بقلم المستشار/ وائل عزوز
ترامب رجل اعمال شاطر جدا.. كونه حقير وبلطجي لا ينفى ابدا كونه بيزنس مان من الدرجة الاولي الممتازة.. راجل ابن سوق فعلا وبيعرف يجيب الدولار من بق العو.. كراهيتنا ليه مش هتغير من حقيقة ان الراجل ده أستاذ صفقات من الطراز شديد التميز..
فعليا.. مفيش اى سبب يخلى بوتين يقبل انه ينهزم في الحرب دى او اى حرب تانية.. دولة عندها ترسانة نووية تكفى تقوم قيامة الكوكب ده 3 مرات على الأقل.. اقتصاد قوي قدر يصمد قصاد 16 الف عقوبة من البلطجية اللى اتوحدوا ضده لدرجة انهم لما قرروا يلووا دراعه دراعاتهم هما اللى وجعتهم.. الراجل من اول الحرب لاخرها وهو هادي جدا ومبتسم ولا كأنه بيتفسح.. أوروبا تتنفض وبايدن يضخ فلوس.. بينما القيصر الروسي قاري كل ده من بعيد وحاطط في كرشه بطيخة قوقازي صيفي ملهاش مثيل.. واللى حصل النهارده في البيت الأبيض ده يعتبر دليل على صحة قراءته للموقف.
لو راجعت تاريخ الحرب العالمية الثانية هتعرف ان الانكليز كان فاضلهم تكه صغيره اوى ويرفعوا الراية البيضاء.. تشرشل جرى يستنجد بالأمريكان اللى مكانوش جدعان معاه خالص.. وافقوا انهم يساعدوه صحيح.. لكن الثمن كان ان أوروبا ترفع ايديها خالص عن أمريكا الجنوبية وتسيبها للأمريكان.. ثمن غالي جدا لكن تشرشل كان ظهره للحيط ومفيش قصاده اى خيارات.. وافق ورجله فوق رقبته.. راهن على ان العرق الانجلو ساكسوني هيحن لبعضه.. بس واضح ان رهانه كان خسران.. انتهت الحرب بهزيمة الهر الألماني المجنون وانتهت معاها الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس لصالح الإمبراطورية الجديدة اللى متعرفش غير مصلحتها وشعارها في الحياة “ابجني تجدني”..
نفس الموقف بيتكرر دلوقتي بحذافيره.. أوكرانيا راحت ضحية الجشع الرأسمالي الغربي.. زقوا الجدع في خناقة هو مش ادها خالص على وعد انهم هيقفوا معاه.. وفعلا وقفوا معاه وساعدوه.. بس مساعدات من بتاعة المرابي القذر شيلوك في خالدة شكسبير “تاجر البندقية”.. المرابي اللى يوافق يسلفك علشان تنقذ جوازتك من الفشل بشرط انه يقوم بدورك مع مراتك مرتين كل أسبوع..
اللى حصل النهارده في البيت الأبيض مش جديد.. هو ده اللى بيحصل من زمن.. المختلف بس المره دى انه كان قصاد الاعلام.. اعتقد والله اعلم ان ترامب مصاب بجنون العظمة.. كونه يسمح بتصويره وهو بيهزأ رئيس دولة حليفة فده ملوش معني الا انه بيضرب المربوط علشان يخوف كل السايبين.. السايبين دول اللى هما الصين أولا وأوروبا ثانيا ويبقى كتر الف خيره لو افتكرنا معاهم.. ترامب مش عايز اى مشاكل مع بوتين.. ومش هبالغ لو قلت ان الاتنين بينهم كيمياء عاليه جدا.. تحسهم كده زى الزيني بركات وكبير البصاصين زكريا بن راضي في رائعة جمال الغيطاني “الزيني بركات”.. الاتنين معجبين ببعض ومتفقين في الهدف..
نفس اللى اتقال على بوتين يصلح انه يتقال على الامريكان.. مفيش سبب يخليهم يقبلوا خسارة معركة مناجم المعادن الأوكرانية لصالح الصين.. احنا دلوقتى قصاد 3 فتوات الكوكب مش هيساعهم مع بعض.. اعتقد ان افضل شيء نعمله دلوقتي هو اننا نعمل نفسنا ميتين لحد ما نشوف مين هيبلع مين في حرب صفريه الله اعلم هتخلص على ايه وسط حقيقة ثابته بتقول ان المتغطي بالامريكان.. عريان ملط..
الناس الحالمة اللى شايفه ان زيلينسكي كان دكر ورفض الإهانة.. لازم نفكر كويس مع بعض في الثمن اللى هيدفعه الراجل المسكين ده مقابل غضب ترامب عليه السلام.. اقل حاجه خالص انه هيحصل ضده انقلاب ويقضى اللى فاضله من عمره في معتقل.. ده اذا متقتلش ولا مات في حادثة طيارة من بتوع الصدفة.. السيناريو الأسوأ ان ترامب يعقد صفقة مع بوتين وطظ في أوكرانيا وأوروبا كلها.. وساعتها أوروبا مش هتقدر تقول لأى حد فيهم تلت التلاتة كام.. وبدل ما بوتين خد 4 أقاليم من أوكرانيا.. أوكرانيا كلها هتتقسم بين الروس والامريكان وأوروبا واقفة تتفرج.. وهو لعمرى موقف يسعدنا بشده.. اللهم اضرب الظالمين بالظالمين ولا تخرجهم منها ابدا لا سالمين ولا امنين.