دكتورة سماح باقي تكتب ….
هل تفتح أعمال التطوير الباب أمام انتعاشة اقتصادية؟
تشهد العاصمة المصرية قاهرة المعز لدين الله الفاطمي حالة من التحول الكبير في شكلها ومضمونها، أو إذا شئت قل ، خطوات للعودة إلى وجهها الحضاري من خلال موجة من مشروعات التطوير الحضري وإعادة التنظيم العمراني، في محاولة واضحة لإعادة القاهرة إلى موقعها الطبيعي كعاصمة عالمية ذات طابع تاريخي واقتصادي.
جهود إزالة العشوائيات، وتوسعة الطرق، وتجميل الميادين التاريخية، لا تأتي فقط لتحسين الصورة البصرية للمدينة، بل تفتح الباب أمام قراءة أوسع لتأثيرات اقتصادية محتملة، قد تمتد إلى **تحفيز الاستثمار، وتنشيط السياحة، وخلق فرص عمل جديدة.**
*تحسين البنية التحتية: بداية دورة جديدة من الاستثمار؟*
الاستثمار في البنية التحتية دائمًا ما يُنظر إليه كخطوة أولى نحو تحفيز النشاط الاقتصادي،و ما تشهده القاهرة من تطوير في شبكات الطرق، وتوسعة المحاور، وتجميل الشوارع، قد يسهم في رفع معدلات جاذبية المدينة أمام المستثمرين، خاصة في القطاعات العقارية والتجارية.
*فرص عمل مؤقتة… أم نقلة دائمة في سوق العمل؟*
أعمال التطوير التي تمتد على مساحات واسعة من العاصمة، ربما تفتح المجال أمام خلق فرص عمل مباشرة وغير مباشرة. إلا أن السؤال الحقيقي يظل قائمًا:
*هل تتحول هذه الفرص إلى وظائف دائمة تسهم في تخفيف البطالة؟ أم أنها مجرد موجة مؤقتة مرتبطة بفترة التنفيذ
القيمة العقارية في المناطق المستهدفة: صعود متوقع؟
في ظل إزالة العشوائيات وإعادة تنظيم الشوارع، من المتوقع أن تشهد بعض المناطق ارتفاعًا في قيمة الأراضي والعقارات، هذا الصعود قد يجذب المستثمرين، لكنه في الوقت ذاته يطرح تساؤلات حول مستقبل التركيبة السكانية للمناطق المطوّرة، ومدى توفر الإسكان الملائم لمحدودي الدخل.
*قاهرة المعز من جديد: هل تعود إلى الخريطة السياحية؟*
إعادة اللمسات التاريخية والفاطمية إلى أحياء “قاهرة المعز” يمكن أن تفتح نافذة جديدة للسياحة الثقافية والدينية. فالمظهر الحضاري الجذاب، المقترن بالأمن والنظافة، قد يُعيد القاهرة القديمة إلى واجهة الاهتمام السياحي، بما ينعكس على الاقتصاد المحلي من خلال تحفيز الفنادق والمطاعم والخدمات.
*استدامة التحول: التحدي الأكبر**
رغم هذا الزخم، تظل *الاستدامة* هي الرهان الأصعب. فنجاح هذه الجهود لا يرتبط فقط بالبداية القوية، بل بوجود رؤية طويلة الأجل، وآليات متابعة فعالة، ومشاركة مجتمعية حقيقية تضمن الحفاظ على ما تم إنجازه.
*قيادة تنفيذية تتحرك بديناميكية محسوبة*
لا شك ان وراء هذه الجهود يقف مسؤولين مثل **محافظ القاهرة** الذي يتحرك بهدوء ودقة في مختلف أنحاء العاصمة، واضعًا نصب عينيه إعادة تنظيم المدينة دون ضوضاء إعلامية زائدة، بل من خلال العمل اليومي والميداني.
ويظهر التنسيق مع *وزارة التنمية المحلية* في المشهد كأحد العوامل الحاسمة في هذا الحراك، حيث تتكامل جهود المحافظات مع التوجهات العامة للدولة نحو *نموذج متكامل للإدارة المحلية*، يعتمد على الشفافية، والتنفيذ الفوري، والتواصل المباشر مع المواطنين.
هذه المرحلة قد تمثل تحولًا نوعيًا في العلاقة بين المواطن والدولة، وتفتح الباب لمفهوم جديد من التنمية يبدأ من الشارع، وينتهي في الاقتصاد الكلي.
*القاهرة تُبنى من جديد… والاقتصاد يترقّب.*
هل تكون هذه البداية لحقبة اقتصادية جديدة في قلب العاصمة؟
الإجابة تنتظرها الشهور والسنوات القادمة.

























