متابعة / منال فتحي
كتب الدكتور / محمد عدلي محمد
استشاري الصحة النفسية والإرشاد الاسري والتربوي
مقالا هاما بعنوان :
( مصيدة الشباب والسعادة المؤقتة)
قال فيها ….
اهلا ومرحبا بكم مجددا في رحلتنا المباركة مع ابنائنا الشباب . وكما نحن متفقين أن الشباب هو رأس مال هذا الوطن وعموده لذا وجب علينا النصح والتوجيه والاحتواء وامدادهم بخلاصة خبراتنا الحياتية وبما أننا نتبني التصدي لقضية انتشار المخدرات والحذر من الوقوع في شباكها نقول للشباب اعلموا ان البدايات دائما تكون لذيذة ومبهجة وتشعر معها انك عثرت علي كنز كان مخفي عنك وانك وجدت ضالتك التي تبحث عنها فتجد في البداية سعادة بالغة وراحة بال وهدوء نفس واسترخااااء وتجد انسجاما لم تعهده ورضا نفسه وثقة في قدراتك وإمكانياتك ومجمل حياتك وتجد أن لديك قدرة هائلة في العمل والسهر والتركيز ويتفتح الذهن ويشعر بسعادة يريدها ان تكون دائمة وهذه المرحلة تكون أشبه بشهر العسل عند المتزوجين حديثا فمعظم الوقت في سعادة وكل مشكلات الحياة قد زالت هكذا متعاطي المخدرات حديثا فهو دائما يتمني أن يظل علي تلك الحالة ثم ينتهي مفعول المخدر ويرجع لحياته الطبيعية فيجد احيانا شقاء واحيانا رخاء وضغوط نفسية ومشاكل أسرية ومادية فيظن أن ذلك فوق طاقته فيفر هاربا الي المخدرات والتي تنسيه هذا العالم المتشاحن . وتكمن خطورة هذه المرحلة في عدم شعور الشاب بالخطر ظنا منه أن زمام الأمور في يده ويستطيع الاقلاع وقتما يشاء ويظل يتردد بين التعاطي والحرمان الي أن يتمكن المخدر من جسمه ولا يستطيع الخلاص .كمثل الذبابة تظل ترشف من حواف العسل فيعجبها مذاقه اللذيذ فتدخل شيئا فشيئا حتي تغرس أقدامها فتغرق وتموت وقد نبهنا القران الكريم في قصة اغواء ابليس لأدم وحواء عليها السلام ليخرجهما من الجنة فقال لهما ( مانهاكما ربكما عن تلك الشجرة الا ان تكونا ملكين او تكونا من الخالدين فدلاهما بغرور .فلما ذاقا الشجرة بدت لها سوءاتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة ) وهنا لابد لوقفة مع النفس وعزيمة علي الاقلاع فما زالت الفرصة متاحة والمخدر لم يتمكن من الجسد والعودة من اول الطريق افضل من ان تغرس قدميك في العسل ولا تستطيع النجاة .
حفظ الله ابنائنا من كل مكروه وسوء….