كتبت الدكتورة / سماح باقى
المواطن حجر الأساس في بناء مدن المستقبل والمعرفة
*نحو بيئة أذكى وأكثر استدامة*
في وقت تتسابق فيه دول العالم نحو التحول الرقمي وبناء مدن ذكية، يبرز المواطن الواعي كعنصر رئيسي، وطرف قادر على تغيير نتيجة المعادلة لا يمكن الاستغناء عنه، فلم يعد معيار قياس المدن الحديثة اليوم فقط بارتفاع ناطحات السحاب أو تطور البنية التحتية، بل أصبحت تقاس بمدى وعي سكانها، وسلوكهم البيئي، ومشاركتهم الفعلية في صناعة التغيير.
أحد أبرز الأمثلة على ذلك هو المشروع الذي تدور حوله هذه السلسلة من المقالات
**مشروع التجميع والتدوير الذكي للنفايات**
والذي أتصور أنه يُعدّ من أكثر المبادرات الطموحة في مجال الاستدامة البيئية، حيث يقوم هذا المشروع على توظيف تقنيات إنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي لتتبع النفايات، فرزها، وتوجيهها إلى مسارات إعادة التدوير، بهدف تقليل الهدر وتحويل القمامة إلى موارد ذات قيمة اقتصادية.
*لكن يبقى التساؤل : هل التكنولوجيا وحدها لا تكفي؟!*
والخقيقة أنه بدون مشاركة المواطن، تبقى الحاويات الذكية مجرّد مجسمات صامتة، وتفقد البيانات معناها الحقيقي.
*ففرز النفايات من المصدر، والالتزام بمواعيد تسليم القمامة، وعدم خلط المواد العضوية بالبلاستيكية*…إلخ، كلها خطوات بسيطة لكنها حاسمة في نجاح هذا التحول الذكي.
وتُشير تجارب دولية مثل مدينة “إندور” الهندية و”برشلونة” الإسبانية، إلى أن نسب النجاح في مشروعات التدوير ترتفع بشكل ملحوظ عند تفعيل دور المواطن عبر التوعية، الحوافز، والمشاركة المجتمعية. فكل فرد يفرز، يشارك، يُبلّغ أو حتى يُلهم من حوله، هو في الحقيقة يُشارك في بناء مدينة أكثر ذكاءً، أكثر نظافة، وأكثر قدرة على التكيّف مع المستقبل المعرفي.
فمدن المعرفة لا تُبنى بالحجر فقط، بل تُبنى بالعقل، بالسلوك، وبالنية الخالصة للمشاركة.
ولعلّ السؤال اليوم قد تغير فلم يعد: ماذا ستفعل الدولة؟ بل: *
ماذا سأفعل أنا كمواطن؟
المدينة الذكية لن تبنى بشوارعها وأنظمتها الذكية بدونك أيها المواطن المخلص … نعم *أنت!*
مشروع التجميع والتدوير الذكي يعتمد عليك بصورة كبيرة ، فهو يتأسس على
– *وعيك*
– *فرزك للقمامة *
– *مشاركتك الفعالة في حماية البيئة*
فكل مرة تلقي بقمامتك بطريقة صحيحة، فأنت:
– تقلل التلوث
– ترفع كفاءة النظام الذكي
– وتبني معنا مجتمع مستدام
**التقنية وحدها لا تكفي..!!!.* لابد من مواطن أكثر ذكاء من التقنيات الذكية ذاتها
* لنكن اليوم جزء من التغيير.
لتكن بيوتنا هي البيوت الذكية التي تبني المدن الذكية ..
وليكن الأفراد الواعيين وحدة بناء هذه البيوت!!
لننتقل بالأزمة من …تحدي القمامة …لفرصة الاستدامة