بقلم / د احمد الجيوشى
كنت أتحدث من كام يوم عن بوست لزميل يسأل نفسه هو احنا (مصر) متميزين في ايه عن دول العالم، و السؤال كان علي خلفية أن كل دولة من الدول تبحث لها عن تميز ما لكي تبني عليه دخلها المحلي الاجمالي، تايوان و أمريكا و ألمانيا و البرازيل و غيرها.
اليوم شاهدت اعلان مبهر عن سيارة BYD الصينية الكهربائية و علي طول تذكرت البوست، لان شركة BYD و سياراتها التقليدية البنزين كانت و مازالت بعيدة تماما عن أي منافسة مع سيارات المانيا و اليابان و حتي كوريا، و هي في ترتيب السيارات التقليدية من حيث الجودة لا وجود لها علي الاطلاق، لذلك تفتق ذهن BYD عن فكرة البحث عن تميز جديد نسبيا يستطيعون من خلاله وضع براند BYD بجوار العمالقة و أي عمالقة، فقد قررت BYD ان تناطح عملاق السيارات الكهربائية تسلا Tesla، و هي نفس الفكرة البسيطة: اذا كانت السيارات الكهربائية ذاتها بمفهومها الحالي و تكنولوجياتها الجديدة تعتبر نشاطا جديدا علي الكل، و لا يوجد من له تاريخ عشرات السنين فيه كسيارات البنزين، و الجميع يبدأون من ذات الارضية تقريبا في تكنولوجيا ليست شديدة التعقيد كالسيارات التقليدية، فلماذا لا نبحث عن تكنولوجياتنا الخاصة بنا في هذا المجال الجديد علي الجميع؟؟، و قد كان وجدت BYD ضالتها في تكنولوجيا جديدة لبطاريات السيارات الكهربائية تختلف عن مثيلاتها في الشركات المنافسة، و بالفعل نجحت BYD في حجز مكان و مكانة متقدمة جدا لسياراتها الكهربائية حتي باتت تناطح بها تسلا بالفعل.
هي نفس الفكرة و الروشتة الناجحة للافراد و الجماعات و الدول .. اذا كنت لا تستطيع المنافسة مع الاخرين في انشطتهم التي سبقوك فيها بعشرات السنين .. فمن قبيل تضييع الوقت و الجهد أن تحاول منافستهم في تلك الانشطة التي سبقوك فيها ما لم تجد شيئا جديدا تستطيع اضافته لها ليميزك عمن سبقوك، و الحلول الاكثر وجاهة ونفعا و نجاحا هي أن تبحث عن أنشطة جديدة تمتلك فيها ما يميزك عن غيرك و بالتالي تصبح انت الاول في النشاط الجديد.
و هنا أقترح عدة مجالات محددة يمكننا التميز فيها .. الاول هو السيارات الكهربائية تماما مثلما فعلت BYD و هي تكنولوجيا ليست معقدة و يمكننا التميز في بعض مكوناتها حتي عن BYD .. الثاني هو مجال الطاقة الجديدة و المتجددة و تحديدا الطاقة الشمسية و الرياح .. الثالث أن نزرع نبات الجوجوبا علي مياة الصرف الصحي و ننتج منه السولار الحيوي مثلما فعلت البرازيل في الايثانول .. رابعا السياحة بكل مكوناتها و لدينا مخزون حضاري لا تمتلكه دولة اخري في العالم .. خامسا العودة لزراعة القطن المصري طويل التيلة وصناعة المنسوجات منه و كنا رقم واحد فيه يوما .. سادسا و سابعا صناعة البرمجيات ولدينا فيها امكانيات تنافسية هائلة .. ثامنا و تاسعا و عاشرا اعداد و تأهيل القوي البشرية العاملة من خلال نظام تعليم جيد نملك بالفعل كثيرا من مقوماته في الجامعات و الازهر، و تصديرها لمن يحتاجها بشدة و هم كثر.