الدكتور احمد اسماعيل يكتب : “الخبير” و “المستشار” :
يهتم البعض بوضوح الفروق في مصطلحات ومفاهيم منها “الخبير” و “المستشار” وكثيرا ما يحدث الخلط لما بينهما من تشابه. ويسأل البعض احيانا عن ترتيب الادوار؛ وأيهما يأتي اولا في ترتيب المهام. وماهي نقاط الالتقاء والتقاطع بين مهام كل منهما.
فمن واقع الممارسات العملية وتدعيمها بالاطلاع على المراجع العلمية، توجد فروق واضحة بين الخبير والمستشار رغم الكثير من نقاط التشابه بينهما خاصة فيما يتمتع به كل منهما من رصيد من الخبرات يؤهله لمهمته. وتلك هي أهم منطقة بينهما هي رصيد الخبرات السابقة والتى تمتد إلى سنوات قضاها كل منهما في مجاله والمجالات ذات الصلة.
أما نقاط الاختلاف فتتعلق غالبا بطبيعة ما يترتب على توصيات كل منهما سواء كانت فنية متعمقة ذات صلة بمجال معين (الخبير)، أو استشارية ذات طابع عام واستراتيجي (المستشار)….
ومن اجل مزيد من التوضيح يمكننا بيان هذه المفاهيم من خلال عمل كل منهما في مجال معين وهو (التنمية الزراعية)،
وفي هذا المجال كغيره ، رغم التشابه بين المصطلحين، إلا أن هناك فروقًا هامة في الأدوار التي يلعبها كل منهما في تحسين الإنتاج الزراعي وتوجيه السياسات الزراعية.
كما اتفقنا ان العامل المشترك بينهما هو (الخبرات المتراكمة والعملية)
أما نقاط الاختلاف تتضح في ان الخبير صاحب معرفة فنية متخصصة؛ فالخبير في مجال التنمية الزراعية مثلا هو شخص يمتلك معرفة عميقة في مجالات زراعية معينة، مثل تكنولوجيا الري، أو تحسين جودة التربة، أو الصحة النباتية او الصحة الحيوانية وغيرها . يكتسب هذه المعرفة من خلال الدراسة المتعمقة و(العمل الميداني الطويل).
على سبيل المثال، في حال كانت هناك مشكلة في نقص المحاصيل بسبب تقنيات الري غير المناسبة، فإن الخبير في إدارة الموارد المائية سيقدم حلولًا فنية قائمة على خبرته، مثل تصميم أنظمة ري أكثر كفاءة وفقا لما يعرض عليه من بيانات ومعلومات ونتائج يستطيع من خلالها اتخاذ قراراته وتقديم استشاراته وتوصياته في ضوء خبراته وتعتبر البيانات والمعلومات هي الممكّنات المساعدة للخبير . وعليه فإن دور الخبير هنا يتلخص في التعامل مع القضايا من وجهة نظر تنفيذية تساعد في تقديم حلول عملية لتحسين الإنتاج.
أما المستشار فهو المرشد الذي تتميز توصياته بطابع استراتيجي يهدف احيانا الى تحقيق نتائج بعيدة المدى وتساعد في تحقيق التنمية في عدة مجالات وتكون طابع توصياته أكثر شمولا. وعليه فإن المستشار في مجال التنمية الزراعية هو شخص يقدم مشورة استراتيجية تهدف إلى تحسين الأداء الزراعي على المدى الطويل وغالبا لا تكون توجيهاته مقتصرة على حل مشكلة بعينها؛ مع عدم استبعاد الاستعانه بدور المستشار في موضوع اكثر تخصصا . خاصة المستشار الذي يقوم بدور مرتبط بمتخذ القرار مباشرة والذي يركن اليه او يعتمد عليه في تدعيم قراره برأي مستشاره او مستشاريه.
هذا يعني أن المستشار لا يتعامل مع المشاكل الفنية بشكل مباشر، بل يركز على توفير توجيه شامل يساعد على تطوير منظومة.
وكما ذكرت بعض مراجع الإدارة ان المستشار يقترح “ماذا” يجب عمله والخبير يهتم ب “كيف” يتم تنفيذ الإجراء الأفضل.
الفروق الرئيسية بين الخبير والمستشار في التنمية الزراعية.
مثال: إذا كانت هناك أزمة في إنتاج المحاصيل بسبب جفاف، قد يتطلب الأمر تدخل خبير لتوفير حلول فنية سريعة. أما المستشار، فقد يعمل على تطوير خطة استراتيجية لإدارة الموارد المائية والزراعية في المنطقة على المدى الطويل ويعتمد على الخبير في تنفيذها.
وخلاصة القول أن الفهم الواضح لهذه الأدوار يساعد في توجيه الجهود بشكل صحيح ويضمن تحقيق تقدم مستدام في اي مجال يضع فيه كل من الخبير والمستشار خلاصة خبراتهم