كتب : بشير حافظ
قالت السيدة سمية عمر علي دبل الأم المثالية بالشرقية ، أنها سعيدة جداً بتكريم الدكتور ممدوح غراب محافظ الشرقية ، لها اليوم ، خلال حفل تكريم الأمهات المثاليات ، لافتة إلى أن الإحتفال كان مبهر، ووسط إجراءات إحترازية مشددة ، حيث للمرة الأولى فى حياتها تشارك فى مثل هذه الإحتفالات.
وقد سطرت الحاجة سمية عمر دبل الأم المثالية بالشرقية قصة كفاح تضاف إلى سجلات كفاح للأمهات المصريات اللاتي خلدن أسمائهمن بحروف من نور في التاريخ.
والحاجة سمية هي سيدة 57 عاماً أرملة منذ 20 عامًاحاصلة على ليسانس الدراسات الانسانية – قسم اجتماع – جامعة الازهر.
وتعمل حالياً باحثة متابعة أول برئاسة مركز ومدينة الزقازيق، وابنتها نقيب بالقوات المسلحة – بسلاح الخدمات الطبية وابنها ليسانس الحقوق وحاليًا التحق بأكاديمية الشرطة.
بدأت قصة الكفاح والمعاناة، منذ زواجها من رجل يعمل باليومية، في منزل عائلة مع أشقاء الزوج الثلاثة الأخرين، فلم يكن يملك من الحياة إلا قوت يومه.
وقالت بدأت المشكلات في بيت العائلة مبكرًا، خاصة بعد إصابة الزوج بمرض فيروس سي، الأمر الذي أدى إلى تدهور حالته الصحية وإصابته بفشل كلوي، أدت إلى عدم قدرته على العمل، مما اضطرها الى النزول والعمل لكسب لقيمات العيش، بعد رفض أسرة الزوج مساعدتها المادية.
وتابعت بعد زواج دام 7 أعوام، سهرت فيها الليالي والأيام، تبحث عن علاج لزوجها المريض، وسط سفر دائم بين القاهرة والزقازيق، وتردد متواصل على أعتاب المستشفيات، حتى توفي زوجها تاركًا لها طفلين، الأولى في سن السادسة والثاني في سن عامين ونصف.
وأشارت إلى أنه بعد وفاة الزوج، طردتها أسرته خارج المنزل، لتبدأ رحلة أخرى من المعاناة، بعد أن رفض أخوتها الاشقاء ايواءها وتوفير مسكن لها وطفليها المكلومين اليتيمين، ليقوموا بطردها أيضًا الى الشارع، نظرًا للخلاف على الإرث، رافضين إعطاءها حقها الشرعي، لتصاب بحالة نفسية سيئة، تطورت الى أصابتها بجلطة بالمخ، فقدت قدرتها على النطق وحركة إحدى ذراعيها، إلا أنها استطاعت التعافي من ذلك.
أضافت بدأت الأم العمل في بيع الأدوات المنزلية من خلال الفرش في الشوارع، تبيع الأكواب والأطباق والملاعق، وتطرق الأبواب لبيع منتجاتها، التي كانت تحيكها من المفروشات بالمنزل، حتى تستطيع توفير مصاريف تعليم الابناء وعكفت تصارع الحياة، من أجل تحصيل بعض الجنيهات لتعينها على العيش وتوفير مسكن بسيط يأويها وطفليها الصغيرين، إلا أنها اكتشفت إصابتها بمرض السكر، الذي ما زال يلازمها حتى الآن.
ولفتت إلى أنها لم تترك بابًا للرزق إلا وطرقته، حيث حملت مؤهلها الدراسي على أكتافها، وباتت تطرق أبواب جميع المصالح الحكومية، حيث عملت في التدريس بالحصة، ثم عملت باليومية في الوحدة المحلية ببيشة، حتى التحقت بوظيفة في ديوان مركز الزقازيق، وتدرجت في الوظيفة حتى وصلت لدرجة باحث متابعة أول في رئاسة مركز ومدينة الزقازيق.
وأكدت أنها كرست حياتها لتربية طفليها والعمل على تعليمهم وإدخالهم المدرسة، حيث حصلت الأولى على 90 بالمئة في الثانوية العامة، لتلتحق بعدها بالكلية الحربية، وهي الآن برتبة نقيب بالقوات المسلحة ومتزوجة، والأبن الثاني تخرج في كلية الحقوق بتقدير جيد، والتحق بعدها بأكاديمية الشرطة ويدرس فيها حاليًا.
وأشارت إلى أنها لديها دور بارز أيضًا في مؤسسات المجتمع المدني والجمعيات الأهلية الموجودة بمحل السكن، فلقد شاركت في الكثير من المبادرات آخرها مبادرة ايواء المشردين، حيث تمكنت من المساعدة في توصيل بعض السيدات الى دار بسمة للإيواء بالزقازيق، بالإضافة الى مساهمتها في محو أمية العديد من الأفراد في القرية والقرى المجاورة، كما عملت على مساعدة بعض السيدات الارامل لتعينهن على صعوبات الحياة حتى لا يتعرضن لما تعرضت له.