون وخيمة إذا استمر الحال علي هذا المنوال من اللامبالاة من المواطنين ظناً منهم بعدم أهمية و خطورة هذا الفيروس اللعين.
فعلي جانب نجد قطاع من المواطنين التزموا منازلهم منذ بدء الأزمة و التزموا أيما التزام بتعليمات و ارشادات وزارة الصحة و السكان و التي بالمناسبة أبلت خير بلاء حسن في مجابهة و ادارة هذه الأزمة تحت قيادة الوزيرة الدكتورة هالة زايد ، إلا أنه علي جانب اخر نجد أن أغلب الشعب يمارس حياته بشكل أكثر مما كان قبل سابق متجاهلا عن عمد كافة التعليمات و الإرشادات و كأنما قد وضعت هذه التعليمات لأشخاص آخرين أو كأنهم بمعزل يعصمهم دون غيرهم من الإصابة بهذا الفيروس اللعين وقانا الله و إياكم.
بعد هذه المقدمة التي توجب ذكرها أرى أنه يجب علي الحكومة أن تضرب بيد أكثر صرامة و حزما علي أيدى كافة المتهاونين و المتخاذلين من المخالفين للقرارات الصادرة عن الحكومة ، فالقاعدة الفقهية المعروفة تنص علي أن درء المفسدة مقدم علي جلب المنفعة و لا يوجد مفسدة اكثر من انتشار وباء خطير بين الشعب لعدم وعي شريحة منه.
و قد أكدت هذه الأزمة أن الأحزاب السياسية في مصر لا تواجد فعلي لها علي ارض الواقع و أن أغلب هذه الأحزاب مجرد كيانات منغلقة علي أعضائها فقط دون دور حقيقي يساند الحكومة و يساعدها في تنفيذ خطتها لإدارة هذه الأزمة ، فأين أمانات التدريب و التثقيف في هذه الأحزاب من حملات التوعية للشعب خصوصا في المناطق العشوائية و الشعبية و القرى و النجوع و التي يعاني قاطنيها من إهمال هذه الأحزاب لهم عدا في أيام الانتخابات فقط للأسف الشديد ، يا سادة إن لكم دور مجتمعي أكبر و أشمل من دوركم السياسي الذى حصرتموه في مقاعد نيابية تحت قبة البرلمان ، بالطبع هناك احزاب محترمة و تُمارس دورها الحقيقي بمنتهي الاخلاص و الحماس لخدمة هذا الوطن الطاهر و شعبه الطيب المبارك و لكنها للاسف لا تتعدى في عددها أصابع اليد الواحدة بل تقل عنها.
و استمرارا للتساؤلات التي أطرحها أين دور منظمات المجتمع المدني و الجمعيات و المؤسسات الخيرية و النشطاء الذين طالما شنفوا آذاننا بالعديد و العديد من الخطب الرنانة و العبارات المنمقة عن أهمية ممارسة العمل المجتمعي؟؟ أين أنتم يا سادة لا أرى منكم أحدا إلا من رحم ربي و هم أيضا لا يتعدون أصابع اليد الواحدة عددا ، أنا لا أرى سوى الحكومة وحدها هي من تتحمل كامل المسئولية و تسعي جاهدةً لمواجهة الأزمة و منع تفاقمها دون أي دعم أو مساعدة من أي جهة أيا كانت بل علي العكس أرى أن بعض الجهات الغير حكومية لازالت تُمارس هوايتها المعهودة في النقد و التنظير دون وضع حلول حقيقية أو المشاركة في تنفيذ خطط علي أرض الواقع مكتفين بالجلوس خلف شاشات وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة و تقديم النقد الغير بناء بل و تخطي بعضهم الحدود بإثارة الشائعات و الفتن لأغراض دنيئة في نفوسهم بهدف إثارة الذعر لدى المواطنين تارة ، أو نشر الفوضي بينهم تارة أخرى ، أو إثارة حنق المواطنين تارة ثالثة ، معتقدين أنهم في مأمن من العقاب في ظل انشغال الدولة بكافة اجهزتها في محاربة فيروس كورونا و لكنى أحب أن اخبرهم أن الدولة المصريةالآن تختلف كليا و جزئيا عما كانت عليه قبل عشر سنوات مضت ، الان الدولة المصرية متأهبة مستعدة قادرة صامدة صاحبة قرار و رأي ذاتي لا يفرض عليها احدا وصايةً أو أمرا فلا تعتقدوا أنكم ستهربون بأفاعيلكم تلك دون حساب او عقاب.
في النهاية أرى أنه احقاقا للحق لازاما علينا أن نقف بكل تبجيل و احترام لكافة العاملين في القطاع الطبي و الجهات المعاونة له ، و أن نرفع القبعة إجلالا و احتراما لابناء المؤسسة العسكرية جميعا بمختلف رتبهم و درجاتهم ، و ان نحيي و نشكر كل رجال الشرطة المصرية الذين يقفون علي قدم و ساق لتنفيذ روح القانون و نشر الوعي بين الناس محاولين ردعهم بكل السبل عن إلقاء أنفسهم إلي التهلكة.
و ستعجز كل كلمات الشكر و التقدير و العرفان مهما كانت أن توفي حق الرئيس عبد الفتاح السيسي الذى لم و لن يدخر جهدا في حماية هذا الوطن ضد أي شر أو مكروه أيا كان.
تحياتي لكل المخلصين و كل الشرفاء كل في مكانه و حفظ الله مصر و شعبها و وقانا الله و إياكم شر الوباء و البلاء.